الأربعاء، 19 يونيو 2019

حرف العين بقلم الرائع فتحي كساب



حرف العين 
========
الحلقة الأولى
=========
عبير هذا هو اسمها طفلة صغيرة ذات عيون بنية اللون ورموش مميزة شعرها أصفر ذهبى تزينه جديلة حمراء تسكن فى الطابق الثانى فى نفس العمارة التى نسكن فيها وبمعنى أدق انها عمارة والدها استأجر والدى شقة فى الطابق الثالت تقع فوق شقتهم مباشرة .
كانت الحضانة التى تلتحق بها قريبة جدا من مدرستى حيث كنت اكبر منها بعشر سنوات فكنت آخذها معى كل صباح وفى العودة كانت تستقل الباص . كانت ذكية جدا تتكلم فى أمور أكبر من سنها فعلى سبيل المثال جاءت مع والدتها لزيارة والدتى المريضة وكنت فى غرفتي وبعد أن استذكرت دروسى أمسكت بكتاب لاينشتين والنظرية النسبية فوجدتها تطرق الباب فأذنت لها بالدخول وسلمت على سلام الكبار وسألتنى ماذا تقرأ فقلت لها (النظرية النسبية ) فقالت لو سمحت أونكل عادل اشرح لى المدرسة النسبية فابتسمت لها وأخرجت من درج مكتبى قطعة من الحلوى واعطيتها لها فقالت شكرا أنا مش عاوزة حلوة انا عاوزة النسبية فجاءت والدتها لتأخذها قائلة لها خلى عادل يذاكر فقالت أرجوك قوللى كلمتين عن النسبية
فوجدت والدتها صامتة كأنها أيضا تريد أن تسمع فعرفتها باينشتين والنسبية فقالت الله عليك ياأونكل متشكرة جدا وأصبح آينشتين والنسبية حديثنا كل صباح ثم تطرقنا إلى أديسون مخترع المصباح الكهربى والعديد من العلماء وفى أحد الأيام وجدت والدها يزورنى ليشكرنى فقد ساعدته كثيرا فى تشكيل عقلية عبير العلمية ويقول لقد سبقت سنها وتفوقت فى دراستها.
حصلت أنا على الثانوية العامة والتحقت بكلية الهندسة وكانت الكلية فى القاهرة فقد بعدت عن بلدتي وبعدت عن عبير التى جاء والدها ليشكرنى والحق كان يجب علي أن أشكره أنا فقد كنت أقرأ من أجلها لست أدرى لماذا كنت مهتما بطفلة فقد كان اول سؤال أسأله لشقيتى فوزية إزى عبير تقول بخير كبرت ماشاء الله.. أنهيت دراستي بكلية الهندسة.. وكنت انتوى الحصول على الماجستير لكن وفاة والدى الله يرحمه جعلتنى أتحمل مسئولية تعليم اخوتى الصفار وتزويج أخواتي البنات مما اضطرنى للعمل 
وذات يوم وانا فى غرفتي تذكرت الطفلة عبير وأسئلتها فاذا بها تطرق الباب ومعها شقيقتى تقول لى عبير عاوزة تسلم عليك فسلمت عليها ..كل شيء فيها تغير ..اصبحت جميلة جدا العيون بنية .رموش جميلة . شعر طويل. جدا قامة رائعة أحسست أن قلبى ينوى أن يترك مكانه استأذنت شقيقتى وتسمرنا فى مكاننا يدى فى يدها وعينى فى عينها وتعطلت لغة الكلام و خاطبت عيني فى لغة الهوى عيناها واحسست أننا على جسر التنهدات بصعوبة سحبت يدها من يدى واستأذنت
فقلت لها انسة عبير لو سمحت 
فقالت.....
نلتقى فى الحلقة الثانية
................... 
فتحى كساب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق