أتخاف على نسل صلاح الدين ❗
🔸️🔸️🔸️
شب الأبناء الثلاثة على النضال و المقاومة منذ أن كانوا
أطفالا، فكانوا في مقاومة عدوهم مغتصب أرضهم ، منتهك حقوقهم ..
حكم عليه بالسجن خمسة و ثلاثين عاما منذ أن كان عمره تسعة عشر عاما ، قضى منها حتى الآن تسعة عشر عاما في ردهات السجن الصهيوني .
صبرت الحاجة آمنة علي سجن أبناءها الثلاث ، كصبرها على فقد زوجها ساري . طال صبرها وأعياها النضال ، خارت قواها ، وهي تتنقل بين السجون الإسرائيلية الثلاث ، لتطمئن علي حياة أبناءها الثلاث .
كل ما تأتي لزيارته ، كان أبو ساري يسر لأمه ، عن موضوع زواجه ، لم تقتنع بما قاله لها في بادئ الأمر ، و لكن رويدا رويدا بدأت الفكرة تختمرفي عقلها .
ألح أبو ساري علي موضوع زواجه ، كل ما تأتي والدته لزيارته يعيد لها نفس الموضوع ، أخيرا إقتنعت بالفكرة.
بدأت الحاجة آمنة برحلة البحث عن عروس لإبنها أبو ساري .
فكرت مليا ..
و تساءلت !!
_ من تلك التي تقبل بزواج بهذه الطريقة !!
_ إذا كنت أنا نفسي لم أقتنع بالفكرة !!
_ نعم أريد أن أري أبنائي متزوجين، ولكن ليس بهذه الطريقة...
_ أنتظرهم إلى أن يقضوا فترة السجن المحددة لهم ، و أزوجهم بعد خروجهم من الأسر!!
_ يا الله ما أطول سنين الإنتظار !!
عدنان قضي تسعة عشر عاما في السجن حتى الآن، تبقت له خمسة أعوام !
أبو ساري تبقت له ستة عشر عاما !!
أحمد محكوم عليه مؤبد !!
- يا الله ما أقساها سنين الإنتظار والوحدة !!
- يا رب معجزة بحجم قدرتك تأتيني بهم الثلاث أحرارا من قيود السجن البغيض .
وقع إختيار ريم كعروس في خاطر الحاجة آمنة ..
ريم تلك الفتاة المناضلة ، التى عرفت مداخل السجون و مخارجها ، في كل مقاومة تحدث كانت في مواجهة العدو المغتصب ..
كانت تقف في وجه العسكرى الصهيوني مغتصب أرضها ، وتلقنه دروسا في المقاومة و عدم الاستسلام ..
لم تعد تخيفها تهديدات العدو المتربص ..
كانت بكاميرتها تفضح كل أفعالهم الشنعاء !
وصل صوتها وصوت كل المقاومات إلى المجتمع الدولي .
سوف نحرر القدس من كل متدنس دخيل ..
ستخرج ذليلا مطرودا من قدسي ..
رهانك خاسر لا محالة ..
ستظل القدس عاصمة فلسطين
رضيتم أم أبيتم !
ستوسع ريم راية النضال علي مصراعيها ، و تسند الحاجة آمنة في رحلتها و إنتظار خروج أبناءها وتحريرهم من قبضة العدو ..
إنها إمتداد و سند للأسرة المناضلة ...
تفتح سجل النضال وتبدأ حياة النضال و أبو ساري ...
أسرة الحاج ساري ، مدرسة معروفة في النضال في ذلك المخيم ، الذى كان أبو ساري ملما بكل شؤونه ، حالا لكل معضلاته ...
كان الجميع يعرفونه بمواقفه المشهودة في ذلك المخيم حتي إستشهاده.
أي العم ساري ، رحمه الله .
وحدها ريم تعرف معاناة السجناء والسجينات ، كم من المرات إعتقلتها قوات العدو الصهيوني ، و إقتادوها بالقوة إلى السجن ، وكم من المرات رفضت الخنوع لهم ، كانت تقاوم بكل ما أوتيت من قوي للمقاومة ، هي معروفة بنضالها منذ نعومة أظافرها.
لم يكسرها السجن بل زاد من عزيمتها ، رغم ما لاقته من شتى صنوف العذاب ، والمعاملة السيئة ، والعنصرية من قبل السجانات الإسرائيليات ، لكنها ما إستسلمت أبدا لهن ، بل قويت شوكتها .
كانت ملمة بكل مطالب و إحتياجات الأسرى .
في ذلك المخيم الذي تقيم فيه ريم ، تسكن أكثر من مائة أسرة ، كلهم ينتهجون نهج المقاومة .
لم يكن عسيرا علي الحاجة آمنة ملاقاة ريم ، و سرت لها بحديث إبنها في طلب يدها ، حكت لها بالتفصيل الممل . ...
قالت ريم أدرس الموضوع و أرد عليك ، ظلت الحاجة آمنة تنتظر الرد ...
مضى الشهر الأول والشهر الثاني ،
كانت مترددة في سؤالها إذا كانت موافقة أم لا
لم تلح عليها كثيرا ..
كانت تعتقد في قرارة نفسها، أن طلبها مرفوض ، ولكنها تنتظر الرد حتى تستطيع أن تقنع إبنها الذي ألح كثيرا في طلبه .
✍وصال صالح ✍
الرستاق
ه / تشرين الثاني / ٢٠٢٠م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق