الجمعة، 28 سبتمبر 2018

يا هائما في دنياك بقلم الرائع السيد الديداموني

ياهائماً في دنياك ترتقبُ
غدا ترى حبها سيقتضبُ

فالمال يبقى لغيرنا ولنا
جاء القضا فالأبدان تنقلبُ

في القبر ما ردّي حين يسألني
بعد الممات الذي سيرتقبُ

ياسائلي هون في مساءلتي
إنّي ضعيفٌ والذنب مكتتبُ

هل من حبيبٍ يأتي لينصفني
لا المال يبقى مالي ولا النسبُ

من يرفع الذنب عن ملاحقتي
بلا وربّي من هولهِ لجبُ

آهٌ من الدنيا خاب جامعها
كم من ملوكٍ جاروا وماحسبوا

تحت الثرى اين المال ينفعهم
سلطانهم فانٍ أين ما كسبوا

طوبى لمن بعد الموت راحتهُ
يزهد في دنياناُ ويحتسبُ

ويزرع الخير في مقاصدهِ
لكي يرى في ثمارهِ العجبُ

ومن يرى في الأيام غايتها
فهل يرى غير فتــــنةٍ تهبُ

يخشى من الدنيا لا يصاحبها
ففتنــــةً في بقائها الكـــــذبُ

فكم أناسٍ تَحْبو سواعدهم
لضيق عيشٍ بهم وما نهبوا

وكم أناسٍ باعوا ضمائرهم
بما طغوأ من أموالنا سلبوا

فقد سعوا في الدنيا لمغنمهم
خيراً وشراً في دربهم نصبوا

طوبى لمن في الدنيا محاسنه
قد زاد خيرا في عمره الكسبُ

في جنة الفردوس التي عظمت
نعيمها الباقي يبرئ التعبُ

ومن طغوا يوم الحق مجمعهم
تنظرهم نار الخلد إذ ندبوا

أين الكنوز التي بجعبتهم
قد أركستها الأهوال والكرب

يصْلوا بنارٍ عدّت بمرقدهم
فيدخلوا غيّها ويلتهبُ

ياتاركاً دنيانا وزينتها
في القبر لا عودة ولا جلبُ

السيد الديداموني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق