الثلاثاء، 10 مارس 2020

المترو بقلم الرائع عبد الوهاب جعيل

#الميترو
*******

إنها الثامنة و النصف مساء..في يوم شديد البرودة من ايام شهر جانفي ها انا انتظر في محطة "بايزيد "للميترو الخفيف
انتظر بفارغ الصبر قدوم الميترو
#الميترو كانت المحطة مكتظة عن آخرها كما جرت العادة..لكن في ذلك اليوم كانت اشد اكتظاظا فتكاد تجد موطئا لقدميك المتعبتين..كنت أمعن النظر في وجوه الحاضرين و كانت علامات الغضب و التعب بارزة على ملامحهم..كانوا أشبه ببركان قابل للانفجار في اي لحظة...فقط لمحت شخصين يافعين سعيدين..تتعالى قهقهات ضحكاتهم لتبدو كنشاز وسط الصمت الرهيب المخيم على الاجواء..يبدو انهما حبيبان رائعان..الحب احيانا يكون جميلا جداا و احيانا اخرى يقتلنا و يغتالنا في الثانية الف مرة..بعد طول انتظار ها قد اتى معذبنا..ذلك الميترو الأزرق العجيب الذي شاخ ووهن..جاء مثقلا ..متعثرا كعادته..كان مكتظا عن بكرة ابيه و حين توقف في المحطة و فتحت ابوابه..اندلعت حرب الكل يتزاحم و يركض و يصر على الصعود..في #الميترو
وعلى حين غرة و بينما كنت شارد الذهن ينعطف الميترو الأزرق انعطافة قوية كادت تسقطني ارضا فرفعت رأسي غاضبا
فباغتتني ابتسامة ساحرة بريئة من فتاة جميلة كانت تجلس قبالتي..فبلعت لساني و عوض الشتم ابتسمت لها...و امعنت النظر في تفاصيل وجهها الملائكي الجميل..وجه صاف..عينان كبيرتان..انف جميل..رموش ساحرة..شعر غجري منسدل على اكتافها..يا رباه ما هذا الجمال الاسر...كانت تبتسم لي و كأن القدر ارسلها لي لتواسيني في محنتي الازلية اليومية..لم اعد اشعر بالزمن و لا بالتعب..لم تعد تغضبني انعطافات #الميترو
و لا تأخره عند الوقوف في كل محطة..لم تعد تثيرني تلك الروائح الكريهة..حتى قدماي لم تعودا تؤلمانني..صرت اتمنى ان تطول رحلتنا..صرت ارجو السائق ان يبطأ السير..كانت تراقبني و تبتسم لي مع كل انعطافة قوية
تخيلو صرت أبتسم
شرد ذهني في تفاصيل وجهها الملائكي
ابتسامتها سافرت بي الى عوالم عجيبة
لم اعد اشعر لا بالزمان و لا بصخب المكان
لم تعد محطة "امينينو"اين يستوجب عليا النزول تهمني
فقط كنت اراقبها و ابتسم
Djail abdul wahab
Istanbul ❤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق