الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

راهب المحراب بقلم الرائع محمود ماضي

 **************** رَاهِبُ الْمِحْرَابِ فِي سَمَاءِ الْأَحْبَابِ ***************

أَتَانِي طَائِرُ الشَّوْقِ فِي بُسْتَانَــــيْ ...... فَرِحًا يَشْدُو بِأعْزَبِ


الْأَلْحَــــــــــانِ

أَتَّانِي متسَائِلَا مَالَي أَرَى فَـــــرَحٌ ....... قَدْ عمَ بُسْتَانُكَ وَالْأغَانِــــــــــــــــي

مُتَعَجِّبَا كُنَّتْ أَسَمْــــعٌ أهــــــــاتكَ ...... وَأَرَى سَـوَادُ اللَّيَالِــــــــــــــــــــــي

أَأَتَّتْكَ حبيتك بِالْخُطَـــــــــــــــــى ..... .أم همسَتْ إِلَيكَ بِهَمْسٍ بَدِيـــعِ هـادي

هَلَّتْ الِيُّكَ الطُّيــــــــورِ شـــاديتةٌ ...... و كَانَتْ تبكي اليقظــــة والاحــــلامِ

رُوَيْداً رُوَيْداً طَائِرِ الشَّــــــــــوْق ...... فِي أَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ أَتَـــــــــــــى إلْيَ

أَتٍ بِرِسَالَةٍ مَنْ قَمَــــــــــــــــــر....... الْعـَاشِقِينَ فَخُــــــذهَا مَــنّْ بَيْن يَـديَ

اِنْهَ يَدْعُونِي لِسَمَاءِ الْأَحْبَـــــــابِ ..... وَزِيَارَةَ قُدِّسَ الْمِحْــــــــــــــــــرَابْ

مِحْرَابٌ إمَامهُ مَا عِشْـــــــق فِي ...... الْكوْنَ مِثْلهُ فَعِشْق بِغَيرِ حسَــــــابْ

هَيَا بِنَا طَائِرُ الشَّــــــــــــــــــوْقِ ..... لِقَمَرِ الْعَاشِقِينَ لِلَقَا الْمُحِبِّيـــــــــــنْ

فَأَخَذَنِي الطَّائِرُ بِجنَاحَيْـــــــهِ مَنْ ...... اُرْضٍ عَانَيْتُ فِيهَا الْأَمَــــــــــــرَّيْنْ

وَفَّى الطَّرِيقُ وَجَـــــــــدَّتْ اِثْنَينِ ...... مِنَ الْعُشاقِ يَتَبَادَلَانِّ عشِــــــــــــقَا

تحية لَكُمَا أَيُّهَا الْعَشِْقَـــــــــــــانِ ........ رَأَيْتُ فِــــي عُيُونِكُمَا لِـــــــــي وُدَّا

قَالَا أَنَتَّ الرَّاهِــبُ الَّذِي خُبـــرنَا ....... عَنهُ وعذابه وصَل عَنَان السَّمَــــاء

وَأحْزَانه تَبْكِي لَــه السَّمَـــــــــاءُ ....... وَحُبه شُيدَا لَهُ سُرَادِقُ العـــــــــذاء

كُنتُ أَبِكـــيِّ بَدَلُ الدُّموعِ دِمَـــاء ....... وَتَبِيتُ عَيْنَاي مُسْتَهلُّهٌ دمعَـــــــــاء

جاءت حَبيبَتِي بَعْدَ طول عَنَــــاء....... وَغيَّابٌ وَيَئِس فِي لقــــــــــــــــــاء

وسَمِعْتُ فِي الطَّرِيقِ طُيُــــــــور ........ تَشْدُو بِأعْــزَبِ الْكَلِمَـــــــــــــــــات

وَأَغْصَــــانٌ تَتَمَــــايَلُ وَتَـرْقُصُ ...... .فَرَحَا وَنَوَرٌ يملئ السَّاحَـــــــــــات

وَجُــــــدْرَانُ مَـــــنْ ذَهَب كُــتِبَ ....... عَلَيهَا كَفَاكَ ألام وبكاء وعَــــــذَاب

فَنظِرَ لــيَ طَائِرِ الشَّــــوْقِ وَقَالِ ......... كَلَهُ لَكَ هَذَا يَوْم الصِّــــــــــــــــدْقْ

مَا عَرْف الْكَــــوْنِ كَلَــــــهُ حبٌ ...... وَلَا عِشْقُ كَهَـذَا بِحَـــــــــــــــــــقّْ

وَلَا جُـــرْحٌ وَلَا أَلَمْ مِـــــــنْ نَــارِ........ الْهَــــــــــــــــــــــــــــوَى وَلَا شَك

سَنَجْلِسُ هُنَا قَلِيلَا وَبَعْــــــــــدهَا ........ نَذْهَبُ لِلَقَــاء قَمَرُ الْعَـــــــــــاشِقِين

وَسَتَشْرَبُ مِـنْ كَأْس الْغِـــــرَامِ ........ دَوَاء وَشِفَـــــــــــاءَ لِكُلُّ الْمُعَذِّبِيــن

ذهبتُ الىَ قَمَــــر الْعَـــــاشِقِينَ ........ وَكَانَتْ النُّجُــــومُ مَــرسَايَ وَمُتَّكِئِي

وَكَانَتْ غُصُـونُ الْمَحبَّة ظِــــلَّيْ ........ وَشَمِـــسَ الْغــــــــرَامُ دِفْئِــــــــــي

فَسَأَلَنِي لِمَّا تَبَدَّلَ حُزْنُكَ فَــرَحَـا ......... الِيكَ يا قَمَــــــر أَحكــــى قصاتـــيِ

أَتَتَّ اليا حَبيبَتِــي بَعْـــــدَ غِيَاب ........ فَهِي أَمَل حَيَّاتِــــــي ومهجتــــــــي

أَخْبَرْنِي مَـاذَا حَـــــــــالكَ قبَلِهَا ......... وَمَـــــاهُــــــوا مِقْـــدَار حُبَــــك لهَا

وَأَخْبرنِـــــي لِمَّا اِكْتَوَيْتُ بِحُبهَا ........ وَلِمَّـــا لِهَــذَا الْحَــــــدَّ مُغْــــرَم بِهَـا

كُنَّتْ أَسِيَرٌ فِي سِجْنٍ مُظْلِــــــم ........ طَالَتْ فِيــهِ الْأيَّامَ وَاللَّيَالِــــــــــــــي

شَكَتْ الْأيَّامُ مِنْ طَـوْل أَسْــري ........ وَسَوَادَ وَوَحْشَةَ أحْـلَاَمَــــــــــــــــيْ

ظَلَّلْتُ فِي سِجْنِي أَشَكْـــــــــــو ........ طُوِّلَ الدَّهْرُ وأسايَ وَالْامِّــــــــــــيَّ

دَاعِيَاً رُبّ السَّمَــــــــــــــاءِ أَنْ....... يَنْقَضِي الدَّهْـرُ لِتَنْقَضِي أَيَّامَــــــــيْ

أَشَكْوُ الْفُرَّاقِ وَهِــي أَمَامــــــي ....... وَهِي فِي صَحْوي وَفَّـى أَحْلَاَمَــــيْ

لَظَّــــى غَــرَامِيّ فِي فُـــــؤَادَيْ ...... سَعِيرٌ يُوَقِّدُ فِـــي أحْشَائِــــــــــــــيِّ

أكَبَادِي وَعظَامِــي فتتَهَا ألآمــي ..... أَحَيًّا بِلَا جَسَدٍ بَلْ هِـــي أَشْلَائِـــــي

وَدَقَّــاتُ قَلْبِـــــيَّ مـازالت تُنَادَى ..... بِحَبِّكِ بحبك يا أغْلَى أَحْبَابَـــــــــــيْ

حُبُّهَا يجرِّي فِـــي دِمَائِـــــــــــيِّ...... يُمَزِّقُنِي وَيشْعلُ وِجْــدَانِـــــــــــــــيّ

حُبُّهَا فِـــي صَمِيمَيْ وَجَــــــــوَى ...... الْعِشْقَ فِـــي الْأحْشَاءِ يُضْنِينِــــــــي

حُبُّهَا لَحْنِ يَعْزِفُ عَلَـــــــــــــــى....... أَوِتَـــار قَلْبِـــــــــيَّ فَيُشْجِينِـــــــــــي

حَبُّهَا دَوَاءِ كَلَمَّـا شُـــــــــــــرِبَتْ ...... مِــنْ كَأْسِــــــهِ يُشْفِينِـــــــــــــــــــي

لَوْ قَارَنُونِي بِكُنُــــــــــــوزِ الدُّنْيَا ...... بِحبّها فَحبها يَكْفِينِــــــــــــــــــــــــي

صَبرْتُ فِي الْحَبِّ صَبِـــــــــــرًا ...... حَتَّى نَفَــذ الصَّبِرِ وشكـــــــــــــــــى

وَحَتَّى بَكَتْ ليَ الْأَرْضُ حُـــزْنًا . ..... وَلَانَ الْحَــجَـــــرُ وَبَكَـــــــــــــــــــى

أَمَّــــــا عَنْ وَصْفِهَا عَجِــــــــــز ...... لِسَانِــــــــــــــيّ وَصَفَ حسنُهَــــــــا

نِسَاء الدُّنْيَا و حَـــــــــــــــــــوْر ....... الْجِنَّانَ غَــــــارَّتْ مِـنْ جمَــــــالهَــــا

خُفَيْفُ ظِلِّـــهَا سَــوْدَاءِ عَيْنــهَــا ...... هَيْفَاء قُوَّامِهَا طَـــوِيلٍ شَعْــــــــــرهَا

هِي بَدْرٌ لَا يُطْفِئَا نَـوْرَهُ سَبَحْــنَ ...... مِنْ خَلَّــقَ سُبْحَانَ مَنْ سَوَّاهَـــــــــــا

أَحسَّدُ عُيُـونَيْ حِينَ أَرَّاهَـــــــــا ......... وَأَحْسُدُالْأَرْضُ الَّتِـي دَاسَـتْ خَطَّــاهَا

أَحَسَدٌ مَـــنْ كَــانَ يَحْنُــو عَلَيهَـا ...... أَحسد مَـــــــنْ رَاعَ صبَــاهَــــــــــا

أَخَـــــاف أرِمشُ بِعيُـــونَــــــــيْ ....... كَــــيْ لَا تَفْقِـــدَنِي نَظِـــرَةُ عَيْنَيْهَـــا

حَيَّاتِــــــــــيَّ وَمــوتَى فِـي يَدَيْهَا ....... بِاِبْتِسَامَــــةِ شَــوْق مَــــنْ شِفْتِيــــهَا

دُموعُهَا تَنَزُّلِ مُهل عَلَـــــى قَلْبِيَّ ...... وَلَهِيبٍ مِــــــنْ خَـــــــوَّفِي عَلَيـــــهَا

أَشْتَــــــاقُ بِيدي مِلْئِهَــــا الْحَنَّيْنِ ...... تَمحُ الدَّمْــــــعُ عَلَــــــى خَــــدَّيْهَـــا

هِــــــي الشَّمْسُ نَـــوَرَهَا يُضِيءُ ....... مَــــــــا بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّمَــــــــــاء

حَــــوْرَاءُ جَمِيلَـــةُ رَقيقَـةُ عَذْرَاءِ ...... غَــارَّتْ مِنهَا كُلُّ جَمِيلَــــةِ حَسْنَـــــاء

وَاثِقَــةُ فِـــــــي خُطَّــاهَـــا تَمشى ...... شأن الْـمُلُــــــوكُ الْعظمَــــــــــــــــاء

إِذَا هَــلْ طَيْفُهَـــــــا بُسْتَــــــــانِي ...... النَّسِيـــم يُدَاعِبُ غُصُـــونُ الشَّجَــــر

غَنَّى النَّسِيــمُ عَلَى أَلحَـانِ الرَّبِيعِ ...... وَهَلَّتْ الطُّيُورُ عَلَــى ضَوْءِ الْقَمَـــــرِ

فارِحَــــــةُ مُهَلِّلَـــــةُ لِيَوْمِ اللِّقَــاءِ ...... بعـــدما طَـــــــالَ وَانْتَظــــــــــــــــرْ

عَسِيرٌ كَـــــانَ لِقَائِنَا الْحَمْـــدِ لله ...... أَنْ جَـــمْعَنَا رُبَّ الْقَضَاءِ وَالْقَــــــــدَر

بَكَى قَمَــــــرُ الْعَاشِقِينَ وَقَالَ لِقَدْ ...... صابَرْتُ فِـــــي الْحـبِّ صَبِرَ أيــــوب

صَابَـرَتْ فِــــــي الْحـــبِّ صَبِرًا ....... مَـــا صَبِرُهُ مُحِبّ لِمَحْبُــــــــــــــوب

أَعَطَّيْتِهَا أيات الْحــــــب كلهــــا ...... لو قـــرئها عَاصِــــــــي الْحَبِّ يَتُوب

أَنَتْ حَقَّـــا تَسْتَحِــــــــقَّ خَـــادِمُ ...... مِحْرَاب الْخُلُـودِ ومــداوى الْقُلُــــوب

الْيَـوْمُ أَصَبِحَتْ رَاهِـبُ الْمِحْرَابِ ...... وَخُلِّدَ اِسْمُكَ فِـي سَمَـــاءِ الْأَحْبَـــــاب

هذه صُـورَةُ حَبيبَتُكَ مِـنْ يَاقُــوتِ ...... الْغِرَامَ إِنّهَا قَبَلَتَكَ فِي الْمِحْـــــــــرَاب

شكِــــرَا قَمَــــــرُ الْعَـــــاشِقِيــنَ ...... سَأَذْهَـــبُ لِأَتَـــــــــى بِحَبيبَتِـــــــــي

تَخْلِـــــدُ إلْيَا فِــــي مِحْـــــــرَابَيْ ...... وَتُــؤَنِّــــس وحـــــــــــدْتِـــــــــــــي

فَمَالِـــــيِّ وَالْبُعْـــدُ عَنهَـا هِـــــيَ ...... حَيَّاتَـــيْ وَموتــى وَنَاريْ وَجنَّتــــــي

أبتســمَ قَمَــرُ الْعَــاشِقِيــنَ وَقَـالَ ...... أَتِيّنَا بها اميـــرة حَـــــوْرِ الْخُـــلُـــود

اِنْطَلَقَــا فِـــــي سَمَـــاء الْأَحْبَابِ ...... حبــاً وَعَشِقَـــا بِلَا حُـــــــــــــــــــدود

سَتُزِفُّكُمَا نُجُـومُ السَّمَاءِ وَشَمْسِ ...... الضِّيَاءَ هَـــــذَا يَـــــوْم مَسْعُــــــــــود

عِنْدَ هَذَا بَكَـــى طَــــائِرُ الشّوْقِ ....... وَقَالَ الْيَوْمُ لِـــــي فَــرَاقَ الْأَحْبَـــــاب

لَعَلّنَا لَا نَتَقَابَلُ بَعْــــدَ مَــا جَمَـعَ ...... اللَّه شِمْلِكُــمَــــا بَعْـــــــــدَ غِيَــــــاب

سلَامٌ سلامٌ طَائِر الشَّــوْقِ كُنَّتْ .... ... رَفيقِـيَّ فِــي رحـلـةِ الْحَبِّ وَالْعَــذَاب

بقلمي / محمود ماضي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق