السبت، 24 نوفمبر 2018

صرخة نوء بقلم الرائع محمد سعيد أبو مديغم


* صَرْخَةُ نَوْءٍ *
هي الأقدارُ حبيبتي 
حالَت بينَنا 
وشموسُ هوانا 
لَبِسَت ثوبَها الأُرجواني
فتداعى زماني
من نأيٍ وهجرٍ
وباتَ ذاويًا 
من نحيبِ شِقاقٍ 
احتلَّ مَجامعَ قلبي 
فتَقمَّصَت روحي 
في جسدِ الفراقِ 
لتعزفَ في أوجِ السَّماءِ
من شذا ذكرياتٍ 
قافيةُ شعرٍ لطيفٍ كانَ يسكنُني 
جِمارُ عزفِها 
نَعْفُ أصواتٍ
صداها تائهٌ 
ألحانُها أحزانُ عاشقٍ تُبكي وتُدمي 
رَأَدَ الضُّحى بها 
بهديلِ حمامٍ 
يرثي محاسنَ حبٍّ
كانت بلونِ سمائِهِ 
وباتَتْ صَرخةَ نوءٍ 
في الأفقِ الغربي 
ترانيمُها مَحضُ وجعٍ
وعذابٍ 
تنثالُ في أديمِ ليلٍ
يصخبُ صوتُها 
بلواعجِ شوقٍ لحبٍّ قديمٍ 
بين جوانحي 
أواه يا أنا 
طالَ الغيابُ 
وما زلتُ مبحرًا 
في مراكبِ الجوى والأسى
وأضغاثُ أحلامي
من بَعدِكِ
ما زالَت تائهةً في ترهاتِ الأزمنةِ
بين أمسي ويومي 
تنتظرُ ميلادَ شمسٍ
في صبحٍ جديدٍ 
دفقَ ضوؤُهُ وجهَكِ الوضّاءَ
يبدِّدُ نوائبَ الأيَّامِ والآلامِ 
وبالأماني والآمالِ 
يجدِّدُ رحلةَ عمرِكِ وعمري

*********
محمد سعيد أبو مديغم

* النَّعْفُ : مكانٌ يرتفع قليلاً ويكون فيه صعود وهبُوط
* رَأدَ الضُّحَى : انبسطت شَمسه وارتَفع نهاره
* النَّوْءُ : النَّجْمُ إذا مالَ للغروب
* مَحْضُ وجعٍ : ألم خالص
* تنثال : تسقط
* ترهات : طرق متشعبة 
* نَوائبُ الأيّام : مصائبها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق