الخميس، 5 نوفمبر 2020

أتخاف على نسل صلاح الدين بقلم الرائعة وصال صالح محمد

 أتخاف على نسل صلاح الدين ❗



🔸️🔸️🔸️


شب الأبناء الثلاثة على النضال و المقاومة منذ أن كانوا

أطفالا، فكانوا في مقاومة عدوهم مغتصب أرضهم ، منتهك حقوقهم ..


حكم عليه بالسجن خمسة و ثلاثين عاما منذ أن كان عمره تسعة عشر عاما ، قضى منها حتى الآن تسعة عشر عاما في ردهات السجن الصهيوني .

صبرت الحاجة آمنة علي سجن أبناءها الثلاث ، كصبرها على فقد زوجها ساري . طال صبرها وأعياها النضال ، خارت قواها ، وهي تتنقل بين السجون الإسرائيلية الثلاث ، لتطمئن علي حياة أبناءها الثلاث .

كل ما تأتي لزيارته ، كان أبو ساري يسر لأمه ، عن موضوع زواجه ، لم تقتنع بما قاله لها في بادئ الأمر ، و لكن رويدا رويدا بدأت الفكرة تختمرفي عقلها .

ألح أبو ساري علي موضوع زواجه ، كل ما تأتي والدته لزيارته يعيد لها نفس الموضوع ، أخيرا إقتنعت بالفكرة.

بدأت الحاجة آمنة برحلة البحث عن عروس لإبنها أبو ساري .


فكرت مليا ..


و تساءلت !!


_ من تلك التي تقبل بزواج بهذه الطريقة !!


_ إذا كنت أنا نفسي لم أقتنع بالفكرة !!

_ نعم أريد أن أري أبنائي متزوجين، ولكن ليس بهذه الطريقة...

_ أنتظرهم إلى أن يقضوا فترة السجن المحددة لهم ، و أزوجهم بعد خروجهم من الأسر!!

_ يا الله ما أطول سنين الإنتظار !!

عدنان قضي تسعة عشر عاما في السجن حتى الآن، تبقت له خمسة أعوام !

أبو ساري تبقت له ستة عشر عاما !!

أحمد محكوم عليه مؤبد !!

- يا الله ما أقساها سنين الإنتظار والوحدة !!

- يا رب معجزة بحجم قدرتك تأتيني بهم الثلاث أحرارا من قيود السجن البغيض .


وقع إختيار ريم كعروس في خاطر الحاجة آمنة ..

ريم تلك الفتاة المناضلة ، التى عرفت مداخل السجون و مخارجها ، في كل مقاومة تحدث كانت في مواجهة العدو المغتصب ..

كانت تقف في وجه العسكرى الصهيوني مغتصب أرضها ، وتلقنه دروسا في المقاومة و عدم الاستسلام ..

لم تعد تخيفها تهديدات العدو المتربص ..

كانت بكاميرتها تفضح كل أفعالهم الشنعاء !

وصل صوتها وصوت كل المقاومات إلى المجتمع الدولي .

سوف نحرر القدس من كل متدنس دخيل ..

ستخرج ذليلا مطرودا من قدسي ..

رهانك خاسر لا محالة ..

ستظل القدس عاصمة فلسطين


رضيتم أم أبيتم !

ستوسع ريم راية النضال علي مصراعيها ، و تسند الحاجة آمنة في رحلتها و إنتظار خروج أبناءها وتحريرهم من قبضة العدو ..

إنها إمتداد و سند للأسرة المناضلة ...


تفتح سجل النضال وتبدأ حياة النضال و أبو ساري ...

أسرة الحاج ساري ، مدرسة معروفة في النضال في ذلك المخيم ، الذى كان أبو ساري ملما بكل شؤونه ، حالا لكل معضلاته ...

كان الجميع يعرفونه بمواقفه المشهودة في ذلك المخيم حتي إستشهاده.

أي العم ساري ، رحمه الله .

وحدها ريم تعرف معاناة السجناء والسجينات ، كم من المرات إعتقلتها قوات العدو الصهيوني ، و إقتادوها بالقوة إلى السجن ، وكم من المرات رفضت الخنوع لهم ، كانت تقاوم بكل ما أوتيت من قوي للمقاومة ، هي معروفة بنضالها منذ نعومة أظافرها.

لم يكسرها السجن بل زاد من عزيمتها ، رغم ما لاقته من شتى صنوف العذاب ، والمعاملة السيئة ، والعنصرية من قبل السجانات الإسرائيليات ، لكنها ما إستسلمت أبدا لهن ، بل قويت شوكتها .

كانت ملمة بكل مطالب و إحتياجات الأسرى .

في ذلك المخيم الذي تقيم فيه ريم ، تسكن أكثر من مائة أسرة ، كلهم ينتهجون نهج المقاومة .

لم يكن عسيرا علي الحاجة آمنة ملاقاة ريم ، و سرت لها بحديث إبنها في طلب يدها ، حكت لها بالتفصيل الممل . ...

قالت ريم أدرس الموضوع و أرد عليك ، ظلت الحاجة آمنة تنتظر الرد ...

مضى الشهر الأول والشهر الثاني ،

كانت مترددة في سؤالها إذا كانت موافقة أم لا

لم تلح عليها كثيرا ..

كانت تعتقد في قرارة نفسها، أن طلبها مرفوض ، ولكنها تنتظر الرد حتى تستطيع أن تقنع إبنها الذي ألح كثيرا في طلبه .


✍وصال صالح ✍

الرستاق


ه / تشرين الثاني / ٢٠٢٠م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق