الجمعة، 29 مايو 2020

منذ غبت يا أمي بقلم الرائعة ليلى عريقات


الذكرى السنوية لوفاة أمّي الحبيبة

مُذْ غبتِ يا أُمّي نجومي أُطفِئتْ
واللحنُ بُحَّ لِمَن سِواكِ سأُنْشِدُ؟!!
* * *
يا أُمُّ مِن ذكراكِ عيني ترْمَدُ
هذا المدى حولي خواءٌ أسودُ

قد كنتِ يا أُمّي منارةَ عيشِنا
كنتِ التي بحنانِها كم نسعَدُ

مِن صوتِكِ العذبِ ابتسامةُ عيشِنا
وكأنّهُ نغم السعادةِ يُنشِدُ

نرتاحُ حولكِ لا مرارَ ولا أسىُ
إن طافَ همٌّ لا يُقيمُ..فيبعُدُ

مِن خضرةِ العينينِ تهمي فرحتي
والعيشُ في كنفِ الأُمومةِ أرغدُ

لمّا ألمَّ الخطبُ كنتِ رشيدةً
لرحيلِ سأمي كانَ صبرُكِ يرْفِدُ

عانيْتِ يا أُمّي وكنتِ تقيّةً
عانيتِ همّاً إنّهُ يتعَدّّدُ

لم تيْأسي يا أُمِّ قد آثَرْتِنا
والهمُّ همُّكِ أنْ كفاحُكِ يُحْصَدُ

والكلُّ مِنّا نالَ ما يصبو لهُ
وبفضلِ نُصْحِكِ فالنّجاحُ مُؤَكَّدُ

لكنَّ همّي كانَ دوماً شاغلاً
" ليلى رفيقُ حياتِها يُسْتَشْهَدُ"

وبقيتِ حولي للصغارِ مُعينةً
ما كلَّ جُهدُكِ أنتِ عزمي الأوْحَدُ

هل يُنْتَسى يا أُمِّ كم أسعفْتِني
وحنانُ قلبِكِ ما بيومٍ يوصَدُ

كم تمسحينَ الدّمعَ مِن عيني همى
والعينُ منكِ لأجلِ حالي تسْهَدُ

ما كانَ مثلُكِ بينَ كلِّ أحِبّتي
والكلُّ يا أُمّي بفضلِكِ يشْهَدُ

كِدْنا إلى الميناءِ يعبُرُ زورقي
لمّا كُسِرْتِ وذي المواجعُ تُرْعِدُ

وتطوّرَ الدّاءُ الرّهيبُ وما دَرى
قلبي بأنّ فراقَها سَيُحَدَّدُ

قد كنتُ أقرأُ في عيونكِ نظرةً
ما كنتُ أنساها ولو سَأُخَلَّدُ

كلَّ المحبَّةِ أنتِ قد روَّيْتِني
نادى الطبيبُ وأبعدوني أبعَدوا

ما مثلُ أمّي فهيَ نبعُ حنانِنا
وحنانُ قلبكِ يا حبيبةُ سَرْمَدُ

يا ربِّ أسْعِد روحَها في جنَّةٍ
منذُ الطفولةِ في خشوعٍ تسجُدُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق