الأربعاء، 28 فبراير 2018

بقلم الاستاذ سعيد احمد

يا زين يالي سكنت وسط الحشا والروح ؟
أتعبتني في هواك والناس مرتاحه ؟
وتركتني مثلما الطير في الخلا مجروح ؟
وانت الطبيب الوحيد ذي يشفي اجراحه ؟
وكلما جيت اناديك تبتعد وتروح ؟
يا نبض قلبي و يا قفله ومفتاحه ؟
محاكم الحب تقول الهجر غير مسموح ؟
خوفي عليك يوم تتحاكم على الساحه ؟
وقاضي الحب في قانونه المطروح ؟
يصدر عليك حكم قاسي حسب ايضاحه ؟
راجع حسابك وعادك يالغلا منصوح ؟
من لم يحب النصيحه ضاع نصاحه ؟

شعر : يونس عيسى منصور ...

رحيل الشاطر حسن ...
تعاقبني على زمني ... وتدري
بأنّي صادقٌ ... وَرِعٌ ... أمينُ ...
وأني حينَ تعتركُ الخفايا
بقلبي ... لا أُدانُ ... ولا أُدينُ ...
ولكنَّ التجاربَ علّمتني
بأنَّ العقلَ أوّلُهُ جنونُ ...
وأنَّ الطفلَ لا يغفو إذا ما
تحومُ عليهِ مرضعةٌ حنونُ ...
كَذَلِكَ خافقي لما تجلَّتْ
وبانَ ضياءُ ( ليلىٰ ) لا يخونُ ...
وتلكَ ورأسِكِ الغالي عيونٌ
تراني حيثُ قد عَمَتِ العيونُ ...
وداعاً ... وليكنْ فيكِ انْعتاقٌ
فصوتُ القيدِ تعرفُهُ السجونُ ...
شعر : يونس عيسى منصور ...

عروسه النيل/ العنود محمد

بلبل حيران
إطمئنَ ...هدأ
يهوي البوح
بالحب
يكره الأسرار
عيونه تترجم
كل ما كان
وكل ماقيل
وما سوف
يقال
قصتنا 
دواوين نكتبها
فقد تعدينا
كل الحكايات
نغزل الحب
أثوابا من
لؤلؤ و مرجان
ونكتب أشعارا
تسلب الأذهان
فيغار العالم
من تغريده
والألحان.....
يحيا على
الأغصان
حر طليق
يهوي الطيران
يعدو في
الروابي
كأجمل الغزلان
فسماء الحب
لاتعرف قيود
أو شطئان

عروسه النيل/ العنود محمد

بقلم الاستاذ اسماعيل خوشناو

وصية حب
.............
اتدرين كم ليال سهرت
لارى نجاحك
قطرتُ مشاعري
مرات فمرات
لاحضر لك عصيرا
من اجمل الكلمات
بحثك
ايام الحسينية
( شخبارك )
جمع بيننا اجمل مائدة
اليس لك الماضي
ام انت المستقبل فقط
مات شمس حياتي من زمن
اتعرفين ماذا كتبتُ في وصيتي
يا اجمل انسانة في سيرتى 
احرقت قلبي
فارجوك لا تحرقي كلماتي
..................
اسماعيل خوشناوN
2008/2/10
...ثروة.. نسرين... 
ملاحظة/ 
بحثك / البحث العلمي في الكلية
ايام الحسينية/ مراسيم دينية 
شخبارك/ لهجة عراقية

=== محمود شبيب ===

واقف وناطر باب حارتها
تا كحل عيوني بشوفتها
ولما عليي طلت من بعيد
هل القمر نوره بطلتها
وفرح القلب والروح صار يزيد
وفاح العطر من رق بسمتها
ريم الفلا بتتمختر وبتكيد
غنج ودلع تسحر بنقلتها
ومن لون كحلة عين ست الغيد
وحمرة الجوري لون وجنتها
والثغر باسم زايد التوريد
وشهد العسل يا ناس شفتها
وتفاح شامي الخد بالتحديد
وزاد الحلا عالحسن شامتها
ما بنقصش من حقها ولا بريد
كمل اله الحسن زينتها
لا بالقرايا ولا الحضر والبيد
شايف بعمري مثل رقتها
جمر العشق بلش بقلبي يقيد
كلما تلوح لي بغرتها
وجادت عليي وسلمت بالايد
وشدت ع ايديي وغمرتها
عمري ربيعه زهر من جديد
لما سمعت نغمات همستها
همست وقالت لي شو بتريد
قلتلها ما بطيق فرقتها
ومن كثر لهف القلب والتنهيد
روحي بلا استئذان سلبتها
وحسيت انه هل يوم العيد
لما ع قلبي رمت غمزتها
رح قولها عن حق وبتجريد
ورح ظلني احكي واقول وعيد
ما في شعر يوصف انوثتها
=== محمود شبيب ===

بقلم الاستاذة سالى محمود

ردنى اليك
بقلمى سالى محمود
*******

خذنى الى مدائن الغياب
على حافة العمر البعيد
نطرق ابواب الامانى
نوافذ الليل مشرعة 
تقتات همس الحنين
دعنى ارتشف الوجد من راحتيك
لملم شتاتى المبعثر فى اورده الظلام
فك جديلة الاشتياق
حرر عقدة لسانى 
ناسكة فى محراب عينيك تبتهل
تسكب دمعات العتب
تغالب هذيان الشوق 
ردنى الى غيابات ضلوعك
صاحبنى فى متاهتى
وعد بى الى موطنى
حيث استكين 
قبل ان يرتد طرف الحنين
الى زمن التوبة 
خذنى بعيدا ثم ردنى اليك

بقلم الاستاذ /محمد ساري

آلام مبعثرة
قد ذقنـــا بالفرا ق العـــذاب ألوانـــا
وتقرّحت الأعين مـــدامع الأحزانــا

فلا سبـــل بيننــــا لطريـــق الوصــل
ضربت عـــواصف بالبعـــد لشطآنـا

غــدت بهـــا كالأسير فــــزاده الزهد
ومـــا لهُ غيـــر ربّي قصــــد إيمانــا

يا قـــرّة العين إنّ الـــروح شاجيــــه
تبكي بحسرات من هــمٍ و هجـــرانا

وتلــوذ بالصبر أذراً مـــن مصابهــا
والنفس تعزف و تشدو عذب ألحانا

يا هاجري ما الخطيئة بالهوى تعدو
فظلمـــتني إن لــــم تــزن الميــــزانا

هــــل هذه السنن هي التي بالدنيـــــا
أم شرع القــــــانون وخطهـــا إنسان

بقلمي/محمد ساري

بقلم الاستاذ طلال الدالي

،انا حواء ،
كصفصافة وهي
تداعب الشمس
عند المغيب 
صافحتها نجمة
وقالت؛من تكونين
لا تسألي من انا
انا بلسم الجراح
انا حواء
والسر الغريب
لاشرقية ولاغربية
كناقة صالح
تدر حب
كبياض الحليب
انا وطن الدنيا
وجدايلي مراجيح
للهوى
وأصابعي مراكب
في بحر الحبيب
لا موج يغرقني
مادام الله
لدعائي يجيب، ،طلال الدالي،

بقلم الدكتورة الجزائرية سمر بومعراف

من قصيدة حلم منكسر
صمتي يغني بعزف اوتاري
ظلام طيفي يناجي الفجر
نسجت عطري بحرف أشعاري
نيران شوقي براكين تنفجر
تجذبني أحزاني لموج أنهاري
جدار النهار بصراخي ينكسر
ببعدك اللعين غابت إبتسماتي
نقشت حبي بقطرات المطر
تتجمع العصور بين ذراعي
كسحر النجمات على الزهر
أغني طربا معلقة بأحلامي
في مرآتي شظايا حلم منكسر
بقلم الدكتورة الجزائرية سمر بومعراف

بقلم الاستاذة .. سوسن بلخير

تنهيدة مساء
أتدري كم آهٍ تشابكت بعنق فنجان 
قهوتي ترتجيك

و عبق البن دموع هاربة من جفن
الفنجان تبكيك

ثغر المساء ناطق شفاه اكمام 
السوسن تغرد آهٍ ترثيك

عباب الفجر موال ريحان غفا 
بصدر الوجع يناجيك

حبك غفوة عمر تنهدت بين
جدائل الشفق شوقا تخفيك

وعلى غصن الروح حسون الهوى 
بقصائد الحنين يغنيك

ناي نبضي يغزل نكهة القهوة بخصر
المساء حنينا يناديك
بقلمي ..
سوسن بلخير
في رثــاء الشِّـــعر
=========
ياليتَ شِعري كمْ يُعاني القلبُ من تلكَ الرَّتابَـــــــة
****
ياسادتي والشِّعرُ يبكي...حُرقةً مِمّا أصـــــــــابَــــــه
****
كم مُــدَّعٍ للشعر يزعم أنـهُ رِئْـبـــــالُ غـــــــابَــــــة
****
فيعيثُ إفسـاداً ويطلِقُــهُ وقد أدمـــى إهــــابَـــــــه
****
فَلَكَمْ قرَأْتُ قصـــائداً قــد أورَثَـتْ فـــيَّ الكـــآبَــــة
****
حتى لِمَنْ لا يفقهون. الشعــرَ ليستْ مُسْــتَطابـَــة
****
الشعــر قافـيــةٌ وأوزانٌ وبـــحـــرٌ يـاصــــحـــابَــــــة
****
شعرٌ بلا وزنٍ كنــــصــل السـيـف إذْ يفقِــدْ نصـابَـه
****
الشعرُ إحساسٌ وفَـــنٌّ ليـس. تصـفيـفُ الكتـــابَـــة
****
الشعـر إطلاقُ الخيالِ متى.. وَجَـدْتَ لهُ استجابَــــة
****
أدبٌ نزيـهٌ صانَــــهُ المــاضـونَ واحتــرمـواجنابَـــه
****
طوبــى لمــن قد صانهُ. وسَمَـا بهِ عمّا أعَــابَــــــــه
****
يا معشر الشعراء ..من يُثْـــري سؤالي بالإجــابـَــــة
****
يا معشـر الشعـراءِهل عاد القريضُ بلا رقـــــــابَــــة
****
أم أن نبـعَ الشعـرِ، ينزِفُ ما تبقَّى من صُـــبـــابَـــــة؟

بقلم /سيد الحلواني

يملأ قلبي بالكمد.. 
أطفال تموت بلا سبب 
ونساء ثكالا 
أرامل يا لا العجب 
حرب لا ناقة لهم 
فيها ولا جمل 
دماء تروي صحراء 
دماء العرب 
في سوق الدماء 
رخيصة الثمن 
القاتل والمقتول 
عربي
نسائكم صارت سبايا 
أطفالكم يتاما
ويلُ لكم ياعرب 
من شر قد اقترب 
بل تباً لكم يا عرب 
تباً لكم يا جرب

بقلمي /سيد الحلواني

بقلم. د. حسام عبدالفتاح 15/9/2017

آلامُ المَــــاضِّي ...
...
وَعَنْ أَلَمِّي
أَنَا أَحكِّي ...
وَأروُي تَجَارُبَ المَاضِّي
فَكَمْ مَّرَهْ
أَنِّينُ الخَوفُ يُضنْينِّي
عَلىَ حُبْي وَلَوُعَاتِّي
..........
نَعَمْ عِشْتُ
وَدَمْعُ القَلبِ يُدمْيِّني
وَتَصرُخُ رُوحِّي بآهَاتِّي
بِأشْوَاقِّي
بِحَنيِّني
بِأحرُفِ شِعْرَّيَ البَاكِّي
بِصَمْتِ الحِيرَهْ فِي ليِّلي
بِصَرخَةِ آهِ تَكْوينِّي
بِخَوفٍ خَطَّهُ ظَني
وَيَأسِ الصَبرِ 
يُدنِّيني
وَيأخُّذُني 
لِذْكرَى المَاضِّي يُلقيِّني
...........
نَعَمْ عِشْتُ 
فِرَاقاً سَاعَةَ الُّلقيَا 
وَحِرمَانِّي
وَتَعْذِّيبِّي
وَمَجْهُولي 
يُمزِقُ كُلَ أَوصَالي
بِأمَلٍ ضَاعَ يُشقِّينِّي 
...........
نَعَمْ عِشْتُ
نَعَمْ عِشْتُ
وَمَازِلتُ 
أُلمْلِمُ جُرحِّيَ البَاكِّي 
أُحطِمُ يَأسِّي بِيَقِّينِّي
لهيِّبٌ بَينَ أَحضَانِّي
وَأشْوَاقٌ تُنَاديِّني
وَتَأخُذُني
لثَورةِ قَلبِّيَ البَاكِّي
وَدَمْعٌ سَالَ مِنْ عِيْنِّي
وَتُوقِظُّني
تُنَادينِّي
تَقُوْلُ لِمُهْجَتِّي هَلاَ
حَذَاري المَوْجَ يُلقِّينِّي
وَيَقْتُلُني 
وَيُحْيِّني
...
بقلمي. د. حسام عبدالفتاح 15/9/2017
...
...

الاثنين، 26 فبراير 2018

ضميري مثقل بقلم الرائعة سامية بو طابية


ضميري مثقل ،،نارٌ بصدري
و لا يهمي سخاءً غيم شعري
لئن لم يأتني فجرا،سأعصى
أوامره التي ما عاد تغري
سأهجره مديدا ،،بل سأنأى
و أحرمه الندى من عبق زهري
فلا يسقى مدادا ..نرجسيا
و لا همسا ،،و لا أفشيه سري
سأرحل عنه حتى ..ليس يلقى
من الدانين ..عصرا مثل عصري
سيرهقه الحنين إلى زمان
وصفت به جمالا ملء ثغري
و أتقنت البيان جزيل بوح
بكل سلاستي و هدير بحري
سيوقن أنني ما كنت ظمأى
لما يبديه في سرٍّ و جهر
و لكني وددت لنا وصالا
لكيما ..يحتديني طول عمري

إعصار ودمار بقلم الرائع جمعه كاظم


أعصار ودمار
أعصار . دمار . أمطار
بلا نهايه.
منذ اربعون عام دمار
كانت البدايه.
جعلوا الوطن شعار
لكل قضيه.
ذبحوا كل الاحرار
بلا درايه.
جعلوا أنفسهم ثوار
وهم بغايه.
حطموا كل هدف
ولم يدركوا الغايه.
جلبوا العار والدمار
من غير هدايه.
لعنة على كل جبار 
جعل من الحرائر 
هدف لنصره المزيف
ولنصره أبعاد وغايه.
بقلم 
جمعه كاظم

قرأت العشق بقلم الرائع جواد موسى

قرأْتُ العشقَ في عينيك كأنني
ما عرفتُ قبلك ِأنثى تَعشقُ

وعشتُ تجاربَ الحبِّ جميعها
فلم أرى قلباً فوق الثغر يخفقُ

ففيكَ زوبعةُ الإحساسِ جارفةٌ
من رأى الشمسَ في عينيك تشرقُ
وعلى أهدابكِ السوداء رقَصَتْ
كلُّ الحروفِ كأنّها الازهارُ تورقُ
والشعرُ -يحكي فقط-إنْ تحدَّثْتِ به
كأنّ الشعرَ من دونك لا ينطقُ
من علّم الشعر أثَغرُكِ يا ترى؟!
حتى صار نارا فوق ثغرك يحرقُ
جواد موسى

الجمعة، 16 فبراير 2018

دولة من قلق بقلم الرائع الأسير الفلسطيني كمال أبو حنيش


// دولةً من قلق ||

16 شباط / فبراير 2018
بقلم الأسير الفلسطيني كميل أبو حنيش
لا شك أنّ "إسرائيل" تتمتع بقدرات عسكرية وإمكانيات تكنولوجية وعلمية هائلة ولديها اقتصاد مزدهر ونظام سياسي مُستقر، وتتحالف مع أقوى دولة في العالم، وعلى صعيد المنطقة تنفردْ "إسرائيل" بكونها القوة العسكرية الأولى ويُعد جيشها الرابع على مستوى العالم، ولا نُبالِغ إذا قلنا أنّ "إسرائيل" حولت ذاتها إلى قلعةٍ ما فتأت تسعى لتطوير سلاحها ومنظومتها الأمنية إلى درجة الهوّس حتى باتت مسألة الأمنْ هاجساً مزمناً تخضع له كافة مكوناتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأكاديمية والإعلامية والدبلوماسية.
لقد رافقت "إسرائيل" مُنذ نشأتها إلى اليوم هواجساً أمنية تعصف بها باعتبارها كياناً استيطانياً غريباً عن المنطقة، ومحاطة ببحر من الأعداء على حد وصف قادتها، ومنذ سبعين عاماً تعيش "إسرائيل" مع القلق ولا يكاد يمر يوماً من دون أنْ تُعايش هذا القلق المترسخ في بنيتها وتكوينها، ومع أنّها كيان عدواني بطبيعتها إلاّ أنّ حروبها بالأساس نابعةً من أساس الخوف والهواجس التي تساورها على الدوام.
وقد شهدت "إسرائيل" مُنذ نشأتها محطات ولحظات تاريخية توصف بالهستيرية، وعاشت حالةً من الهلع والرعب الجماعي وهو ما يُعبّر عن المأزق المتأصل فيها والذي يعكس مدى هشاشتها بالرغم من كل ما تتمتع به من مظاهر القوة، فعشيّة حرب عام 1967 عايشت "إسرائيل" لحظة من القلق الوجودي جعلها تعيش أياماً عصيبة قبل أن تشنّ حربها الاستباقية وتحوّل القلق إلى انتصار كاسِح على العرب، جعلها تعيش حالةً من النشوة بانتصارها على الجيوش العربية، كما عايشت حالة مشابهة من القلق في أعقاب اندلاع حرب تشرين عام 1973، ولا تزال هذه الحرب تُشكّل صدمة كبيرة مطبوعة في الذاكرة الجماعية بعد هذه الحرب المفاجأة التي شنّها العرب واختراق خط "بارليف" قبل أنْ تقف الحرب عند حدودها المعروفة ، وفي أعقاب حرب الكويت عام 1991وقصف العمق الإسرائيلي بعشرات الصواريخ البالستية العراقية عايشت "إسرائيل" هذه الحالة من القلق والرعب استمرت لأسابيع قبل أنْ تنتهي هذه الحرب بنهايتها المعروفة.
وهذه الأيام تعيش "إسرائيل" حالة من القلق المتنامي وإنْ لم يصل بعد إلى الحالة الهستيرية وهي ترقب ما يجري على الجبهة الشمالية من تطورات قد تتدحرج باتجاه الحرب، وهواجسها هذه المرة من نوع مختلف قياساً بالحروب التي خاضتها طوال 70 عاماً، وما يثير فزع "إسرائيل" مِن هذه الحرب المحتملة على الجبهة الشمالية نابع من اعتبارات عديدة لم تشهدها في حروبها السابقة، حيث عبرت السنوات الأخيرة عن حالة من الهوس تجلت بإجرائها عدداً من المناورات العسكرية التي افترضت خوضها لحرب مركبة تشكل مزيجاً من الحرب التقليدية مع جيوش نظامية وحرب العصابات وإمكانية انفجار انتفاضة فلسطينية، حيث تنفجر كلها مرةً واحدة وعلى كافة الجبهات، فضلاً عن استخدام تكتيكات عسكرية لم تعتدها إسرائيل في حروبها السابقة وإمكانية احتلال المواقع وبلدات ومدن "إسرائيلية" الأمر الذي سيؤدي إلى قلب مُعادلة الحرب ويضع" إسرائيل" في مأزق كبير وهو أسوء كوابيسها على الإطلاق.
فالوجود الإيراني على الأراضي السورية يشكل خطراً استراتيجياً كما تراه "إسرائيل" ولا يمكنها التسليم به، وقد شكّلت حادثة إسقاط الطائرة الحربية "الإسرائيلية" قبل أيام مؤشراً سيئً لإمكانية اندلاع هذه الحرب من ناحيتها، ولكن من المبكر القول أنّ حادثة إسقاط هذه الطائرة قد غيرت قواعد اللعبة، ومع أنّ "إسرائيل" حاولت التقليل من شأنْ هذه الحادثة، إلاّ أنّها سَتعيد حساباتها جيداً بشأن طلعاتها الجوية وتوجيه ضرباتها للأراضي السورية واللبنانية.
لقد باتت الحرب احتمالاً ترجحه أوساط عديدة في "إسرائيل"، ولكن ما يثير مخاوف المستوى العسكري هو الاعتبارات والتهديد :-
أولاً: منذ خمسة وأربعين عاماً أي منذ العام 1973 لم تخض "إسرائيل" حرباً مع جيوش نظامية، وفي حال اندلاع الحرب مع سوريا سيتعين على "إسرائيل" أنْ تُحارب جيشاً تغيرت وسائله وتنوعت تكتيكاته وفوق كل ذلك تسانده قوة عظمى كروسيا لن تسمح بهزيمته على غرار ما جرى في حرب عام 1967، بالتالي فإن القوة العسكرية "الإسرائيلية" ستكون مكبلة ولن يكون بمقدورها إلحاق الهزيمة بالجيش السوري.
ثانياً: ستتواجه "إسرائيل" في هذه الحرب مع إيران مباشرة لأول مرة وهذه القوات الإيرانية المتواجدة على الأراضي السورية ليست قوات نظامية وإنما قوات مدربة على فنون حرب العصابات إلى جانب قوات حزب الله المهيأة منذ زمن بعيد لخوض غمار هذه الحرب، وهذا يعني أنّ "إسرائيل" ستخوض حرباً معقدة في الجبهة الشمالية تتمازج فيها الحرب الكلاسيكية مع حرب العصابات وهذا النوع من الحروب لم تختبره "إسرائيل" بعد.
ثالثاً: كما تخشى "إسرائيل" إمكانية امتداد الحرب إلى قطاع غزة فضلاً عن أمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة مما يعني أنه يتعين على "إسرائيل" مُواجهة سيناريو خوض الحرب على كافة الجبهات، الأمر الذي يفرض عليها تحديات غير مسبوقة تتنوع فيها أنماط وأشكال المواجهة.
رابعاً: وفي هذه الحرب تمتلك الجهات المعادية "لإسرائيل" ترسانة ضخمة من الصواريخ وتكنولوجيا متطورة وأعداد كبيرة من الطائرات بدون طيار، وهذا يعني أن الجبهة الداخلية في "إسرائيل" ستكون مكشوفة بالكامل وسيكون العمق "الإسرائيلي" من أقصى الشمال إلى أدنى الجنوب في مرمى الصواريخ، حيث تقدر "إسرائيل" سقوط عشرات الآلاف من القذائف الصاروخية فوق بلداتها ومدنها الرئيسية وبهذا سيجري شل الدولة بالكامل.
خامساً: كما تتخوف "إسرائيل" من إمكانية سيطرة حزب الله على مناطق في شمال فلسطين وسيطرة الفلسطينيين على بلدات محاذية لقطاع غزة من خلال الأنفاق التي لم تتمكن "إسرائيل" بعد من كشفها وتدميرها.
ولعلّ السيناريو الأخير هو أشد ما يؤرق "إسرائيل" وتعتبره نقطة تحول إستراتيجي في مسار الحروب ومصير "إسرائيل" ومستقبل وجودها، أمّا الثمن السياسي الذي ستدفعه "إسرائيل" في حال فشلها في تحقيق أهدافها سيكون باهظ التكلفة، لا ونحن هنا لا نتحدث عن نصرٍ أو هزيمة لأنّ عصر الانتصارات و الهزائم الصافية قد ولى، وبهذا فإنّ فشل "إسرائيل" في تحقيق أهدافها المتمثلة في القضاء على الوجود الإيراني في سوريا سيجعلها تضطر للتخلّي عن الجولان في أيّ تسوية في حال جرت أيّة مقايضة الوجود الإيراني بسوريا بالجولان المحتل، أمّا التخوف الثاني الذي يثير قلقاً كبيراً في "إسرائيل" يتلخص بالتالي:-
ماذا لو أفرزت نتائج هذه الحرب واقعاً دولياً يضغط باتجاه تسوية شاملة للصراع في الشرق الأوسط؟ وهل سيكون بوسع "إسرائيل" التصدي للضغوط الدولية التي ستطالبها بإخلاء الضفة الغربية والجولان؟!
لا شكّ بأنّ "إسرائيل" في موقف لا تحسد عليه وهي ترى بنفسها قوة مكبلةً تجري أمامها تحولات ليست بصالحها وليس بمقدورها أنْ تفعل شيئاً وتتردد باتخاذ قرار شن الحرب، فقدرتها على المناورة باتت محدودة للغاية ولا توجد أية ورقة في يدها سوى الورقة العسكرية، فهل ستلعب هذه الورقة؟
أمّا المُعضلة الأخرى من الناحيتين العسكرية والسياسية تتمثل في أن "إسرائيل" ليس بمقدورها احتلال أراضي عربية جديدة كما حدث في حروبها السابقة، لأنّ الظروف تغيرت وستواجه تحديات جديدة، وعلى أية حال سواء اندلعت الحرب ام لم تندلع فإنْ قضية الجولان المحتل باتت تحتل مركز الصدارة في هذه الأزمة القائمة.
ومن زاوية أخرى وقد تكون هي الأكثر أهمية تتمثل في الولايات المتحدة وحساباتها في المنطقة، فهل ستمنح الولايات المتحدة الضوء الأخضر "لإسرائيل" في شنّ مثل هذه الحرب؟ وماذا عن إمكانية تصادمها مع روسيا أو إمكانية اشتعال حرب شاملة في المنطقة؟ وهل تمتلك الولايات المتحدة الوقت الكافي لتشكيل تحالف من الدول العربية المرتبطة معها إلى جانب "إسرائيل"؟ وكيف ستتصرف الشعوب العربية إزاء هذا الحلف؟
ثمة مخاوف أمريكية من تدهور الأوضاع في المنطقة وخسارتها لوجودها في الحراك مثلاً في حال اندلاع مثل هذه الحرب، أو إمكانية حسم الحرب في اليمن لصالح الحوثيين، هذا يعني امتداد الحرب إلى دول الخليج وانتشار الأزمات في المنطقة برمتها، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة على الوجود الأمريكي بالمنطقة في ظل الانحسار التدريجي للحظتها التاريخية في العالم.
وقد يكون من المبكر الاستنتاج الذي قد لا يبدو واقعياً بانحسار الوجود الأمريكي في المنطقة، ولكننا نثير تساؤلاً مشروعاً: ألا تشبه هذه اللحظة التاريخية التي تمر بها المنطقة لحظة انحسار الإمبراطورية البريطانية الغاربة من المنطقة قبل أكثر من نصف قرن؟!
ومهما كانت نقاط التشابه والاختلاف بين انحصار الحقبتين البريطانية والأمريكية، ومهما كانت الإجابة على هذا التساؤل فإنه ينبثق تساؤل آخر حول جدلية العلاقة بين "إسرائيل" بوصفها دولة وظيفية وبين الولايات المتحدة كوريثة تاريخية للمنظومة الاستعمارية العالمية، والسؤال المطروح: ما هو الدور المطلوب من "إسرائيل" لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة وهي تقف عاجزة عن حماية نفسها؟ وكيف ستتصرف الولايات المتحدة لحماية "إسرائيل" والدفاع عن أمنها إزاء هذا المشهد المعقد في المنطقة؟ وهل ستكون الولايات المتحدة على استعداد للتورط في حرب جديدة؟! ففي حال قررت الدول الكبرى البحث عن تسوية لنزع فتيل هذه الحرب فمن سيكون الخاسر ومن سيكون الكاسب من وراء هذه التسوية، وفي حال أصرّت "إسرائيل" أنْ يجري مراعاة مصالحها في هذه التسوية فما هو الثمن الذي يتعين عليها دفعه مقابل ذلك؟!
وفي كل الأحول سوف نشهد في قادم الأيام تطوراً لهذه الأزمة التي مِنْ شأنها أنْ تتصاعد وتصل إلى منعطفات حادة قد تصل إلى حافة الحرب، لننتظر ونرى كيف ستتصرف أطراف هذه الأزمة وخاصةً "إسرائيل" التي باتت الدولة الأكثر تخصصاً في صناعة القرار، بل باتت دولة مصنوعة من القلق وستظل دولة مكبلة بالهواجس.بقلم الاسير الفلسطيني كميل ابو حنيش