ذاك الطفل الذي يكبر في ذاكرتي، الحالم بالسفر عبر أرجاء الوطن، جالسا فوق البساط السحري، محلقا عاليا مبهرا بجمال طبيعته،من جبال وسهول ،من وديان و بحار .
مازلت أتذكر أحلامي الوردية وأنا ابحث عن المصباح السحري بين تحف الأجداد و محاولة الحك باظافري على المصابيح النحاسية العتيقة حتى تخرج الدماء و اتوقف عن حلم خروج عملاق المصباح السحري لكي يقول لي شبيك لييك انا بين يديك اطلب ما تريد.
أغمض عينيا و أتخيل انه أمامي و ابدأ اسرد عليه أحلامي و طموحاتي
أيها العملاق أريد أن تحملني فوق كتفيك و تطير بي إلى أعلى قمة في جبال الأطلس الكبير ،قمة أوكيمدان المغطاة بالثلوج، وبمجرد أن أقترح عليه فكرتي اشرع في الاستلقاء على الأرض مندمجا مع خيالي و أنا ممتطيا جسد العملاق مستمتعا بجمال مدينة مراكش ،وبساتينها الكثيرة و أشجار النخيل الكثيف و صهريج المنارة،وقصري البديع و الباهية، وصومعة الكتبية ،و سور المدينة بأبوابها الأثرية شاهدة عن حضارة المرابطين والموحدين.
ايقظني ضجيج من أحلامي وانا اجول فوق أسوار المدينة الحمراء.
جمال بلادي تبهرني كثيرا و هندسة عمرانها تتركني دائما أحلم للسفر في جولة تفقدية للتمتع برؤيتها، بغتة ساد صمت المكان و خلفيات النوم مرة أخرى و بدأت هواجس السفر تتخبط بين أفكاري و صاحب صوت قوي قائلا شبيك لبيك انا بين يديك اطلب ما تريد،جلست على كفه مسترخيا و متكي مثل الجلوس على الاريكة طار بي شمالا وهناك مررنا على مدينة افران مكسوة بالثلوج و أطلال وليلي الأثرية، وسور مكناس وباب منصور،ثم ذهبنا إلى مدينة فاس حيث لمحنا جامعة القرويين و المدرسة العطارين و البوعنانية جمال العمران يذكرنا بحضارة المرينيين ،فجأة سمعت دقات و طرقات على الباب ايقظتني من أحلامي الجميلة.
الأيسري الصديق 10-09-2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق