الخميس، 2 يناير 2020

دعي الحرمان بقلم الرائع محمد مطاوع

دعي الحرمان يتّسع

إنّ الأماني عن الأشواق تمتنع
لمّا تضيق دعي الحرمان يتّسع
الموت آت و أمّا الحين نجهله
لمَ القنوط إذا لم ينفع الهلع ؟
و لو هلعنا فلا تغيير منتَظَر
خطّ الجبين مع الأقدار يجتمع
كم من كبير يد الأيّام تُخفضه
و كم صغير إلى العلياء يرتفع
نحيا على وقع أحلام تغازلنا
و ذاك من طبعنا و الطّبع يُتّبع
كلّ الخلائق لا تمييز بينهمُ
في نفس دائرةٍ الحمل و السّبع
في كلّ ناحية منها مداخلة
و البعض منشغل و البعض يستمع
ليست لنا خيرة فالصّبر أسوتنا
هذا فضاء ثقيل كلّه وجَع
على مناكبه الضّوضاء جاثمة
عرق الهدوء من السّاحات تقتلع
هناك ملجؤنا غابٌ يؤمّننا
من الخداع الّذي عنوانه الورع
مهد الجمال به الأزهار حالمة
بالأنس، من لونها قد يخجل الينع
عطر يضمّخها ألْق يتوّجها
أجوارها رافد للواد يندفع
و وهدة و تلالٌ سحرُ خضرتها
روائعٌ جاءها الإبداع ينتجع
هنا بعيدا عن الوعثاء و القق
يحيى الّذي بعطاء الله بقتنع
أين الفضيلة و الإحسان صحبتها
و أين يُقبر في أكفانه الطّمع.
م.ح.م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق