الجمعة، 9 فبراير 2018

ساعة الرحيل بقلم الرائع جورج لفلوف


ساعة الرحيل
رحل الأمس ورحم أليوم عقيم
ومرايا الشتاء تسرق وجه الغد
مرآة واحدة تعكس وجه الحقيقة
هي مرآة الذات المعلقةعلى وجه الغروب
سماء العمر حبلى بالغيوم السوداء
تلد عواصفا وبرقا ورعودا ودموعا
دموع تكسر أزهار الحديقة
وطفل الصبح يرقد على فراش الآهات
فهل بقي وقت لولادة صبح جديد؟ 
رحل العمر بين الأمس واليوم وحلم الغد
فهل يستطيع الحلم أن يعيد النور لنجمة الصبح؟
عاد العقل إلى رأس الشمس وتوقف الغيم عن الصراخ
وأهدى البرق نوره إلى طفل النهار 
وغردت العصافير لحن السعادة والفرح والحياة
فهل بقي وقت تنبت فيه البذور المدفونة في تربة العمر؟
عاد الشيخ إلى صباه متسلقا جدار الأمل بغد منير
اعتلى أرجوحة العمر تؤرجحه على دروب الزمن
تأخذه غربا فيتذكر أن العمر لحظة زمن
تأخذه شرقا فيتذكر أن الجنون يعلم الحكمة
تأخذه شمالا فيتذكر عمرا رحل بسرعة البرق
تأخذه جنوبا فيسمع من يقول اقتربت ساعة الرحيل
تذكر أن الصبح كان نديا بلل اوراق الاحلام والأماني 
والظهيرة كانت جافة حارقة حينا وباردة لافحة حينا
والامسيات أكلتها أشباح الطريق وتعب السنين
نفخ في فم نايته يجمع خرافه استعدادا لمغادرة المرج
جاء اللحن كومض البرق نطرز نغماته عباءة الأيام
وتاه الشيخ بين الواقع والخيال وبين الحقيقة والوهم
ارتسمت صورة العمر على صفحة الذاكرة 
رأ ىفيها الحياة جميلة بافراحها وأتراحها 
والعمر قصير تأكله عقارب الزمن 
وتأتي ساعة الرحيل دون حسيب أو رقيب
جرجس لفلوف سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق