درر الأنام في تأريخ الإسلام
★☀(«( الجزء العاشر)»)☀★
▂▃▅▆★☀(«( محمد الفاتح)»)☀★▇▆▅▃▂
صاحب اعظم الفتوحات في اسيا واوربا ممن لاينصفهم التاريخ
أُسْطُورَةٌ فَوقَ المَمَالِكِ قَدْرُهَا
وَتَعَظَّمَتْ بقُدُورِهَا لا تُمْتـثَلْ
الفَاتِحُ المَـنْصُـورُ ذاكَ مُحَمَّـدٌ
بأَبي الفُتُوحِ إذا تَكَنَّى قدْ وَصَلْ
غَازِي الغُزَاةِ بقُوَّةٍ مِنْ هَوْلِهَا
رُعِبَ الخُصُومُ وَأُرْكِسُوا مما نَضَلْ
الفَاتِحُ المِغْوَارُ وَالبَطَلُ الَّذِي
فَتَحَ البلادَ فَمَا اسْتكَانَ ومَا غَفَلْ
مِنْ آلِ عُثمَانٍ تَمَـدَّدَ أَصْـلُهُ
وَعَـلا صُـرُوحَ الفَاتِحِـينَ بمَا حَمَلْ
هُوَ حَافِظُ القُرآنِ مُنذُ نـُشُـوبـهِ
وأَلَمَّ مِنْ عِلْمِ الشَّرِيعةِ مَا نَـقَلْ
هَذا الصَّبيُّ بَدَا الأَمِيرَ مُسَـلْطَـنًا
في عَـرْشِ وَالِدِهِ المَلِيكَ المُحْتَمَلْ
حكَمَ البلادَ وكَانَ يكْـبُرُ سِنَّـهُ
فـيها بأَرْبـَـعَـةٍ وَعَـشْـرٍ مُـقْـتَبلْ
غَرَسَ الجِهَادَ برُوحِ كُلِّ مُجَـاهِدٍ
وأَمَـدَّهُم رُوحَ التَّفاؤلِ والأَمَـلْ
صَـنَعَ المَـدَافِعَ جَـامِعًا لِعَـتَـادِهِ
وَبَنَى لأُسْطُـولٍ عَـظِيمٍ مُشْتَملْ
وَبَنَى وَشَـيَّدَ قلْعَـةً أَوْصَافُهَا
أَخَـذتْ رؤاهَا بالمَدَائِنِ تُسْـتَهَلْ
صَرْحٌ عَظِيمٌ رَاصِدٌ لِخُصُومِهِ
وَعَـلا بـهِ طَـوْدُ المـدَافِعِ والأَسَـلْ
فَغَزَا بقلْبِ الغَرْبِ أَعظَمَ دَوْلَةٍ
وأَجـلَّهَا وأَشَـدَّهَا مُـنْـذُ الطّيلْ
نَـبْضُ العُـلُـومِ وَزَادُهَـا ونُجُـومُهَـا
فَيْضُ الحَضَـارَةِ في العِمَـارةِ يَنْهَمِلْ
قَـد عُظِّمَتْ بثَـرَائِهَـا وَبنَائِهَـا
وَجَمَالُهَا يَغْـزُو المَحَابـرَ وَالْمُـقَـلْ
سَاحَـاتِهَا وَصُرُوحُهَا كَجُمَانـَةٍ
كُلُّ الْجَمَـالِ بهَا جَمَالٌ مُـكْتَمِلْ
قَـد نَـبَّـأَ المَبْعُوثُ فِـينَا فَتْحَهَـا
وَقُـوَامُهَا في الدِّينِ نِـبْـرَاسٌ وَعلْ
فَأتـَى بجَيْشٍ لا تَرَى في مِثْلِهِ
مِنْ عَـدِّهِ وَعَتَادِهِ لا يَضْمَحِـلْ
فَرَضَ الحِصَارَ عَلَى المَدِينَـةِ قَاضِبًا
بـَرًّا وَبـَحْـرًا بالمَـدَافِـعِ والـدّقـلْ
فَتكَاتَفَتْ كُلُّ الخُصُومِ لِـرَدْعِـهِ
بسَلاسِلٍ فَـوقَ المِـيَاهِ لِيُخْـتَذَلْ
عَبَرَتْ عَلَى الأَلْوَاحِ مِنْ فَوقِ الثَّرَى
سَفُنٌ لَهُ حتَّى تَمَالَكَ وَاتـَّصَلْ
وكَأَنـَّهُ جَعَلَ التُّـرَابَ بُحيرَةً
بـدَهَائِـهِ عَـبَـرَ السَّلاسِلَ واقْتَتَلْ
صَعَدَتْ لَهُمْ فَوْقَ الحُصُونِ جُنُودُهُ
مِـنْ كُلِّ فَجٍّ قَادِمِينَ بلا وَجَـلْ
فَتَحَ الحُصُونَ مُحَاصِرًا أَطْرَافَهَا
قَـد سَلَّ سَيْفَ العِـزِّ، سَيْفٌ لا يَضِلْ
فَـأُصِيبَ قُسْطَنْطِينُ شَـرَّ هَزِيمَـةٍ
هَـزَّتْ مُلُوكَ الأَرْضِ مِنْ كُلِّ المِلَلْ
وَقَضَى عَلَى الرُّومَانِ آخرَ مُلْكِهِمْ
هَـذا الفَتِيُّ فلا أُعِيدَ لَهُم أَمَـلْ
فَتَحَ المَدِينَـةَ ، ثمَّ أمَّـنَ أَهْلَهَـا
قَـامَ الصَّلاةَ ومَا أرَادَ بـهِ جَعَلْ
وأَجَـلَّهَا بالفَتْحِ عَاصِمَـةً لَهُ
(إِسلامَ بـُولٍ) سُمِّيتْ فِـيمَا نَـزَلْ
يا وَيْحَ سُلْطَانٍ تَعَاظَمَ مُلْكُهُ
بَـينَ المَدَائِنِ في ثبَـاتٍ لا يَمَـلْ
هُوَ قَاطِبٌ مِثلُ الأُسُودِ بحَـرْبـهِ
وَالخَصْمُ في عَيْنَيْهِ بَاغٍ مُـكْتَـهلْ
فَمَضَى إِلَى اليُونانَ يَقْصِدُ فَتْحَهَـا
شَيْئًا فَشَيْئًا لا يَهَابُ ولا يَكِـلْ
وأَمَـدَّ في فَـتْحِ البلادِ جَلِيلَهَا
فَبَدَا بمَـوْرَةَ دُونَ حَرْبٍ وَارْتَحَلْ
حتَّى بلادُ الصَّرْبِ مَا قَامُوا لَهُ
وَخَشَوْا بذلِكَ أَنْ يُصَابـُوا إِنْ نَزَلْ
فَأتـَى لَهُ المَجَـرِيُّ يُشْهِرُ سَيْفَهُ
فأُصِيبَ مِـنْ سُلْطَانِنَا حتَّى قُـتِلْ
فأَتـَمَّ فَـتْحَ بـلادِهِم ببَسَالَةٍ
بَعْدَ الحُـرُوبِ بمَا أَصَابَ ومَا بَسَلْ
يا فَاتِحَ اليونَانِ أَنتَ المُقْتَدَى
أَنتَ المَلِيكُ وَذا الأَمِيرُ وَذا البَطَلْ
أُسْطُورَةٌ عَـمَّ البلادَ بفَتْحِـهِ
خَضَعَتْ لَـهُ كُلُّ القَبَائلِ وَالدُّوَلْ
في آسِيَا مَـدَّ الفُتُوحَ مُقَاتِلاً
جَيْشُ الفَلاحِ ومَا عَـدَاهُ مِنَ الثُّلَلْ
دَارَ القِتَالُ عَلَى مَشَارِفِ أَرْضِهِمْ
حتَّى تَمَـالَكَ فَـتْحُـهُ فِـيمَا دَخَـلْ
هَـزَمَ المَغُـولَ ببَأْسِهِمْ وفَسَادِهِمْ
فَتَقَهْقَرُوا بَينَ المَهَاجـرِ والدَّغَلْ
نكَثَ البَنَادِقَةُ العُهُودَ فَأُرْكِسُوا
والسَّيْفُ طَالَ رِقَابـَهُمْ كَى تَنْفَصِلْ
إِنْ يَنْكِثُوا عَهْدَ المَلِيكِ جَزَاؤهُمْ
لَعْنَاتُ سَيْـفٍ قَاضِبٍ فِـيمَنْ قَـتَـلْ
الفَاتِحُ المَنْصُورُ ذاكَ مُحَمَّـدٌ
بـأَبـي الفُـتُوحِ إذا يُكَنَّى قَدْ وَصَلْ
هَـزَمَ المُلُوكَ بعِـزَّةٍ وبَسَالةٍ
ولَـهُ تَنَاقَلَ مُلْـكُهُم، نِعْمَ النَّـقَلْ
فَـاقَ الجبَالَ بصَرْحِـهِ وفُـتـُوحِـهِ
سُلْطَانـُهُ فَوْقَ المَعَارِجِ قَـد حُمِلْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق