الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

(قصيدة اركان اﻹسلام من 110 بيتا) للسيد الديداموني

(قصيدة اركان اﻹسلام من 110 بيتا) للسيد الديداموني

بسم الّذي من فضلهِ أعطاني
وتطيبت بفروضه ألحاني

كلّ الفروض أصولها وفروعها
منْ محكم الآيات في الفرقان

نصّ الإله بفرضها ووجوبها
قول .النّبي هو الدليل الثاني

إسلامنا صرحٌ تعدّدَ ركنهُ
قدْ جاءنا خمسا بلا نقصانِ

(1) ********(شهادة التوحيد)**********

فشهادة ُ التوحيد ركنٌ ثابتٌ
تعدادها في أول الأركانِ

الله ربي لا شريك لهُ بلا
ولدٍ و لا امٍّ ولا کھّانِ

في سورة الإخلاص ربٌّ واحدٌ
ولهُ النعيم بصورةِ الرحمنِ
وهو المُمَجّد واحدٌ بكمالهِ
وهو الكريم وصاحب الغفرانِ

رفع السماء بلا سوارٍ تحتها
وتجملت بلآلئٍ وجمانِ

قمرٌ وشمسٌ والنجوم بضوئها
تلك اللآلئ في سما أوطاني

ومحمدٌ خير الخلائق ذكرهُ
قد جاء في الانجيل باسم ثان

هو أحمدٌ معناهُ حمدٌ قادمٌ
ومتيّمٌ بالذكر والإيمانِ

وهو الرسول كذا النبي كرامةً
ودليله القرآن خير بيانِ

صلّوا على علم الهدى وتطيبوا
من ذكرهِ بمحبةِ الرحمنِ

( 1 )**********(الصلاة)***************

صلّ الفرائض لا تؤجّل وقتها
ويلٌ لكلّ مماطلٍ كسلانِ

منصوصةٌ لايختلف في فرضها
من مسلمٍ إنسٍ ولا من جانِ

أتمم وضوءك واستقم ﻷدائها
وابدأ بقلبٍ خاشعٍ ولهانِ

لله ربّك عابدُُ متعبدُُ
حتى تنال مراتب اﻹحسانِ

فصلاتنا للدين ركنٌ قائمٌ
بصلاحها ملأ الهدى وجداني

وعماد دين الله شرعة ديننا
بفسادها فسدت بها أركاني

بعد الشهادة عدّها وعتادها
فرضت بأمر المالك الديانِ

في ليلة الإسراء أوحي فرضها
خمساً من الصلوات دون توانِ

عن كل يوم ليلهِ ونهارهِ
مامن مزيدٍ فيه أو نقصانِ

إذ كل فرضٍ قائمٍ بأذانهِ
ما إن تطرّق مسمع الآذانِ

نسعى لذكر الله ذاك فلاحنا
لا البيع يوقفنا عن الرضوان

تكبيرة الإحرام أوّل ركنها
وختامها التسليم عن أيمانِ

فيها أقوم الى الإله مخاطباً
متعبداً بالذكر والقرآنِ

نأتي صلاةً لارياء بها ولا
نفساً ھوت فی الظلم والبهتانِ

ظهراً وعصراً والعشاء صلاتهم
قصراً لكلِّ مسافرٍ بمكانِ

يقضى لكلٍ ركعتين كما قضى
خير الخلائق سيد الأكوانِ

أمّا بمغربنا وفجر صباحنا
أتمم فلا قصراً بذاك الشانِ

فضل الصلاة على الذي قد قامها
نورٌ أتى في الوجه كلّ أوانِ

تمحو ذنوباً قد أحلّت قبلها
مالم تكن بكبيرة العصيانِ

مثل الربا بفجورهِ أو غيره
من قاتلٍ أو سارقٍ أو زانِ

تنهى عن الفحشاء والبغي الذي
أوحى إلى الويلات والخسران

زاد النفوس وضيّها ودواؤها
وغناؤها بالنّور والإيمانِ

(3) **********( الزكاة )************

إنّ الزكاة عليك ركنٌ واجبٌ
مثل الصّلاة كلاهما سيّانِ

يامانعا لزكاةِ مالك إنها
حقّ الفقير عليك بالإتيان

فالمال مال الله إن تبخل بهِ
ستبوء يوم العرض بالخسرانِ

قد قالها ربّي وعدّد ذكرها
منصوصةٌ بالنّقل والتّبيانِ

وإذا عزمت لطيب نفسٍ فالتزم
في فعلك المذكور بالإحسانِ

هيَ في النقودِ بنسبةٍ معلومةٍ
والحَبّ بالمكيالِ والميزانِ

يامن ترى الصّدقات تنقص مالنا
فلقد جهلتَ بحكمةِ الرحمنِ

صدقات مالكَ والزّكاة كلاهما
من طيب رزقك دونما نقصانِ

يافاعل الخيرات زد من فعلها
فرصيدها يبقى بكل زمانِ

هيَ زادنا قبل الممات وبعدهِ
ستجيرنا من لفحةِ النيرانِ

وتُطَهَّر الأموال في إنفاقها
وكذا النفوس بقول من سواني

و نزيدُ قرباً للإله بفعلها
فدليلها في مجمع القرآنِ
( 4 )**********( الصيام )************

فصيامنا قد جاء ركنا رابعا
بحلول شهر العفو والغفرانِ
وهدية الرحمن خيرهديةٍ
مملوءةٍ بالنور والإيمانِ

من فضلهِ الرَّحَمَات والعفو الّذي
بختامهِ عتقٌ من النيرانِ

لم يقتصرْ بطعامنا وشرابنا
فالنفس دائبةٌ على العصيانِ

والعين ناظرةٌ تلاها مسْمعي
وسواعدي وأناملي ولساني

ان لم تصمْ تلك الجوارح مالنا
صومٌ سليمٌ قائمٌ بتفانِ

قد جاء طُهْراً للنفوسِ بزهدها
ونقائها من مجمل الأضغانِ

وتطيب نفسك للفقير إذا اتى
أو ما رأيت بجائعٍ عطشانِ

ويطهّر الأبدان من أمراضها
وكذا العقول كثيرة النسيانِ

قد قال أهل الطب في إتمامهِ
بصوابهِ في العقل والأبدانِ

لصيامنا المفروض عدة أوجهٍ
ولكل صنفٍ عدةٌ ببيان

صنف المقيم المسْتقرّ بأرضهِ
متكاملاً في صحة البنيانِ

فعليه من إتمام شهرٍ كاملٍ
في وقتهِ المعدود في رمضانِ

أمّا المريض يصوم بعد شفائهِ
فيعود ما قد فات بالإمكانِ

وإلى المسافر رخصةٌ لصيامهِ
حتى يقيم بموطنٍ ومكانِ

أمّا الولادة للنسا أوطمثها
تبقى بلا صومٍ لوقتٍ ثاني

فإذا نَقَتْ وتطيبت لصيامها
فتعيد ما قد فات من حسبانِ

وعلى المريض إذا يئست شفاءه
وكذا الضعيف وجملة الشيبانِ

كفارةٌ معلومةٌ يقضونها
أو من يعول بهم كخير معانِ

إطعام مسكينٍ بقدر طعامه
عن كل يوم فات من هجرانِ

طوبى لهم جنات عدنٍ وصفها
فوق اكتمال الحسن في الأذهانِ

ولهم بأبواب الجنان خيارها
باب النجاة بجنة الرحمنِ

للصائمين أُعِدَّ ليس لغيرهم
طبتم وطاب العدّ للريّانِ

( 5 )*********( الحج )************

الحج فرضٌ قائمٌ في ديننا
وبهِ شروطٌ عدةٌ ببيانِ

عقلٌ وإسلامٌ وحُرٌ بالغٌ
والاستطاعة حكمهم صنوانِ

ما إن أخلّ بهم فلا فرضٌ إذا
أوما أُخلّ بواحدٍ أوثاني

أمر الإله بفرضهِ ووجوبهِ
آياته في محكم الفرقان

هو خامس الأركان جاء تمامها
فبهِ ننال العفو بالغفرانِ

(في الترمذيّ عن ابن مسعودٍ روى)
(بحديث خير الخلق كلّ زمانِ)

ينفي ذنوبي ثمّ فقري مثلها
وثوابهُ هو جنة الرحمنِ

حتى أعود كما بدا ميلادنا
طهرا بلا ذنبٍ ولا طغيانِ

أسعى إلى الإحرام من ميقاتهِ
غسلا بلا طيبٍ على الأبدانِ

ولففت جسمي مايواري سوأتي
وكأنّهُ كفني على جثماني

نمضي بلا رفثٍ ولا فسقٍ ولا
نأتي النّسا فالكلّ في هجرانِ

والصيد ممنوعٌ كذاك جدالنا
منعٌ صريحٌ جاء في القرآنِ

فقصدت مكةَ للحجيج ملبيا
لنداء ربي مالك الأكوانِ

فأنال خير حفاوةٍ وأجلّها
عفو المهيمن فرحة تلقاني

أسعى الى البيت العتيق بأرضهِ
أقضي المناسك ساعياً بتفان

يأتي إليه المسلمون جميعهم
من كل فجٍّ عامرٍ ومكانِ

جمعوا ببيت الله دون تعظّمٍ
بين الفقير وصاحب السلطانِ

سَأُقبّل الحجر الكريم بملمسي
أوأن أشير بأعيني وبناني

وأطوف حول البيت سبعاً ذاكرا
لبيك ياربي بكل كياني

أنفقت مالي لا أريد سوى رضا
ربي فمن لي غيرهُ أغناني

إني أتيتك ياإلهي خاشعاً
لبيك ياربي فأصلح شاني

متوددا تمحى ذنوبي كلها
رحماك ياربي بعبدٍ جاني

بين الصفا والمروة السعي الذي
أمر النبيّ بهِ على الإتيانِ

سبعٌ من الأشواط يقضى سعينا
شغفاً وحباً يعتلي وجداني

ووقوفنا عرفات ركنٌ أعظمٌ
بعد الغروب وقوفنا بأوان

حمدا وشكرا والصلاة على النبي
ي الهاشمي مرددا بلساني

ندعوا كما شئنا بخيرٍ بعدها
وكأن قلبي عالقًا بجناني

وإلى منى قمنا وبتنا ليلها
خير الليالي حلةٌ بمكان

في حدّها بجنوبها وشمالها
مبروكةٌ يا ساحة الرّجوان

سبعٌ فسبعٌ ثم سبعٌ بعدها
جمراتنا تلقى على الشيطان

وأشدّ في رميي بقوة ساعدي
عدواً أصاب القلب بالعصيان

حتى أعود إلى الطّواف مودّعا
والدمع سال له على الأجفان

*****************************ا

إسلامنا صرح تعدد ركنه
قد جاءنا خمسا من الأركان

وبهم أمدَّ الصّرح في عليائه
متماسكا في أعظم البنيان

ولكلّهم رخصا أتت يقضى بها
جاءت لنا في النّقل من برهان

فالدّين يسرا جاء لا عسرا به
قد مدّني ربّي به وهداني
تلك اللّآلئ نظمت بأناملي
مملوءةً بالعلم والإيمانِ

حبّ الإله كذا النّبي كلاهما
نورٌ أتى بالقلب قد أحياني

وأمدني حرفاً جميلاً صادقاً
فوصاله يشتد بالأشطان

ورداؤنا حسنٌ بطيب خلاقنا
وصروحنا سلْمٌ بلا عدوانِ

السيد الديداموني