الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

ملعقة صبر بقلم الرائع عماد الدين التونسي



مِلْعَقَةُ..صَبْرٍ..
***********
يَقِينِي بِكْ..يُعَانِقُنِي..
كَمَشْهَدٍٍ بُطُولِيٍّ..يَأْبَى الْمُغَادَرَه..
كَقَلْعَةٍ..فِي الْحُنْجُرَةِ..رَابِضَه..
لِتَوْثِيقِ الصَّفَحَات..
وَأَنِينُكِ..يُدَاعِبُنِي..
كَأَطْوَاقِ النَّجَاةِ الْمُبْهَمَه..
كَضِفَافِ الْخَلاَصِ الْمُبْعَدَه..
كَالْإِبْتِسَامَاتِ الْمُتْعَبَه..
لِتُطْفِئَ..مَاأَشْعَلَهُ..
رُخَامُ..
نِصْفُ نَصْبٍ تِذْكَارِيٍّ..
يَتَكَلَّمُ..دُونَ صَوْت..
يَرْفُضُ..قَانُونَ الْمَوْت..
لِتَعْلِيقِ الْأَصْوَات..
حَنِينِي إِلَيْكِ..يُعَاوِدُنِي..
لِأَسْوَارِك الْمَطَّاطِيَّه..
لِزِحَامِك..يُعَرِّبُ تَفَاصِيلَ الْأَسْوَاق..
لِأَزِقَّتِكْ..تَبْتَلِعُ الْمَارَّةَ وَ الْأَشْوَاق..
لِتَوْثِيقِ الْلَّحَظَات..
وَأَنِينُك..يُرَاجِعُنِي..
لِأَنْغَامِكِ الْعَرِيقَه..
لِمَعْزُوفَتِكِ الْأَصِيلَه..
يَتَنَاغَمُ بَيْنَ شَطْرَيْهَا..
عُرْيُّ..الرِّمَالِ الرَّشِيقَه..
وَضَجِيجُ..الْجِمَالِ الشَّقِيقَه..
لِتَشْرِيقِ الْهَمَسَات..
فَأَرْسُو..
مِنَ الثُّقْبِ الْأَسْوَد..
تَائِهًا..أَنْهَكَهُ الْغِيَاب..
شَاكَيًا..التَّأَرْجُحَ وَالْإِهْتِزَازَ وَالْإِغْتِرَاب..
لِلتَّبْرِيقِ لِلْإِنْصَات..
لِتَلْوِينِ كُلِّ الْلَّهَجَات..
طَرَبًا..لِلْحَياَة..
وَأُشِيرْ..هُنَا..
كَانَتِ الْحَلِيمَه..
تُكَوِّرُ..شَعْرَهَا الْأَجْعَدَ الْلَّيْلِيَّ الْمُعَطَّر..
لِتُسَيِّجَهُ..بِرِبَاطٍ مَلَائِكِيٍّ مُقَدَّس..
وَعَلَى جِيدِهَا..
زِينَةُ الْحَيَاء..
تَرْوِي بِها..
ظَمَأَ عَطَاشَى الْبَقَاء..
وَأَطِيرْ..هُنَاك..
كَانَتِ السَّلِيمَه..
تَفُكُّ..شَفْرَةَ الْإِتِّزَان..
مِنْ لَوْنِ عَيْنَيْهَا..
وَبَيْنَ كَفَّيْهَا..
وَصِيَّه..
تُزِيلُ..سُمُومَ رُمُوزَ الرَّزِيَّه..
هِيَ الْحَنَانْ..هِيَ الْأَمَان..
وَمَا فِي لُبِّ قَسْوَتِهَا..
إِلاَّ..كُلُّ لِين..
يُرَطِّبُ أَفْئِدَةَ الْعُشَّاق..
وَمَا أَنَا..
إِلاَّ..عَبْدٌ لِلْمَنَّان..
وَمَا فِي جُعْبَتِي..
إِلاَّ..التَّحَمُّلُ وَالتَّأَمُّل..
ثُمَّ أَمْضِي..لِمَسْعَاي..
دُونَ أَدْنَى إِدْرَاك..
أُنَاجِي قَدَرِي..
عَلَّهُ يُعِيدُنِي..
عَلى الْأَعْتَابْ..
سَأَعِيشُكَ لِلْأَقْصَى..
يَا يَا يَا أَقْصَى..
وَأُضِيفُكَ لِي..
مِلْعَقَةَ..صَبْرٍ..
بَلْ أَحْلَى..
***********
عماد الدِّين التُّونسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق