الجمعة، 13 سبتمبر 2019

و أشرق وجهها بقلم الرائع عبد الكريم الصوفي


( وأشرَقَ وجهها )
مُذ غادَرَ الفارِسُ رَوضَها ... وهيَ تَصبرُ
ثَلاثَةُُ مِنَ السِنين وحِصنها مُقفِرُ
هَرِمَت آمالها ... وأُجهِدَ النَظَرُ
ومَلٌَتِ الشُرفَةُ النَهَدات ... وَمَلٌَها الحَجَرُ

بَل مَلٌَتِ الآفاقُ زَفرَتَها ... يَنتابها الضَجَرُ
بهَتَت أمامَها الأشياء ... فَصارَ أخضَرُها أصفَرُ
كَم مِن رَبيعٍ مَضى والحُزنُ في الرَوضِ يَنتَشِرُ
فالخَريفُ دائِمُُ في قَلبِها ... والدَمعُ مُنهَمِرُ
عُصفورَةُُ ... غَرٌَدَت قُربَها ... تَغريدها يُبَشٌِرُ
في عَودَةٍ لِلفارِسِ ... في الجِوارِ يَخطُرُ
أسرَعَت لِلشُرفَةِ ... والحَبيبُ أُنزِلَ في وَجهِهِ القَمَرُ
كيفَ صارَت عِندَهُ ... يَضُمٌُها بِلَهفَةٍ ... لَم تَكُن تَشعُرُ ؟
هَتَفَت ... مَرحى لَهُ خَريفنا
غَدا كَأنٌَهُ الرَبيع ... بَل هُوَ أنضَرُ
هَمَسَت ... سُبحانَكَ يا خالِقي ... كيفَ الخَريفُ يُزهِرُ ؟
والدَمُ في العُروقِ يَهدُرُ ؟
والبَهجَةُ في لَحظَةٍ تولَدُ ... وحِزنها يُغادِرُ ؟
وداخِلَ حِصنَها تَبَسٌَمَت ... وأسبَلَت جَفنَها
والفارِسُ يَقولُ في نَفسِهِ ...أفارِسُُ ومِن جَفنِها أقهَرُ ؟؟؟!!!
هَل يُغمِدُ سَيفَهُ أم يُشهِرُ ؟؟؟!!!
يا لَهُ لَحظها قَد فَلٌَ مِنهُ سَيفَهُ ... وكانَ من قَبلِها يَبتُرُ
فالغادَةُ بَأسها في ضَعفِها ... وضَعفها دائِماً يُنصَرُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق