الخميس، 7 فبراير 2019

الدرس التاسع في علم العروض والقافية بقلم الرائع نجاح جاب الله


الدرس التاسع 
(وهو الأهم)فى علم العروض والقافية (التفاعيل)أو (التفعيلات) تحياتى/نجاح جاب الله
==========================
تنويه مهم :- سنتناول إن شاء الله وبفضله تعالى التفاعيل في ثلاث دروس متتالية أحدهما تمهيد للآخر
===========================================
نستطيع أن نقول أن هذا الدرس هو الفيصل والأهم على الإطلاق فى فهم بناء القصيدة العمودية بل فى فهم النظم الشعرى عموما سواء كان النظم عموديا أم كان شعرا حرا
......................................................................................
أفضل نظريات الشرح على الإطلاق هى التى تبدأ بالبسيط ثم المركب ثم المعقد ثم استخلاص النتائج
....................................................................................

ونحن بدأنا شرحنا بالتمهيد لمعرفة البسيط ثم تطورنا بالشرح مستغلين نقاط الالتقاء بين الهاوين و الموهوبين والدارسين واتفقنا على أن التذوق للإيقاع السمعى له أهميته شأنه شأن الدراسة الأكاديمية وربما الدراسة الفنية لعلوم البناء والنظم للقصيدة الشعرية سواء العمودية أو الحرة وربما المتسمع الموهوب يفوق حتى الذي يمارس الطرق التطبيقية لعلم العروض.
ونحن قلنا واتفقنا أن البناء الشعرى (القصيدة)إن افترضنا أنها (الكل)فإنها تتكون من أجزاء (بحور الشعر)أو الأبيات ،وكل بيت (كل بحر)يتكون من التفعيلات المكونة للبحر سواء كانت تفعيلة واحدة مكررة حسب ماهو متوارث عن البحر كما جاء فى كتاب الفراهيدى ،أو تفعيلتين ولا يوجد تكرار لأكثر من ذلك
....إذن التفعيلة هى أساس البناء لقصيدة الشعر سواء عمودية أو غير عمودية وسنوضح ذلك إن شاء الله تعالى فى الشرح الآتى.
.............................................................................
أولا :-ماهى التفعيلة؟وما هي مكوناتها 
============
بالنسبة للهواة والموهوبين هى(مقطع من عدد من الوحدات الصوتية لاتزيد عن سبع وحدات ولاتقل عن خمس تكون إيقاعا منتظم التكرار من الحركات يتبعها سكنات مكونة مايسميه العلماء (الموسيقى الخارجية أو الظاهرة فى القصيدة)وهو مايؤدى إلى مانسميه (انسجام ملكات النفس لسماعه)(الإيقاع السمعى)السليم بحيث يكتشف المتسمع بالحس أى كسر للإيقاع ينتج عنه نشوز فى التناسق الإيقاعى أثناء إلقاء القصيدة

ثانيا:- تعريف التفعيلة للدارسين
===================
علينا أولا معرفة المعلومة الآتية
كثير من البادئين فى دراسة العروض والقافية يضايقهم المصطلحات التى تقابلهم فى مسميات أجزاء القصيدة وتفسير ذلك أن العرب دائما ماكانوا يطلقون على أسمائهم وأسماء معيشتهم وقواميسهم دائما يشتقونها من البيئة الصحراوية المحيطة بهم مثال ذلك الواضح مسميات أجزاء القصيدة الشعرية العمودية .

(أطلق الفراهيدى على بيت الشِّعر أو (البحر الشعرى)نفس مكونات (بيت الشَّعر) بتشديد وفتح الشين والمقصود هنا ببيت الشَّعر (الخيمة التى كان يسكنها العرب )فالخيمة (بيت الشَّعر)تتكون من عمود مستقيم وسط الخيمة ليرتكز عليه كل مكوناتها (شكل القصيدة)ثم أحبال (أسباب)لربط نقاط محيط الخيمة بالأوتاد الخشبية الصلبة لربط الحبال فيها لوزن الخيمة (وتد التفعيلة)وكذلك أحبال تسقط من وسط الخيمة سماها (فواصل)والفاصلة هى الحبل الساقط من مركز الخيمة
الفراهيدى اعتبر جسم الخيمة هو جسم القصيدة وأسلوب بناء الخيمة هو نفسه أسلوب بناء القصيدة
ومكونات الخيمة هى نفسها مكونات القصيدة

إذن الخيمة تتكون من أحبال (أسباب) لربط بؤرة الخيمة (القصيدة)بأوتاد خشبية مدقوقة في الأرض لحفظ توازن الخيمة (وتد أيضا في التفعيلة) لربط الخيمة فى الأرض لتثبيتها)(أوتاد) على محيط الخيمة ثم أحبال من وسط الخيمة وسماها (فواصل.
الجسم الصلب للخيمة إذن يتكون من عمود مربوط بأحبال متصلة بأوتاد مثبتة في الأرض لحفظ اتزان الخيمة وفي الوسط تجميعة لكل الحبال ملتصقة بأعلى العمود
وكذلك الجسم الصلب للقصيدة (عمود له يمين ويسار أو له شطر يمين وشطر شمال أو له صدر وجزع)و أجزاء القصيدة عبارة عن أبيات شعرية (بحور)ويتكون البحر من (تفعيلات)
وتتكون التفعيلات من أوتاد وأسباب وفواصل)(وتد واحد وسبب وتسمى التفعيلة الخماسية أو وتد واحد وسببين وتسمى (تفعيلة سباعية)

إذن وصلنا الآن إلى ثلاث مصطلحات أساسية فى القصيدة وجب فهمها وهى
(الأولى: الأسباب وهي وحدتان صوتيتان والسبب إما خفيفا ويتكون من حركة يتبعها ساكن ورمزه العروضي هكذا شرطة مائلة ودائرة صفرية مفرغة(/ه)
أو ثقيلا ويتكون من حركتين ورمزه العروضي هكذا (//)

والثانية:الأوتاد (ثلاث وحدات صوتية)والوتد إما حركتين يتبعهما ساكن ويسمى (وتد مجموع ) ورمزه العروضي هكذا(//ه)
أو ثلاث وحدات صوتية عبارة عن حركتين بينهما ساكن ويسمي (وتد مفروق)ورمزه العروضي هكذا (/ه/)

والثالثة : التفعيلة وتتكون إما من (وتد واحد وسبب واحد)وتسمى التفعيلة الخماسية
أو( وتد واحد وسببين) وتسمى التفعيلة السباعية

ولعل سائلا يقول لماذا ذكرت الأسباب أولا ثم الأوتاد ثانيا ثم التفعيلة آخرا
والإجابة لأن الأسباب هى أصغر مصطلحات القصيدة والوتد أكبر من السبب ومنهما معا تتكون التفعيلة وتكرار التفعيلة يعطينا مايعرف بالبحر الشعرى
ولكن :- حتى الآن نريد تبسيطا أكثر لفهم التفعيلة
===========================
اتفقنا أن البحر عبارة عن تفعيلات والتفعيلة إما خماسية (وتد واحد وسبب)أو سباعية(وتد واحد وسببين))

والآن نريد تعريفا للأسباب والأوتاد
======================
اتفقنا أن الوحدات الصوتية لمكونات الكلام عموما وبالأحرى مكونات حروف الكلمات فى القصيدة تتكون من حركات ويرمز لها بالرمز (الشرطة المائلة (/)وسكنات ويرمز لها بالرمز (الحلقة الفارغة(ه)

والسبب نوعان إما أن يتكون من(حركتين (//)ويسمى سبب ثقيل أو (حركة وساكن(/ه)ويسمى سبب خفيف)
إذن السبب هو أصغر (جزء)للإيقاع الموسيقى ويتكون من وحدتين صوتيتين إما حركتين أو حركة فساكن
مثال:- لمْ=(/ه) تسمى سبب خفيف (حركة وساكن)
مَعَ=(// )ويسمى سبب ثقيل(حركتان)
===========================================
والوتد يتكون من (ثلاث وحدات صوتىة)
مثال:- قالَ=(/ه/) تساوى حركتين بينهما ساكن وتسمى (وتد مفروق)
دعا=(//ه) تساوى حركتين يتبعهما ساكن وتسمى (وتد مجموع)
======================================
والفاصلة ثلاث حركات يتبعها ساكن وتسمى( فاصلة صغرى)
أو أربع حركات يتبعها ساكن وتسمى (فاصلة كبرى)
مثال:- شجرٌ=(///ه) تساوى ثلاث حركات يتبعها ساكن (فاصلة صغرى
شجرةٌ=(////ه) تساوى أربع حركات يتبعها ساكن ========================================
ولخص الفراهيدى الأسباب والأوتاد والفواصل فى العبارة الآتية
(لمْ أَرَ علَى ظهْرِ جَبَلٍ سَمَكَةً)
(/0 // //0 /0/ ///0 ////0)
==================================
وإليكم أقتبس من الفراهيدي هذه العبارة

التفاعيل التي هي أجزاء البحور الستةَ عَشْرٌ: عددها (عشر تفعيلات).
وهي
فعولن وفاعلن ومفاعيلن ومستفعلن ومتفاعلن ومفاعلتن ومفعولاتُ وفاعلاتن
و مستفع لن،و فاع لن) و هذه التفعيلات العشرة تتكون من عشرة حروف تنبثق منها كل التفاعيل العشرة جميعها وقد جمعها الفراهيدى فى كلمة (لَمَعَتْ سُيُوفُنَا)

إذن التفعيلات عشرة انبثقت من عشرة حروف جمعتها كلمة (لمعت سيوفنا)
وسنوضح ذلك فى الدرس القادم إن شاء الله
=================================
والأن طبق مافهمت على الأبيات الآتية اخترتها من الشعر النبطى بعيدا عن أوزان الفراهيدى ليتساوى فى الفهم والإجابة الهواة مع الدارسين
الأبيات من قصيدتنا (عذاب النفس)
للهواة والموهوبين:استبدل الوحدات الصوتية للأبيات بعلامات عروضية (الشرطة المائلة للحركات(/)والدائرة الفارغة للسواكن(ه)واذكر ملاحظاتك
اكتب الأبيات بالرموز الإيقاعية مع التصفيق بحيث ترمز للحركات بالرمز (تك)وللسواكن بالرمز(ضم)بحيث يكون التقاء الكفين (تك)والسكنات (ضم)

للدارسين والشعراء:- اكتب الأبيات عروضيا وحدد الأسباب والأوتاد والفواصل بأنواعها
ملاحظة: نحنا قمنا بوضع الرموز العروضية أسفل التفعيلات لتسهيل التطبيق 
للهواة والموهوبين:الشرطة المائلة نرمز لها عروضيا للحركة وإيقاعيا(تك)
والدائرة الصفرية المفرغة نرمز بها عروضيا للسواكن وإيقاعيا (ضم)
=========================================
(مستفعلن/فاعلاتن/مفاعيلن)/*(مستفعلن/فاعلاتن/مفاعيلن)
/0/0//0*/0//0/0*//0/0/0*/0/0//0*/0//0/0*//0/0/0
ياعيْنَ عيْنِ الْهوى لا تجافينا*نار الْهوى حرَّقتْ كلَّ أشلائى
ماعاد من بعْض منّى سوى بعْضى*يشْكو أنيناً وجيعاً بإيَّائى
يبكى على شجنٍ فى تلاقينا***ذاك الَّذى شمَّت البعْدُ أعْدائى
ليس الضنى ما ألاقيه منْ غيرى*إلا الذى حلَّ بى من سويْدائى
ياويْحها منْ ضناها وأسْهادى****نفسى تعانى المنايا وإقْصائى
إنّى سألْتُ الأطبَّاءَ أنْ غيثوا****قالوا وما غيْثنا نحْنُ من دائى
====================================
وإلى اللقاء في الدرس العاشر إن شاء الله تعالى
تحياتى إليكم /نجاح جاب الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق