الأحد، 19 يناير 2020

بين ظلال الزيزفون بقلم الرائع عبد العزيز بشارات


------------------------- بينَ ظلال الزيزفون ----------------------------
أهيمُ بشعري أُتبِعُ البحرَ بالبَحرِ ..........أتيهُ بأبياتٍ تفيضُ معَ السِّحر
لأنعَتَ شوقاً تكتوي منهُ أضلُعي.........وأرسمَ أشباهَ الكواكبِ والبدرِ
رماني بها شوقي وحُبي ولَهفتي .فكانت أماني القلبِ في مَوكب الزّهر
لها وصلةٌ في الشّعر تُبدي تناغُماً...يذوب لها الصخرُ الموسّدُ في القّفرِ
لمحتُ لها طيفاً بُغازِلُ نبتةً............وقد عكَسَت أجفانَها صفحةُ النّهر
وتبسُم حيناً ثمَّ تَغمِضُ عينَها.......تُراوِغُ عيني كي أرى طيفَها يجري
كتبتُ لها بيتاً من الشعرِعلّهُ ..........يبثُّ شجوناً قد تثاقَلَ في صدري
وقلت لها ما يُعجزُ النُّطقَ مثلُهُ ......وقد تَعجز الأفكارُ حيناً عنِ الشّعر
ألا لا تلوميني إذا ما تأخَّرَت ...........ترانيمُ شعرٍ قد يحارُ بها فكري
وفكّي قيودي إن أردتِ بيانَها ..........وحِلّي وثاقاً قد أحَطتِّ به نَحري
وخوضي معي تلك المياهَ لعلّها .......تكون حجابَ العاشقين عن الغدر
تُسائلُني الأمواهُ عن صدفاتِها...........فقلتُ جمالَ الدُّرِّ يبدو منَ الثغر
وفي جيدِها العِقدُ الجميلُ مرّصَّعٌ .........بياقوتةٍ تزهو بطوقٍ منَ التِّبرِ
تفوقُ جمالاً صفحةَ البدرِعندما .....أشارت صباحَ الخيريا منبعَ الخيرِ
ألا ردّديها إنّ في القلبِ غُصّةً .......تشّنِّفُ سَمعي حيما لامَسَت فِكري
ومدَّت يداً نَحوي فصافَحتُ كفَّها ......فزادَت تباريحُ الغرامِ عن الصّبر
وقالت وشامي فوقَ خدّي علامةٌ.........تَبدّى و قد ظلّلتُهُ خِصلةَ الشّعرِ
مررنا مِنَ البُستان نمشي بخِفّةٍ.....تحيطُ بنا الأطيارُ مِن حيثُ لا ندري
وكنّا إذا هبّ النسيم معَ الندى..........تساجُلني شعرَ القوافي معَ النّثر
وبينَ ظلال الزيزفون تعانقَت ........ملائكةُ الأرواح في حبّها العذري
وتجري كظبيٍ تاهً عن رُفقائِه .....فَتهوي على العُشب المرَصَّعِ بالزّهر
وتبكي كَطِفلٍ في الحياةٍ مدلّلٍ ..............تثيرُ بقلبي ألفَ آهٍ من الذُّعر
فأحمِلًها والنّحلُ يرقُصُ حولَنا.............يغار عليها أن يهيمَ بِها غيري
فلمّا وصلنا ساحة الحيّ بعدها .....وكانَ جمالَ الوصلِ في دمنا يجري
أمالَت برمشِ العينِ واللحظُ ساحرٌ....لترمي بسَهمٍ كي تشدَّ به أزري
--------------------------------------------------------------------
صَحوتُ على صوتِ الأذانِ منبّهاً...فتهتُ بأحلامي وما كان من أمري
نظرتُ أمامي باحثاً عن خيالِها ........فألفيتُ قربي موقداً غَصّ بالجمرِ
وأغمضتُ عيني كي أتابِعَ قصّتي .......فأيقَظَني صوتُ المؤذّنِ للفَجر
ومثلي اذا كان الخيالُ حليفَهُ.........تراءَت لهُ الأشباحُ في العُسرِو اليُسر
وألفُ صلاةٍ أرتجيها على الذي .......به منبعُ الأخلاقِ دوماً على الدَّهر
--------------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق