الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

تحليل الأستاذ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه لقصيدة فرحة العمر للشاعرة ترياق صالح محمد


الجانب الإبداعي والجمالي في قصيدة فرحة العمر للشاعرة ترياق صالح محمد 
بقلم/ الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم 
فرحة العمر
كم انتظرتك من سنين هناك على ذاك الباب الحزين لأرمقك بنظرة تذوبني حنين مرت الدقائق ساعات ما أحسب في قلبي نبضات وخلسة"لمحتك من بعيد قادماً تحمل الفرح من جديد لتأخذني بين ذراعيك باشتياق كل حبيبين رقصة عرس جمعت قلبين ما عدت أرى من حولي بشرْ تهت في عينيك وغبت في مستقبل خطته معجزة القدرْ أأنت لي بعد' ما كان الأمل من حياتي يحتضَر . كنت أجهز أكفاني حين العمر من أمامي يعبر والآن ما عدت الماضي أذكر فقط أرسم ذكريات وصور قطار سعادة اختطفني واحتضن شوقي إليك أأسألك أم أكتفي بالنظر في عينيك أين كنت كل ذاك الوقت وأنا أنكوي بنارين. لن أعاتب فقد تناسيت وصار الآتي أماناً لي بين يديك ضمني في شوق كل اثنين لم يلتقيا منذ عقدين اغمرني أنا وقلبي في بيت دافئ يسكنه الفرح عائلتي أنت وطفل منك وبهذا اكتفيت.
ترياق صالح محمد
الشاعرة المبدعة ترياق صالح محمد
من سورية مدينة جبلة مواليد1975/1/12
نشأت محبة لكتابة الشعر بشكل تلقائي دون دراسة لعروض الشعر أكتب بإحساس عن كل أشكال الحب 
عن الصدق والخيانة عن الوطن عن الشهيد عن مواضيع اجتماعية مختلفة أشارك بمجلات الكترونية وورقية وكل كتاباتي توثق والحمد لله 
وأنال العديد من التكريمات لي ديوان شعري قيد النشر عن مؤسسة سوريانا 
بعنوان نداء بلا صوت 
وديوان ثاني سيتبعه بعون الله مباشرة.

تبدأ الشاعرة ترياق صالح محمد قصيدتها بقولها:
"كم انتظرتك من سنين هناك على ذاك الباب الحزين لأرمقك بنظرة تذوبني حنينْ" بدأت شاعرتنا القصيدة بكم الخبرية والتي تدل على طول انتظارها لحبيبها ولم يكن هذا الانتظار يوما أو شهرا أو حتى سنة ولكن هذا الانتظار كان لعدة سنين.."كم انتظرتك من سنين" وكان انتظارها هذا باعثا للأسى والأسف والحسرة والتعاسة والتألم الشديد .
وقد أفلحت الشاعرة حين رسمت هذه الصورة الجميلة بطريق الوصف الجميل { ذاك الباب الحزين}فحذفت لام البعد من{ذاك} لأن الباب قريب منها فهي واقفة على ذلك { الباب الحزين }وقد أضفى هذا الوصف الحزن على كل شيء في هذه الحياة حتى الجماد حتى الباب الذي تقف عليه .
لَقد نجحت الشاعرة حين جعلتنا نعيش معها ونشاركها هذه الصورة القاتمة الحزينة بهذا التصوير البديع والتشخيص الجميل والاستعارة المكنية الرائعة { الباب الحزين} .
لأرمقك بنظرة تذوبني حنين .{ لأرمقك }لفظة تدل على شدة الشوق،{تذوبني حنين}تشخيص يدل على الأثر الجميل لهلال الحبيب فنظرتها له تذيبها حنينا 
"مرت الدقائق ساعات ما أحسب في قلبي نبضات وخلسة"لمحتك من بعيد قادماً تحمل الفرح من جديد لتأخذني بين ذراعيك باشتياق كل حبيبين رقصة عرس جمعت قلبين ما عدت أرى من حولي بشرْ تهت في عينيك وغبت في مستقبل خطته معجزة القدرْ"
"مرت الدقائق ساعات"تعبير يدل على استبطاء واستعجال وصول الحبيب وشدة الشوق إليه.. "ما أحسب في قلبي نبضات" أسلوب النفي الجميل يصور لنا حالتها قبل وصول الحبيب فهي كالميتة . 
"وخلسة"لمحتك من بعيد قادماً تحمل الفرح من جديد لتأخذني بين ذراعيك باشتياق كل حبيبين"
ما أروع هذا التعبير{ تحمل الفرح} فقد شبهت الفرح وهو شيء معنوي بشيء محسوس يحمل إلى الآخرين وحذف المشبه به ودل عليه بشيء من لوازمه وهو الفعل{تحمل} على سبيل الاستعارة التبعية .
"رقصة عرس جمعت قلبين"استعارة مكنية جميلة .
"ما عدت أرى من حولي بشرْ" أسلوب نفي يدل على مدى انشغالها بحبيبها عن الدنيا كلها .
تهت في عينيك ..شبهت عينيه بمدينة كبيرة جميلة تتوه فيها لشدة إعجابها وفرحتها بها .
وغبت في مستقبل خطته معجزة القدرْ"
مجاز مرسل علاقته المكانية .
خطته معجزة القدر..تشبيه رائع حيث شبهت معجزة القدر بمهندسة تخط المستقبل على سبيل الاستعارة المكنية .
أأنت لي بعد' ما كان الأمل من حياتي يحتضَر ..استفهام رائع الغرض منه بيان شدة الفرحة بلقاء الحبيب .
. كنت أجهز أكفاني حين العمر من أمامي يعبر والآن ما عدت الماضي أذكر فقط أرسم ذكريات وصور قطار سعادة اختطفني واحتضن شوقي إليك أأسألك أم أكتفي بالنظر في عينيك أين كنت كل ذاك الوقت وأنا أنكوي بنارين .
مقابلة رائعة تبين حالة الشاعرة في الانتظار فهي كالميتة وحالتها بعد لقاء الحبيب وقد عادت لها الحياة .
"لن أعاتب فقد تناسيت وصار الآتي أماناً لي بين يديك ضمني في شوق كل اثنين لم يلتقيا منذ عقدين اغمرني أنا وقلبي في بيت دافئ يسكنه الفرح عائلتي أنت وطفل منك وبهذا اكتفيت"
فقرة جميلة تدل على مدى وعي الشاعرة وتخليها عن العتاب لتحافظ على الفرحة مع حبيبها .
نشكر الشاعرة السورية ترياق صالح محمد أن عيشتنا في هذه الحالات الجميلة بما فيها من متناقضات ..أفراح وأحزان في قصيدتها {فرحة العمر} .
بقلم/ الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق