الأحد، 14 يونيو 2020

درر الأنام في تأريخ اﻹسلام الجزء الحادي عشر (طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ وَ فَتْحُ بِلَادِ الْأَنٓدَلُسِ ) بقلم الرائع السيد الديداموني


درر الأنام في تأريخ اﻹسلام
الجزء الحادي عشر (طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ وَ فَتْحُ بِلَادِ الْأَنٓدَلُسِ)
تحياتي للشقيقتين (المغرب) و(الجزائر) ونظرا لﻹختلاف لأي منهم ينسب البطل طارق بن زياد
فأشرقت قصيدتي بمدحهم

عَظُمَتْ جَزَائِرُنَا بِعَزْمِ أُسُودِهَا
فَتَوَطَّدَتْ أَمْجَادُهَا بَيْنَ اﻷُوَلْ

و َالْمَغْرِبُ الْعَرَبِيُّ مِنْ دُرَّاتِهِ
صَرْحٌ تَلَأْلَأَ بِالْبُطُولَةِ ، مَا أَفَل

رَعَبَ الْخُصُومَ وَ أُشْعِلَتْ نِيرَانُهُ
أَرْضَ الْمَعَارِكِ بِالسُّيُوفِ وَ بِالْأَسَلْ

لَمْ نَخْتَلِفْ فِي أَيِّهِمْ وَطِئ الثَّرَى
هَذَا الْفَتِيُّ، فَأَشْرَقَتْ شَمْسُ الْأَمَلْ

عَنْ طَارِقِ الْمِغْوَارِ و الْبَطَلِ الَّذِي
غَشِيَتْ بَشَائِرُهُ الْمَدَائِنَ وَالدُّوَلْ

الشَّامِخُ المنصور ،أَنْجُمُ بَأْسِهِ
بَيْنَ الْمَعَارِكِ قُوَّةٌ لَا تَضْمَحِلْ

قَادَ (الْبَرَابِرَةَ)الْعِظَامَ وَ(عُرْبَنَا)
نَصَرَ الْإلَهُ بِعِزِّهِ ذَاكَ الْبَطَلْ

هُوَ قَاهِرُ الْأَعْدَاءِ طَوْداً ، لَا تَفِي
فِيهِ الْمَدائِحُ مَا نَقُولُ وَ مَا نُقِلْ

عَبَرَ الْبِحَارَ ، فَأَنْجَمَتْ غَزَوَاتُهُ
عِزًّا وَ إِشْرَاقاً وَ نَصْراً مُجْتَبَلْ

فَأَقَامَ خُطْبَتَهُ الشَّهِيرَةَ نَاطِحاً
كَبِدَ السَّمَاءِ بِمَا تَعَظَّمَ وَ ارْتَجَلْ

نَشَرَ الجِهَادَ وَ أَوْقَدَ الْإيمَانَ فِي
لُبِّ الْفُؤَادِ ، قَوَامُهُ لَا يُخْتَزَلْ

جَمَعَتْ جُيُوشُ(الْقُوط)ِجُلَّ عَتَادِهِمْ
جَيْشاً عَظِيماً فِي الْمَدَائِنِ يَقْتَتِلْ

خَرَجَتْ لَهُمْ أَبْطَالُنَا ،وَ سُيوفُنَا
تَغْزُو الرِّقَابَ ، فَلَا تَهَابُ وَ لَا تَكِلْ

فَغَزَا صُرُوحَ الْغَرْبِ -قَلْبَ حُصُونِهِمْ-
جَيْشاً، فَجَيْشاً شَامِخاً مِثْلَ الْجَبَلْ

يَتَمَرَّقُونَ ، وَ شُوهِدُوا بِسهامنَا
تَجْتَاحُهُمْ بَيْنَ الْمَهَالِكِ وَ الْهَلَلْ

أَقْطَارُ (أَنْدَلُس) الْعُلُومِ تَوَرَّدَتْ
بِقُدُومِ أُمَّتِنَا ،فَحَدَّقَتِ الْمُقَلْ

أَرْضُ الْحَضَارَةِ وَ الْعُلُومِ مَنَارَةٌ
فَوْقَ الْمَعَارِجِ ، لَا تُضَاهِيهَا دُوَلْ

جَمَعَتْ عُلُومَ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ الَّذِي
فَاقَتْ قُدُورَ الْعَارِفِينَ بِمَا حَمَلْ

فَأَتَى (طُلَيْطِلَةَ) الْمُغَيْدِقُ، جَيْشُهُ
مِنْهَا تَقَسَّمَ فِي النَّوَاحِي وَ الْقِبَلْ

وَ بَدَا (بِقُرْطُبَةَ) الْمُهَلْهَلُ ، حُكُمِهَا
وَ كَذَا (بِمَالَقَةَ) الَّتِي مِنْهَا اتَّصَلْ

نَطَحَ السَّحَابَ فَأَمْطَرَتْ نِيرَانهُ
أَرْضَ الْجَبَابِرَةِ الْعِظَامِ؛ لِتَنْتَقِلْ

(إِلْبِيرَةُ) اقْتَتَلَتْ و (مَرْسِيَةُ) الَّتِي
فِي كُلِّهَا حَرْبٌ ضَرُوسٌ تَشْتَعِلْ

تِلْكَ الْمَدَائِنُ أَشْرَقَتْ أَنْوَارُهَا
وَ تَطَهَّرَتْ بِفُتُوحِنَا وَدْقٌ جَذِلْ

فَأَتَمَّ فِيهَا الْفَتْح نَصْراً جَامِحاً
دُرَّاتُهُ بَيْنَ الْمَدَائِنِ تُسْتَهَلْ

يَا(طَارِقَ) الْأَوْطَادِ ، دُرُّكَ هَامَةٌ
فَوْقَ الْمَنَابِرِ وَ الْمَعَارِجِ وَ الْقبَلْ
--------------------------------------------------------------------

السيد الديداموني ( 2020 /6/13م)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق