الجمعة، 28 سبتمبر 2018

الربيع والكنار بقلم الرائع علي عودهة

الربيع والكنار 
علي عوده

عاد الربيع إلى الحياة جليدا 
والبدر أوغل في السماء شريدا 
وتساءلت زمر الكنار عن الذي 
أضفى على صخب الربيع جمودا 
عار على الحسون يشدو لحنه 
وكنار ذاك الدوح بات فقيدا 
عار على الغابات تؤوي سربها 
وحبيب ذاك الغاب بات وحيدا 
عار على ناي الرعاة إذا انبرى للشدو 
لم يندب صداه فريدا 
أفقيد ذاك الدوح ليتك لم تزل 
تشدو كما شاء الهوى غريدا 
غنيت دهرا قد حباك شجونه 
وحبوته لحنا أغر مجيدا 
الناي بعدك يا فريد إذا شدا 
ما كان إلا دمية وحديدا 
والعود يا ملك القلوب معطل 
هلا أتيت فتكمل التصعيدا 
لبسوا الثياب السود يوم وداعه 
لطموا على طول الطريق خدودا 
هي شعلة همدت وذاب أوارها 
هيهات دنيانا تجود فريدا 
هو سيد الموال قيثار إذا 
غنى تجاوبت السماء نشيدا 
فبشدوه منح الزمان قلائدا 
وبلحنه صاغ الوجود قصيدا 
وإذا الغواني ما سمعن ترنما 
حتى حشدن خواصرا ونهودا 
فإذا عصرن قدودهن صبابة 
وقطعن في تلك الحدود حدودا 
غنى... فأبكى كل صب هائم 
حتى تراكمت الهموم نجودا 
قد أسكت الناي الجريح قلوبنا 
لا همس لا أحلام لا ترديدا 
فكأن هذا الكون بعد رحيله 
موت. يبدد حلمنا تبديدا 
إني وإن ودعته لكأنني 
أودعت قلبي حسرة وصديدا 
وكأن أوتار القلوب تعطلت 
حين اصطفى رب العباد فريدا

علي عودهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق