الأربعاء، 14 فبراير 2018

معلقة الوهم بقلم الرائع محمد الليثي محمد


معلقة الوهم
ما أجملك طبت حيا ؟
التحم بى فالبرد ماضي
لا تترك عصاك
الكلاب تنتظر الظلام
لكي تنقض على فراشي
اجمعني ثم اطرحني
من عباد الله الصالحين
دثرني في الهواء الطلق
احملني من ظلي
شدني من شعر راسي
قلبي قطعة من وقت
مازالت حيا في دمى
في الظلمة شكلني وردة
ينقصني بعض التراب
ياجامعى من طرقات الريح 
استدر واحتويني كقلب شجرة
ترفق بى فانا تركت دموعي
في بئر جف فيها الماء
أتعرف مصيري ومصيرك
عد ياعظيم الملح
رشني واحشوا جلدي
أغلق خلفك باب البحر
تنقرني الطيور دون أن تراني
والبحر يتركني بدون ماء
ياقاتلى اترك ظلي
للعابرين تحت جحر النمل
للساقطين من ظهر الخريطة
وقفت على الأبواب
لكي اعرف موعد موتى
وقفت على سكة قطاري
امنعه من السير في عظامي
شباك قطاري للطوارئ
البلاد تجرى منى
الأشجار تجرى منى 
والأبراج تجرى منى
والأجراس تدق في الغياب
يا مانعي من قتل الزهرة في المعنى
توقف
قطاري لا يتوقف على شجرة
وأخر الركاب يضحك
حين يراني احمل جرحى
شيء طبيعي أن تراني
احمل جرحى
في القبر اجلس القرفصاء
اليوم أجازة الموتى
لا عذاب أو نار أو جنة
اليوم راحة من الفراغ
ياصديقى لم لي 
بعض من حبات التوت
وسوني فطيرة بدون سكر
لا تضع فوقى قليلا من الكلمات
ياصنعى من جديد
اسمع حديث الأغنيات
أنا لم أحب في الشوارع
لكن وضعت جسدي 
بين غيمتان في السماء
يا حارقي توقف 
فانا في النار أعيش
الموت حقيقة الحقيقة
والحياة وهم القابلة
نم بعض الوقت
سقط منك طفل النار
هز إليك أشجار النبيذ
واحمله وسر 
لا تكلمه عن الحياة
وأعطه بعض الوقت
ليموت وحده في البراري
القبر .. بارد 
وبطن ألام .. بارد
وداخلك موت الاوانى
لا تضع بعض منك
لملم جراحك وانتظر
المجهول فيك
لأتدافع عن الروح
فالموت يدركنا فيك
دافع عن الموتى
فالإحياء لا يدافع عنهم
بل يجرون إلى القبور
دافع دفاعك بالرماد
قد خسرت حياتنا 
لاكاني لا اخسر مماتي
كنا نحب الوهم فينا
نسير إليه في كل الأماكن
الوهم أن نحى ونحى 
الموت لا 
ياسقوطى في قبر النبيذ
لا مفر من العذاب لأمفر
أن كنت تدركني فدعني
أحاصر أسبوع الولادة
الوهم صورتنا في المرايا
أتدركنا الكلمات
ونحن نصعد في الوداع
من مات فقد مات
ذهبوا في طائرات البحر
كيف أؤمن بالحياة
وأنا ادخل من باب الوداع
واخرج من باب الوهم
---------------------- ------------------------------ -------
بقلم القاص محمد الليثى محمد ---- مدينة اسوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق