الاثنين، 27 يناير 2020

الجزء الثامن في درر الأنام في تأريخ الإسلام صلاح الدين...بقلم الرائع السيد الديداموني

الجزء الثامن في (درر الأنام في تأريخ اﻹسلام) صـــلاح الدين

في سَاحَـةِ الأبـْطَالِ نِبْـرَاسُ العُلا

سُلْطَانـُهَا ، قُـوَّادُهَا ، كَمْ مِن بَطَلْ

في دَوْلَـةِ الإِسْـلامِ يَـرْفَعُ قَـدْرَهَا
أهْلُ الفُرُوسَـةِ بالـبُطُولةِ والجلل

فَهُمُ الرِّجالُ الصَّادِقُـونَ لِرَبـِّهِمْ
و لِكُـلِّهِمْ قَـدْرٌ عَـظِيمٌ لا يـَقِـلْ

فَأتـَى صَـلاحُ الدِّينِ نِبْرَاسًـا بهَا
مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ دَبَّ في كُلِّ الدُّوَلْ

مِنْ مِصْرَ قَـد حَمَلَ اللواءَ بـحُـبِّهَا
يُحْيِي لَنا الْأَمْجادَ نبراس الأول

مَلَكَ الرُّجُـولةَ و البُطُـولةَ و الفِـدَا
جَمَعَ الشتات بحكمة ؛ نِعْمَ الرَّجُلْ

قَـوَّى و َقَـوَّمَ جَيْشَهَا و حُصُونـَهَا
حتَّى يَرُدَّ بـهَـا العَـدُوَّ إِذا خَـطِلْ

وقَضَى علَى دَأْب ِ الخِيَانةِ أنـَّهَا
مَـدَدُ الأعَادِي بالمَـكَائِدِ و العِلَلْ

بَطَـلٌ تَـلأْلأَ في المَعَارِكِ سَيْـفُهُ
حتَّى تَسَلْطَنَ في البلادِ بمَا شَغَلْ

ضَم َّ العِراق َ مَعَ الحِجَازِ وَ شَامَنَا
وقَـضَى علَى بَـوْءِ التَّـنَـائِـي وَالْخَـلَـلْ

فأَقَامَ قَلْعَتَهُ الشَّهِيرَةَ رَافِعًا
ظَلَّتْ لَنَا إِرثـًا عَظِيمًا ، لَم تَـزَلْ

لَمَّا غَـزَا الأعدَاءُ قَلْبَ بلادِنـَا
عاثـُوا فَسَادًا ؛ كَمْ بَرِيئٍ قَـدْ قُتِلْ

و المَقْدِسُ العَـرَبيُّ مَـأسُـورٌ لَهُم
جَـلَـبُوا الفَوَاحِشَ بالمَرَابعِ و الكِلَلْْ

سَلَـبُوا القَوَافِلَ مَا أتـَتْ بعُبُورِهَا
لَم يُسْلِمُوا حتَّى الحَجِيجَ بمَا نـَقَلْ

فَأتـَى صَلاحُ الدِّينِ يَجْمَعُ جُنْدَهُ
وَعَتَادَهُ ، حتَّى يُدَاهِمَ مَن وَغَلْ

سَيْفُ الإِلَهِ الفَارِسُ الحُـرُّ الَّـذِي
جَمَعَ البلادَ عَلَى الأَعَادِي وَاقْتَتَلْ

عَـزَمَ الجِهَادَ و أُوقِـدَتْ نَارُ اللَّظَى
مِنْهَا الأَعَـادِي قَـد أَصَابـَهُمُ الهَلَلْ

لَمَّا أَرادَ الحَـرْبَ كَانَ مَـلِيكَهَا
نَصْـرًا عَـظِيمًا يَجْـتَنِيهِ و مَا عَـذَلْ

جَمَعُوا الأَعَادِي بالمَدَائِنِ، جُنْدَهُمْ
جَـمًّا و كَـمًّا لِلْقِـتَـالِ بمَـا أَحَـلْ

وَتَجَمَّعَ االجَيْشَانِ في أَرْضِ اللِّـقَا
حِطِّـينُ مذبحة الطغاة و لمْ تَزَلْ

حِطِّينُ ، يا أرْضَ البُطُولةِ وَالفِـدَا
ثـُورِي عَلَى العَادِي بأَرْضِكِ إِنْ نَزَلْ

وَلْتَشْهَدِي بَأْسَ العِظَامِ عَلَى العِدَا
ضَجَّتْ سَمَاءُ الْحَرْبِ مِنْ كُلِّ القِبَلْ

حَرْبُ الشَّدَائِدِ والسُّـيُوفُ تـُؤمُّهَا
وَالأَرْضُ مِن هَـوْلِ المَعَارِكِ، تَشْتَعِلْ

صَوْتُ الأَعَادِي قَـد عَلا مُسْتَنْجدًا
أَنْ لا مَـفَـرَّ ، و لا عُـدُولَ ، و لا أَمَـلْ

حِطِّـينُ بَاتـَتْ تَرْتـَوِي بدِمَائِهِمْ
كالسَّـيْلِ مِنْ كَبدِ السَّحَابِ إِذا انـْهَمَلْ

و أَتَـَى بـ (إِرْنـَاطَ ) اللعَينِ مُـكَـبَّلاً
والسَّـيْفُ حَـدَّ الرَّأْس َ مِنْـهُ لِتُنْتَشَلْ

هَـذا جَـزاءُ مَنِ اسْـتَبَاحَ بفُحْشِـهِ
مَالاً وَ عِـرْضًاً في البلادِ و مَنْ أَغَلْ

و َمَضَى إِلَى حَيْفَا وَ عَـكَّا و َالمَـدَا
ئِـنَ ثـمَّ لُبْـنَانَ الجَمَالِ بهَا وَطَلْ

هَـزَمَ الأعادِيَ مَنْ يُبارِزُ سَيْفُهُ
فالرُّمْحُ في مِنْوَالِهِ والسَّـيْفَ سَلْ

و أَتـَى إِلَى القُدْسِ العَظِيمَةِ حَاضِنًا
أَسْـوَارَهَا وَغَـزَا الفِـرِنْجَـةَ وَانـْـتَـقَلْ

فَأَتـَمَّ فَـتْحَ حُصُـونِهَـا ببَسَـالَةٍ
في ظِـلِّ حَـرْبٍ بالقِـتَـالِ و َبالحِـيَلْ

بَرِئَتْ بلادُ الشَّامِ مِنْ سُقْمِ العِدَا
و َالعِـزُّ مُـدَّ بأَرْضِهَا وَالـبَـدْرُ هَلْ

يا دُرَّةَ الوجدَانِ ، يا عَلَمَ الهُدَى
يا وَاحَـةَ الأَبطَالِ ، يا كُلَّ الجَلَلْ

نِبْرَاسُ عِـزٍّ بالمَحَامِدِ قَادَهَا الـ
سُلْطَانُ مَنْصُورًا بعَوْنِ اللهِ جَـلْ

هَذا صَلاحُ الدِّينِ و البَطَلُ الَّذِي
عَـزَمَ الجِهَادَ بطُولِ عُمْـرٍ و اتَّكَلْ
.....................................

كلماتي السيد الديداموني

انشاد محمد الفاتح

تصميم وليد المصري

تاريخ 2020/1/27 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق