أجَـددُ لَكَ العَــهدَ عَلَى الوَفَـاءِ
أُحافِظُ عَلَى الأرضِ والسماءِ
مِن اجلِ العرَاق العمـر فـداء
تَــرَخــصُ يــا أَبِـي الــدمـاءِ
أُجَـــددُ إِلَيــــكَ أســـــفِــي
أَرجُــوكَ أنـسَــى الـبُـكَــاءُ
أوصيك بأمي خيراً ورجـاء
هونْ عَلَيهَا النحِيبُ والبكَاءُ
يا والدي
أني فِي لَحَظَاتِ الانتهاءِ
قَطَعتُ تَـذْكِـرَة سفر
للشهادة مع الأبرَارِ
والصدِيقَيـنِ والشــهداءِ
هم قَطَعوا تذكرةً لسـقــر
مع الشيطان والكفار
أُسوَةٌ بالمشركين مِن أصحَابِ القُبورِ
يَا وَالِــدِي
تــذكر قَـولُ رَبــنَا القَــهار
((قَدْ يَئِسُـــوا مِنْ الآخِـرَةِ كَــمَا
يَئِسَ الكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ القُبُورِ)) (١)
يــا والــدي
لا نـهــاب المـدافـع
كُلنا هُنا نحـــبُ الموت ونُدافِع
عيوني امتلأت فرحاً بالدمـوعِ
لساعة الصولة والحسم
بالأيــادي والــحرابِ
جهلة لا يعلموا اننا بالمعاركِ
نبتهل للرب ولله نخشع
كعلي في محرابهِ يرتل
ويصلِ بخشوع
يا والــدي
الغَـامـهُم رَصاصــهمْ نيرانهم
قَتلَت الأَطْـفَالَ والنساء
قتِلوا الطير والشــجَر
دمروا المساجد
الكنائس والدور
نبشـــوا قبــور الانبيـاء
نهبــوا النــفائس والاثار
وحوش لَيسَ مِن جنس البشَر
كلنَا نَنتَظِر ساعَة الصفرِ
لِتَحقيق حلِم النصرِ
يا والدي
أودَعك سِـر
عِندَمَا كُنتُ أرَضّعُ من ثَدْيٌ أُمي
حليبها الدر
كنـتُ أَشــعرُ حَـلِـيـبَـهَا طَـــاهرَ
يشَبّهُ حَلِيــبُ الأنــبِيَاء والأولــياء
أَشبِعنِي حب اللهِ الوَطَنُ والاقرباء
يا أبِي
لَا أخَاف الموت والقَدر
لا أخــاف الاِنفِــــجَار
الحَيَاةُ بِوجودِهِم اِنتِحَار
يا والِدِي
صَبر أمِي و إخوَانِي
واصبِر
فَإِن اللهَ مَعَ الصــابِــرِيـنَ
يَا والِدِي
أني بِألفٍ خَيـــر
دَقَائِقُ وَأَكونُ مَع السعَدَاءِ
في جنةِ الخُلدِ معَ الأبرارِ
أبنُكــم الملازم نـزار ستــار
بقلم ماجد أَسعد محمد طلال الســوداني
(1) ألأية 13 سورة الممتحنة جزء 23
(2) فكرة القصيد مقتبسة من رسالة كان قد وجهها الملازم الشهيد البطل ((نزار ستار )) الى والدهِ من أهالي ناحية الدواية في محافظة ذي قار| الناصرية قبل استشهاده في الموصل اثناء عمليات التحرير من الارهاب كتبتها اثناء عمليات تحرير نينوى
