الأربعاء، 20 فبراير 2019

درر الأنام في تاريخ الإسلام ...سلسلة تاريخية من مجموع سبع قصائد بقلم الرائع السيد الديداموني


الجزء الأول (درر الأنام في تاريخ اﻹسلام)

دع من ترنّم بالمدائح والغزل
واسمو بحرفك بين أجداد الأُوَل

هم للكواكب حسنها وضياؤها
نور الهدايـــة دونهــم لا يكتمـل

هــم درّة الإســـلام هم تيجانهُ
أهـل المنـارة والبطـولة والجلل

دع ماتناقل من أساطير الورى
إلا التي قـد قادهــا خيــر الرّسـل

تلـك الحفـاوة في قيـادة أحمـد
كـم غزوةٍ ربحـت بهِ حيـن اقتتل

نشـر المحبـة والسلامـة بيننـا
فتماسكـت أوصـالنـا بين الــدول

هيَ دولة الإسلام عُظِّــم شأنها
بقيــادة المبعــوثُ فيما قـد نـزل

فرموزهـا أبطالهـا وملوكهـا
ملكوا المشارق والمغارب إن تسل

بل ماارتضوا للحرب إلا بعدما
جار العــدو فخـاب فيـهم واستــذل

مثل الصواعق إن أحل قدومهم
أرض المعارك تستشاط وترتجل

وسيوفهم كالبرق يلمع صهرها
تغزوا الرقـاب بضـربةٍ لا تمتثـل

غزواتنا نصــرٌ تمالكــهُ البقـــا
فجهادنــا عن ديننــا لا ينفصــــل

عددٌ ثمانيةٌ وعشرون انقضت
غزواتــنا نصــرٌعظيمٌ قد جذل

أقواهمو أسماهمو أغزاهمو
في فتـح مكـة والجميـع قد ابتهل

قد كسّروا الأصنام في أرجائها
نكث الّذي عن قولهِ يعلو هبل

فاللـــه أعــلا قــد أمــد نبيّـــهُ
نصراً مبينـاً جامعـاً كـل السبل

هذا أوان الحقّ جاء بنصره
وتطهرت أمّ القرى مما عضل

فعفا النّبيّ عن الجميع ورددوا
أنت الكريم ابن الكريم كما نقل

بطحاء مكة والمعاشر أعلنوا
إسلامهم نصر الإله لمن أجل

اللـــه يا اللـــه فيمـا قـد بـدا
فردا تعظّم في المدائن والدول

فمحـمدٌ خير الخلائق كلـها
هوُ سيّد الثقلــين بـدرٌ مكتمـل

أخلاقه القرآن معصوم الخطا
لا الذّنب يحمل في خطاه ولا الكسل

قد جاء يدعو للهداية والتّقى
ومكارم الأخلاق دين مشتمل

مصباحه القرآن معجزة الهدى
قول رصين هادي بر تبل

قد أجمعوا أهل الفجور مع البغاء
فأركسوا بين التداعي والفشل

قول اﻹله فلا يباري حرفه
شعرا ولا قول الهواة ولا الزجل

في دولة الإسلام صار لواؤها
علماً يرفرف بين رايات الأمل

فتوفّي المبعوث فينا بعدما
شـــرع الإلــه أتمّ فيهــا واجْتَبـل

فبكت عليه الأرض في أرجائها
وكذا السماء وأمطرت كلّ المقل

صلوا على خير الخلائق أحمدا
نور الهدايـة والسلامـة ما حمل

الجزء الثاني (درر الأنام في تاريخ الإسلام) ابو بكر الصديق
مات النبي وجـــاء فينـــــا خلّــــهُ
أعني أبو بكـــرٍ بخيرة مانقـــل

هو عابدٌ هو عاتقٌ متصدقٌ
ماصب في شمع النحيل سوى العسل

قد صدّق المبعوث مطلع بعثه
لم يقترف إثماً ولــم يبــغ الحيل

هو ثاني العظمـــاء بعــد محمـــدٍ
فمضى على نهج النبوة ماأضل

هو صاحب المختار ظل مجاهداً
ومهاجراً لــزم النبي ولـــم يكـل

لمّا أهم القوم من هول القضا
فخشي على الأسلام يعلوه الخلل

مسح الدموع وقـــام يخطـب قائلا
والكل يسمع قولــهُ حين ارتجل

(مات النبي وذاك ربي لــم يمت)
(أفتعبدون الله أم إحدى الرسل)

إسلامنـــا للــــــه ليس لعبــــدهِ
فتلا بآيات الكتــــاب على وجل

أن لا إله سوى الهي خالقي
هو سرمدي خالد وله الأزل

أروي عن الصديق بعض صفاتهِ
لا نكتفي من مدحهِ سيلٌ هطل

فأبٌ لعائشـــة البتول وأمنا
زوج النبي فطهرها فيما نــــــــزل

قد أنزل الرحمن فيها آية
ببراءةٍ ممـــــــا ادعى أهل السفل

لُعِنَ الذي قد خاض في عرضٍ لها
إفكٌ أُشيعَ بمفترى ثلل الخبل

صدّيق مكـــة عالــــمٌ أنسابهــــــا
في الجاهلية لاأضل ولا ثمل

قد أنفق الأموال ما ضل الخطا
لا يقتنـــــي مالاً بــــــــدارٍ مستقـل

هو اول الخلفاء جاء مشورةً
درب الخلافة بالتشاور والزمــل

سيف قويم في رقاب خصومنا
وبه يقاوم من أضل ومن مطل

فبدا وخطط واستعان بغيرهِ
بعض الصحابة في الإدارة والعمل

واختار منهم للولاية خيرهم
حتــى يهاب اللـــــه فيها لايضـــــل

ملكوا الأمانة والعدالة والتقى
هم صفوة الأصحاب من بين الملل

ماخاب فيهم واليا بولاية
بالعدل يقضي لايخالطــــه الجدل

وأتم ماعزم النبي بفعله
فتحــا عظيـــما في عدادٍ مقتبل

للروم ينوي غزوها وحصونها
أوصى الخليفة جيشـه أمـراً جلل

لاتقتلــوا طفــلا ولا امراةً ولا
شيخـــاً ولا احــــداً يمثل من قتل

لاتقطعوا نخلا ولا شجرا ولا
أن تزبحــــوا شـــاة كذاك ولا إبل

أخذ الوصايا جيشـــهُ بحفاوةٍ
وبها على درب الهـداية مـرتحل

أهل البطولة والمروءة والقوى
بسيوفهم قادوا الحـروب وبالأسل

ساق الجيوش مقاتلا بعتــادها
من يدعى بنبوةٍ فيما جهل

أن لا نبي يلي النبـي محمـــدا
لقد انتهى بعث النبوة والرسل

ولكل مرتدٍ نأى عن ديننا
سينوء عن درب الضلال كما اتصل

أو أن يرى جيشا عظيما قادما
فيصيبه كل المــذلة والفشــل

ولمن تخلى عن عن الزكاة ومنعها
سيردهـــا سلمـــاً وإلا بالهلل

فزكاتـــنا كصـــلاتنا مكتـــوبةٌ
إحداهما عن أختها لاتنفصل

فقضى عليهم جلّهم وحليفهم
حلّ الأمان خطا الخلافة وانسدل

وهنا أتم الجيش كل مهمةٍ
وبدا لنا حصنا حصيناً مكتمل

قد خاض كل حروبهِ ببسالةٍ
ما إن رآه الخصم فرّ بمــا حمل

الجزء الثالث (درر الأنام في تاريخ اﻹسلام) حرب الفرس والروم
نحن الملوك فمن يعادي ملكنا
و لنا الممالك و الزعامة تنتقل

من بأسنا سيفٌ يسلّ على العدا
ما إن رآه الخصم فرّ بما حمل

فتح العراق ببأسها وقتيدها
قد مدّها الإســلام مـدّاً مجتــــذل

حمل اللواء ابن الوليد مقاتلاً
وله الإمــارة ذاك مفتــاح الأمــل

ماقاد حربا أشعلت بلهيبها
إلا وأصبح شامخا مثــل الجبـل

وأبي عبيدة للإمارة بعده
تلك اللآلئ من رؤاها نكتحل

فأتت جيوش الفرس فوق عتادها
جنداً كثيفـا بالنواحي والقبل

قد أقبلوا بعتادهم وحصونهم
حرب الملوك تأججت حد الوغل

أولاهمو حرب السلاسل قُيّدوا
بسلاســلٍ لم تغنهــم تلك الحيل

خرجت لهم فرساننا قلب الأسى
وقضت عليهم لم تزر منهم رجل

إلّا ومات بضربةٍ لاغيرها
أو فرّ خوفا من سيوفٍ لا تكل

فأتوا بجيشٍ ثم جيشٍ بعده
سدّوا الفرات بظنّهم أن لا نصل

وتقهقروا خلف الحصون وأدبروا
فرّ الخصوم وبات منهم من قُتل

عَمَدوا على الأنبار ضرب عيونها
عبروا لهم من فوق جسمان الإبل

هي وقعةٌ للفرس هم أُسِروا بها
قدسميت ذات العيـــــون كما نقل

في القادسية أشعلـــت نيرانهــــا
كــرٌّ وفـــرٌّ في حراك مشتعل

فرسٌ ورومٌ والقبائل أقبلوا
خلف الفرات وأُ ركسوا مثل الأُول

ولقد تحطّم عرش كسرى مابقى
حصناً منيعــاً يعتليــه ولا جرل

عادت جيوش المسلمين بنصرها
نصرا مبينا في عداد متصل

فتجمعت تلك الجيوش بعدها
وتجهزت بعتادها كي تنتقل

أرض المعارك أرضها وحصونها
محميةً ببسالةٍ لا تمتثل

قصدت جيوش الروم في عقر لهم
في شامنا وبها المعالم لاتزل

هم قوة عظمت بعد حصونهم
ظنّو بأن قواهمو لا تنضحل

لما رأوا بقدومنا وتأملوا
قد أركسوا والظن منهم قد بطل

في وقعة اليرموك قلب حصونهم
حرب العظام فأسخنت حتّى الوجل

طال القتال و ظلّ فيهم بأسنا
كاد العدوّ بأن ينال ولم ينل

الله قوّمنا وشدّ بأزرنا
صبرا وعزما في ثباتٍ مكتمل

إذ كان فينا عدنا وعتادنا
من بيننا هم كثرةٌ نحن القلل

مائةٌ لنا تجتاح ألفا منهمو
ما إن رأوا بسيوفنا خوت المقل

بئس الذي حمل اللّواء مصابرا
عز اﻹله بنصرهِ ذاك البطل

فغزت سيوف المسلمين جسومهم
قتلا وجلّ جراحهم لاتندمل

اين الملوك عروشهم وحصونهم
كسرى وقيصر بالجلاة و الحيل

فقضى عليهم بأسنا وأصابهم
من بعد عزٍ قائمٍ كربٌ وذل

الجزء الرابع(درر الأنام في تاريخ اﻹسلام) الفاروق عمر
فمضى أبو بكرٍ لخيرة ربهِ
جار النبي قد انقضى منهُ الأجل

ترك الحياة ولا يباري نظمها
ذكراه تبقى في رحاب مستقــــل

نور يلوح الوجد أشبه حسنه
نجم تعالى في سمانا ماقفل

مات الخليفة ثمّ خلف خلهُ
عمرٌ ومــا أدراك ما هذا البطل

أعني بهِ الفاروق درعا واقيا
للدين ظل مجاهدا وله بســـل

فمضى على درب الخليل خليله
دربٌ قـــويمٌ ماجفاهُ وما عَذَل

دربٌ تخالطهُ السلامة بالرواء_
_كأنّهُ سرب الحمام مع الحجل

ذاك القوي بقـــــوة مثقالهـــا
زادت بإسلامٍ وعزٍ لم يـــــزل

قد أظهر الإسلام وقت خفائهِ
دينا ظهيرا شامخا لايضمحل

وبهِ أعزّ الدين عند ظهورهِ
حتى تَثَبَّتَ قائما مثل الجــــبـل

هو ثالث العظماءِ في إسلامنا
في نصرة المظلوم قاضٍ معتدل

حرٌّ تقيٌّ فيـــه كل ثمينــــةٍ
حَمَلَ البطولة والمروءة والخجل

قد قوم التاريخ في إصداره
من ههجرة المبعوث كان المقتبل

وضع المعارف في السياسة والتّقى
قد أنشأ الديوان أول من فعل

عزل القضاء عن السياسة كلّها
حقا رصيناً لا يجور ولا يضل

فكـــأنّهُ درٌ تعانقـــهُ السمـــــــا
ضاء البريّة في رؤاها ما طفل

فتحت بلاد الشام بين ذراعهِ
مدّ العروبة والبطولة والأمل

فتحت فلسطين الأبيّة حصنها
بعد الحصار لها الخليفة قد رحل

مسرى النبي لقدسها ثم اعتلا
نحو السماء نرى بها أمرًا جلل

وكذا العراق تفتحت أبوابها
أرض الحضارة والمنارة في الأزل

بعد الحروب ببأسها وشقائها
فــرسٌ ورومٌ والقبائل والثـــلـــل

وأتى إلى مصر العظيمة فاتحا
حصناً فحصناً في حراكٍ متصل

أرض الجمال حضارةً ومنارةً
مرآتها بين المـــــدائن تكتحـــل

هيَ جنةٌ في أرضها وسمائها
بلدي الحبيبة تلك حبّـات المقـــل

هي موطني هي ملجئي هي خافقي
هي مأمني فيها أجول وأنتقــــل

فتمدّد الإســـلام بين ربوعها
قد أسلموا برضاهمو دون القلل

فتحت طرابلس الجوار لمصرنا
في فتحها أبت الحصون ولم تطل

لايجبروا أحداً على إسلامهِ
بل بالسلامة لا يجور ولا يضل

كملت جيوش المسلمين بقوةٍ
جمّــا عظيمـــاً بين أطراف الدول

طعن الخليفة راكعا بصلاته
فردا مجوسيا أغل بما فعل

يا مادح الفاروق حسنا لاتفي
فيه الحروف ولا الوصوف ولا الجمل

مَلَكَ المشارق كلّها وحصونها
راياتنا فوق المشارف والقبــــل

الجزء الخمس(درر اﻷنام في تاريخ اﻹسلام)عثمان ابن عفان
فتوفي الفاروق بعـــد رسالــــةٍ
ظلت كنورٍ لا تخالطه الظلل

وكأنهُ شمسٌ تعظم نورهـــــــا
عمّت بقاع الأرض نورٌ منسدل

قـد جاء عثمـــان الخليفـــة بعـــد ه
طوداً عظيماً رائعـاً مثل الأول

أقوالــهُ أفعالــهُ و حياتـــهُ
خيراً فخيراً بالخلافة ما خطِل

في الجاهلية طيبٌ بصفــاته
حسن الطباع فما أجار وما ثمل

ساداتهــا أشرافهـا قاداتهـــا
ملك المناصب كلها برًّ فطل

قد عانق الإسلام أول مهده
وأمد خيراً في العبادة والعمل

وهو الثري بمالهِ وفعالهِ
نصرا لدين الله أنفق وارتحل

في وصفهِ درٌ تلألأ في السما
قل ما تقول فلا تجازي ما فعل

لقد اشترى بئرا هداه سقايةً
ووقايةً للمسلمــين من الغلـــل

أعطى لجيش العسرة المال الذي
أهدى بهِ مما أُسيق وما حُمِل

فالجود مدحٌ لايفيه تعظّمــــــا
فاق المديح وفاق ما لاح النقل

خوفا على القرآن عدد نسخهُ
كي لاتخالطه الشوائب والحيل

عمدت جيوش الروم رد جيوشنا
فقضى عليهم بالمهالك واتصل

فأتم فتح الشرق لا يبقى بهِ
مدناً وأوطــانا أتاها أن تفـــل

فبنا بأسطولٍ عظيمٍ شامخٍ
وتعددت فيه المراكب والدقل

وأتى بإفريقا وقاتل جيشها
طال القتال وجلهم منهم قتل

فتقسما فئتين فيما بينهم
يتناوبون على الأعادي بالأسل

فتقهقروا بحصونهم وعتادهم
أعداؤنا بين الكـــلالة والهلل

نالت جيوش المسلمين بنصرها
فتحا وعادت بالمليكة والنقل

عادت جيوش الروم تثأر بعدها
براً وبحراً في لقانا تقتـــتل

وسيوفنا تجتاح كل جسومهم
بين الملاحم والمعارك تشتعل

صارت مياه البحر لون دمائهم
عادوا الفرار وبات منهم من قتل

وتمدد الإسلام بين ربوعها
فتحا عظيما لايضاريه الفشل

ملأت بلاد المسلمين بعهدهِ
خيراً وفيراً عمّ في كل السبل

وقضى على عثمان آخر عهدهِ
فتنٌ أثيرت قادهـا أهــل الخـلل

قد كان يوما عابداً متوضئا 
يتلوا بآيات الكتاب ومــا وجل

فقضت عليهِ ولم تهاب بأمره
أهل الرجاسة والسفاهة والخــبل

لعنوا وغبوا في بقاع الأرض في
كل البرايا بالنــدامة والزلــل

الجزء السادس (درر الأنام في تاريخ اﻹسلام) علي بن أبي طاب والحسن
فأتى عليّ للخلافـــة قائمـــاً
ومضى على نهجٍ فــريدٍ مستقـــل

قد أنفق الأموال في أبوابها
درر ثمين لا يغالي ماشغل

نشر العلوم وأوقد النور الذي
عم الفؤاد وأشبعت منه المقل

هو زوج فاطمة البتول وأنسها
من صلبهِ الحسنين بورك ما حمل

من آل بيت رسول ربي أسوةٌ
من حسنهم طاب الفؤاد كما نهــل

فهو الإمام كذا الأمير بعلمهِ
متصوفٌ في زهدهِ ضُرِبَ المثل

قد لازم المختار كاتب وحيهِ
حــرٌّ تقــيٌّ لا تخالطـــهُ الزلــل

هو شاعرٌ من سلسبيلٍ حرفهُ
حِكَمٌ و إنشــادٌ وحــرفٌ مبتهــل

في السابقين الأولين مصدقاً
برسول ربّ العالمـين مـع الأول

يقضي أمور الناس لا يبغت بها
في حكمـــه حَكَــــمٌ رشيدٌ معتدل

ملأ الحياة بعلمه وبهائه
نور تجلّى لا تظلله الدغل

في هجرةِ المبعوث نام بعقرِهِ
ليضـل أعــداء الرسالة ماوجـل

ذاك الكريم مكــرمٌ بفعـــالِهِ
رجلٌ عظيمٌ إن تراهُ وإن تسل

زاد الخلاف على مشارف عهده
فتنٌ توالت إثر موقعة الجمــل

ولقد تفرق في الصحابة جمعهم 
قد كان فيهم من أثاب ومن نكل

لسنا نباغت أي فردٍ منهمـــــــو
فالله يجزي من أصاب ومن أضل

إذ كــل فــردٍ قائمٍ بفعالـــــهِ
وجزاؤهُ عند الإلـــه بما كفــــل

قتل الخليفة في رحاب صلاتهِ
سهمــاً بأيدٍ خاب صاحبهــا وذل

ترك الخليفة سيرةً في وصفها
نورٌ أضاء الوجـد فينا ماطفل

فتولي الحسن الخلافة بعده
لا لاتسوء به الظنون ولا الجعل

مشكاة نور قد تناثر ضيه
بين المرابع هاديا كل السبل

عن خامس الخلفاء أروي ماروى
في درّة الحسن القويم بما أمل

فأخو الحسين بنـو علي وأمهــم
آل النبي وحبهُ وصلٌ يجــل

حقن الدماء بحكمةٍ وأمانةٍ
من أجل ذلك قد تنازل واعتزل

فَتَوَحَّد الصفين سمّي وقتها 
عام الجماعة قد أثاب بما فعل

وقضى على دأب الخلاف مسالما 
متودداً فتوحـّــدت كل الثلــل

وقد انتهى عهد الخلافة بعدهُ
حكم الملوك كما تواتر وانتقل

يا قاتلا الحسنين قبّح فعلكم
من سيدا أهل الجنان مع الأول

أبناء فاطمةٍ وحـــب نبينا
بعد النبي عليهمو سلم وصل

الجزء السابع ( درر الأنام في تاريخ الإسلام) الحكم الأموي
أمّا معاويةٌ فلا أنشد بهِ
غضباً ولا زمّاً عليه ولا جدل

يكفيه فردٌ من صحابة أحمدا
للــــه ربي ما أعـــز وما أذل

ملك البلاد وقد تمدد حكمه 
حكماً عظيما في رؤانا مشتمل

فغزا بلاد الروم قلب ديارهم
بــراً وبحــراً لا يهاب ولا يكل

وبنى بلاد القيروان وجَلّها
صارت عروساً تحتفى بين الدول

عبر البحار ومد في غزواتهِ
بالمغرب العربي فتحا مكتمل

فيما وراء النهر مدد فتحه
فغزا بلاد الغرب سهما لم يمل

رضي الإله عن الصحابة كلها
في كلّهم رشداً قويماً قد جزل

فمضى معاوية ومُلّك بعده
ممن أصاب ومن أضل ومن أكل

ذاك المنوط بحكمهم وفعالهم
مابين جـورٍ واعتــدالٍ بالجـــدل

فالله يقضي بينهم يوم اللقى
بقضائهِ فضلٌ وعدلٌ لا يضل

خلق الحياة جليلها وكليلها
كتب السعادة والشقى منذ الأزل

ليست هي الدنيا كما شاؤوا بها
فيها يجازى من أصاب ومن نكل

(عمر ابن عبد العزيز)
فأتى أبو حفصٍ ومُلّك بعدهم
عُمرٌ وصار الخير فيضٌ ينهمل

ومضى على نهج الخلافة دربهُ
عن جدهِ الفاروق قوّم واعتدل

رد المظالم واستقــام بعدلهِ
وبدت لهُ كل المدائن تحتفل

عامين حاكمها وخمسة أشهر
عهد قصير لايطول به الطيل

ملئت بلاد المسلمين بحكمهِ
خيرا جزيلا قد تكاثر وانسجل

ذاك القويم بعدلهِ وسلامهِ
كالنجم في كبد السماء إذا أطل

فالذئب يأمنهُ القطيع إذا رعى
والنسر طار مع الحمائم والحجل

الله في عهــدٍ تنعم واحتفى
درٌّ تناثر واللآلـــــئ و الحـــلــل

صلوا على آل النبي وصحبه
و التابعين لهم بضرب متصل
....................................................
خير الأخلـــة هم أخلة أحمدٍ
أهل التقاوة والحفاوة والعمــــل

هم جّلةُ الأصحاب من بين الفلا
نورٌ تلألأ لا تواريـــه الظـــــلل

طرب الفؤاد على مدائح ذكرهم
وطفى على كل المعازف والغزل

يانسمةً هبّت على أرواحنا
نثرت شذاها بالمدائن والقبل

فهم الملوك بعزّهم وشموخهم
ماراد فيهـــم قائـــدٌ إلا وصــــــل

درب السلامة والهداية والتقى
يهدي السبيل كم المسافر من زحل

ماجلّ مدحي من مدائح وصفهِم
كالبحر مازاد اختلاطهُ بالوشل

صلّوا على خير الخلائق أحمد
نور الهداية والسلامة ماحمل

السيد الديداموني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق