السبت، 10 فبراير 2018

ذاك الطفل بقلم الرائع الأيسري الصديق


ذاك الطفل الذي يكبر في ذاكرتي، الحالم بالسفر عبر أرجاء الوطن، جالسا فوق البساط السحري، محلقا عاليا مبهرا بجمال طبيعته،من جبال وسهول ،من وديان و بحار .
مازلت أتذكر أحلامي الوردية وأنا ابحث عن المصباح السحري بين تحف الأجداد و محاولة الحك باظافري على المصابيح النحاسية العتيقة حتى تخرج الدماء و اتوقف عن حلم خروج عملاق المصباح السحري لكي يقول لي شبيك لييك انا بين يديك اطلب ما تريد. 
أغمض عينيا و أتخيل انه أمامي و ابدأ اسرد عليه أحلامي و طموحاتي 
أيها العملاق أريد أن تحملني فوق كتفيك و تطير بي إلى أعلى قمة في جبال الأطلس الكبير ،قمة أوكيمدان المغطاة بالثلوج، وبمجرد أن أقترح عليه فكرتي اشرع في الاستلقاء على الأرض مندمجا مع خيالي و أنا ممتطيا جسد العملاق مستمتعا بجمال مدينة مراكش ،وبساتينها الكثيرة و أشجار النخيل الكثيف و صهريج المنارة،وقصري البديع و الباهية، وصومعة الكتبية ،و سور المدينة بأبوابها الأثرية شاهدة عن حضارة المرابطين والموحدين.
ايقظني ضجيج من أحلامي وانا اجول فوق أسوار المدينة الحمراء.
جمال بلادي تبهرني كثيرا و هندسة عمرانها تتركني دائما أحلم للسفر في جولة تفقدية للتمتع برؤيتها، بغتة ساد صمت المكان و خلفيات النوم مرة أخرى و بدأت هواجس السفر تتخبط بين أفكاري و صاحب صوت قوي قائلا شبيك لبيك انا بين يديك اطلب ما تريد،جلست على كفه مسترخيا و متكي مثل الجلوس على الاريكة طار بي شمالا وهناك مررنا على مدينة افران مكسوة بالثلوج و أطلال وليلي الأثرية، وسور مكناس وباب منصور،ثم ذهبنا إلى مدينة فاس حيث لمحنا جامعة القرويين و المدرسة العطارين و البوعنانية جمال العمران يذكرنا بحضارة المرينيين ،فجأة سمعت دقات و طرقات على الباب ايقظتني من أحلامي الجميلة.

الأيسري الصديق 10-09-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق