الجمعة، 6 سبتمبر 2019

لعلي أعود نهارا بقلم الرائع كميل أبو حنيش

""لعلي أعود نهاراً ""
قصيدة جديدة من داخل سجون الاحتلال للاسير الفلسطيني

"" كميل أبو حنيش""
أمدُ يدايَ إلى الأمنياتِ التي
خالجتني سألمسُ في الحلمُ ورداً
وأعشقُ هذا العبيرَ المدوي
وأصغي لناياتِ هذا النشيد
وأرنو طويلاً لذاكَ الجمالِ البهيِ.
أغضُ الخطى والمسيرُ
وأمشي وأمشي بتلك الدروب
التي توهتني فأصنع درباً جديداً
بوقعٍ خُطاي وبعدَ قليلٍ سيولُد
في الأفقِ غيمٌ ويهطُل فوق
اليباب ويروي جفافَ الصحاري
َ وينمو الربيعُ ويحتلُ هذا المكانَ
جمالٌ بديعٌ فتنمو وتزهرُ تلك الأمانيِ
أحنُ فأصغي إلى الأغنياتِ التي
رافقتني طوالَ الغيابِ الثقيلِ
الذي نالَ مني وأرقص ُ في الوهمِ
فوقَ المروجِ وأذوي وأذوي
سأغدو كبذرةٍ وردٍ تغورُ بقلبِ الترابِ
سأعرفُ أنَ الطريقَ إلى الابداعاتِ الجديدة
ِ يمرُ بموتٍ جميلٍ ويأتيكَ
فصلُ الحضورِ فيذوي الغيابِ
ويخضرُ هذا الجفافُ ويبعثُ
ذاكَ الحبيبِ كجرحٍ على لحنِ هذا النشيدِ..
الذي سوف يسفرُ مثلَ النهارِ
وترخي جدائلها في الهواءِ الحبيبةِ
فيحيا الحبيبُ الجريحُ ويشدو بتلكَ الأغاني
ألوذُ لصمتي وأبحثُ في الأحجيات
التي حاصرتني وأصغي طويلاً إلى داخلي
كي أرى خارجي وأفتشُ عن مفرداتٍ
تليقُ بهذا النشيدِ..
وأوشكُ أن أتلعثمُ حين أحاولُ
نطقَ الحروفِ التي دوختني
فأمضي إلى حُلمي ساهماً
مثل ظبيٍ صغيرٍ سأخبو وأخبو لكي
أتوارى وراءَ المجازي
وأشرعُ في داخلي بانتهاكِ السؤالِ
فأبدو بليداً وأعجزُ
عن فكِ لغزِ الإجابة عن أحجياتي
فتبدو النفوسَ امتثالاً مملاً
بسطوةِ تلكَ الرؤى والأحاجي
أتوق إلى الامسيات التي سهدتني
فأوقدُ شمعاً وأمطرُ شعراً
سينسابُ مثل السيول ويمضي
ويحملُ شوقاً صدىً الذكريات
التي داعبتني لأعرف أن النهارات
ثكلى وأن البلادَ التي عذبتني
بحب تكدس فوق الفؤادِ
وأهدت إليّ الصليبَ
فقد لا تجودَ عليّ بقبرِ لقلب
ثراها لكي أتلاشى وأنأى
بعيداً بعيداً لعلي أعود نهارا
ً وأكتبُ هذا النشيَد الجديد
بلا فاتحينا ولا معتدينا
ليغدو النهارُ الجميلُ
شبيهاً لتلك الأماسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق