الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

ما اليوم خمر ...بقلم الرائع زين المصطفى بلمختار الجديدي


ما اليوم خمر!

اني رايت الشعر يسبح في الضباب وفي السراب وفي العبث
مابين نهدين ترتعد القوافي بالمجون وبالكمون وبالكبث
وبخيمة نامت بثينة بالعراء مابين فهد والرفث
وجميلها ذاق الهوان في حبها مكث الليالي وما اكترث

وخيامه اودت بها ريح العدو ومااستفاق من السبت
بل قال شعرا في البدور وفي الشموس وقد كوته بكم نفث
ليلى تضاجها الوغود وقيس لايحفل بها وسط الجثت
نسي الرجولة وانتشي من صورة لحبيبة بين الخبث

يتداورون بخصرها والكل يبخس جسمها يفتته ما حل الفثت
وشيوخ ديرتهم سكارى من خمور السافلين الساقطين من الخنث 
يدعون عبلة للمبيت جوار من ادى اليمين ومايزيد وكم حنث
كي يستبيح بجسمها كل الكرامة والشجاعة بالصلافة والنكث

ورايت شاعرنا العظيم يهيم في دنيا الجمال و ليث شعره قد سكت
وكانه جهل المآسي وعاش في دنيا الغرام وتاه فيه وقد قنت
وكان يومنا للمراقص والنوادي وحولنا ا خواننا وقلوبهم قد ما انكوت
ياشاعرا هلا فطنت بما يدور من الامور وامرعيشنا زاغ منا قد انفلت

صحح ادن اوتار عودك واصنع اللحن المناسب للبلاد بما انكوت
فالشعر يقتل في الهدوء جحافلا سارت وراء مآتم فيها بغت 
والشعر يمسح في الوجود صحائفا وتوارخا مشؤومة مهما ادعت.
والشعر يردم بالحروف مآثرا مهما بدت لطغاة عصرها شامخات ما بدت

ينفي البناء مبينا قهر الشعوب وجوعها ودموع عين كم بكت.
صحح قوافيك اللتي ارسلتها سهوا الى مكبوت قلبك وانهوت
تمشي بها هذي التفاعيل اللتي صممتها جهلا على قد المقاس
وان وفت.
سقطت على زبد الغمام وكنت انت السابح الغر الذي مسك السراب وقد خوت.

وتناثرت مثل الضباب تزيلها شمس الصباح مهينة تحت الحقيقة 
لاتبث.
فالشعر رسم خالد لا ينتفي مهما يعيث به الزمان يعيش خلدا للورى مهما حدث
يروي القضايا للذين تأخروا عن شهدها بلسان حال لا يخل وما صمت.
فامسك يراعك وارو عنها قضية عاشت على مر الزمان دموع قوم كم روت….

زين المصطفى بلمختار الجديدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق