الأحد، 23 يونيو 2019

حرف العين الحلقة الثالثة بقلم الرائع فتحي كساب


حرف العين
=======
الحلقة الثالثة
.......... ........
خرجت عبير مع أختى فوزية واغلقت الباب خلفها لكن عينى ظلت متسمرة فى الباب وهى تشاور بيدها وكأنها تمسك بقلبى وأكثر من ذلك عطرها يملأ جنبات غرفتى لاأدرى تحديدا عطرها ام عطر أنفاسها نعم غرفتى صغيرة ومتواضعة فيها مكتب مصنوع من الخشب به أدراج على اليمين وعلى اليسار وعلى الحائط مكتبة من الخشب ذات ضلف زجاجية وكرسيان خلاف كرسى المكتب وتزين الحائط شهادات التفوق التى حصلت عليها لكن فى الحقيقة أراها أجمل من شقة فى الشانزلزيه يكفى أنها تعجب عبير مرت الأيام متثاقلة وأنا استعجلها لاسيما أننى بدأت فى قراءة منهج الثانية ثانوى علمى علوم وهضمت المنهج هضما والحمد لله
وقبل أن تبدأ الدراسة بأسبوع جاءت عبير تبكى فاستقبلتها أختى فوزية ودخلتا غرفة أختى واغلقتا الباب وأنا كل ابراج عقلى طارت ماذا حدث ودخلت غرفتى انتظر وتركت بابها مفتوحا وجاءت عبير واختى لاطلاعى على الأمر فقالت عبير عادل انت عارف اننا من المنصورة وجاء والدى إلى أسوان عند بناء السد العالى وعمل صانعا بالسد الغالى وأعجب جدا بأخلاق اهل أسوان الطيبين وكان يملك ثلاثة قراريط من الارض فى المنصورة يضع عمى عليهم يده ويزرعهم ولانأخذ من انتاجهم شيئا فاقترحت أمى على أبى أن يبع الارض لأي مشترى وتشترى قطعة أرض فى أسوان فاشتراهم عمى واشترينا قطعة الارض التى بنينا عليها هذا البيت ..
الجديد الذى يبكينى ان عمى وابن عمى وصلا اليوم من المنصورة ويريدان ان التحق بكلية التجارة لان ابن عمى خريج تجارة سمج ودمه واقف يقول التعليم مش للبنات أنا عارفة يهدف إلى ايه 
فقلت لها تنزلى وتفهمى ابن عمك ان مستقبلك أنت فقط ترسمينه وتحددينه ولادخل لاحد فيه مطلقا فقالت إلا أنت من حقك تتدخل فيه وترسمه معى فابتسمت فوزية كانها تعرف شيئا
لكن قلبى رغم عنف الواقع أصبح مطمئنا استأذنت فقلت لفوزية تنزلى معها عززى موقفها فنزلت اختى وبعد ربع ساعة عادت 
قالت كلمتها وأيدها والدها وسافر الضيوف وبدأت الدراسة ومن أول يوم قالت لوالدتها ووالدها هل تثقان فى المهندس عادل قالا نعم لكن لماذا؟ قالت لانه ذاكر المنهج كله ليذاكره لى ربنا يبارك فيه انسان نقى هذا روته لاختى فوزية
وكانت أول محاضرة وأحاول أن اتذكر كلمة واحدة مستحيل.... فقالت عادل قول اللى شاغلك الأول قلت مستقبلك قالت وايه تانى برضه مسقبلك
قلت ..عبير قالت بصوت هاديء كأنه النسيم نعم قلت حنذاكر ايه النهاردة ؟ قالت احنا بنذاكر اهه وابتست هى وابتسمت لها وتذكرت كل شيء ساعتان مرتا كدقيقتين عطر وعطر انفاس وتلاقى عيون وفوزية تاتى بالشاي تجد الشاي لم نشربه 
انقضى العام سريعا وحزنت لن أراها فى الأجازة ولا استطيع الذهاب إلى بيتهم وحمدت الله انها صديقة اختى فوزية فكانت تاتى لزيارتها بين الحين والآخر وبدأ العام الدراسى الجديد وسرنا على نفس المنوال وتوجت جهودنا بالنجاح وحصلت على مجموع يؤهلها للالتحاق بكلية الطب بل وتختار هى الكلية لانها من الأوائل وذهبنا أنا واختى لتهنئتها واحضرت لها هدية بسيطة فقالت للجميع أهدى نجاحى وتفوقى للمهندس عادل الذى بذل قصارى جهده لالتحق بالطب فشكرنى والدها ووالدتها 
وجاء موعد سفرها للدراسة بكلية الطب الكلية التى كنت اتمنى الالتحاق بها لكنى أسقطت نفسى على عبير اسقاطا ايجابيا فاثمر
جاءت لتسلم علينا ووضعت يدى فى يدها وسبقتنى دموعى فبكيت فدمعت عينها أيضا وأخرجت من حقيبة يدها منديلا من القماش معطرا ومسحت دموعى بيدها ثم مسحت دموعها واعطتنى المنديل وقالت خليه معاك للذكرى ...عادل أنا حاسة بيك جدا رقيك وادبك واخلاقك مش عاوز تعبر عن مشاعرك بالكلام ....عادل قلت لها ارجوك خلينى اتكلم. عبير أنا. .......
وجاءت فوزية تجرى الحقى ياعبير
نلتقى فى الحلقة الرابعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق