السبت، 25 يوليو 2020

هل تصدق بقلم الرائع محمد العويني

هل تصدق

هل تصدق أيها الإنسان؟
الراعي والذئب صديقان!!
على مصالحنا يتفقان
ولمصيرنا يخططان
خوفي على أهلي
على الفلاح
وعلى الخرفان
ها هو الذئب في المراعي
يتجول بأمان
يتخير النعاج
ويفترس منها السمان
غريب أنت يا زمان
فيك الراعي و الذئب
صديقان
دخل الذئب في الزريبة
ها هو يجوب كل الأركان
وعينا الراعي له حارستان
والفلاح ساهر سكران
من السهر لا تفتح له عينان
سلم مقاليد الرعية
في يد أحمق جبان
طمعا في الجاه
أطلق للذئب العنان
فأصبح دم النعاج
مباحا.... مباحا... مباحا
في الليل وحتى في الصباح
والكلاب منع عنها النباح
والراعي يتجول
بين الرعية مزهوا
في فمه سيجار
و على كتفه سلاح
وبيده منشار
موجهة إلى أهل الديار
والذئب يتبختر نشوان
ينهى عن المعروف
ولا يأمر بالإحسان
وشريكه يحرسه
من خلف الجدران
إيييه حضرة الذئب
أحكم كما شئت
وتشمم ما راق لك
من نعاج وخرفان
واترك قن الدجاج للثعالب
فهي لا تسيل اللعاب
كل ما طاب على مهلك
فكل المفاتيح عندك
وأنت آمر الأبواب
والأسود في الصحارى
تعاني الحر والعذاب
فصلوهم عن اللبؤات
ومنعوهم من الإنجاب
لينقرض نسلهم
ويوارون التراب
والكلاب قيدت
واقتلعوا من أفواهها الأنياب
كل واترك الجيفة والنطيحة
لمن مهدوا لك الأسباب

حضرة الذيب مهما تنكرت
في أجمل الثياب
وتظاهرت بحسن الخطاب
تبقى في قاموس الأسود
غير مهاب
ومهما غيرت شكلك
وفي فمك وضعت أسنان
ستبقى دوما ذئبا
ولن تصل إلى مرتبة الانسان
أنت جبان.. جبان...جبان

محمد العويني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق