الخميس، 27 يوليو 2017

شدَّتْ على يدي بقلم الشاعره حكمت نايف خولي

شدَّتْ على يدي 
لحظاتٌ تتكثَّفُ فيها مرارةُ العمرِ ...
عصيرُ الألمِ ونزيفُ الجراح ...
لحظاتٌ يضجُّ فيها أنينُ الروح...
يتعالى فيها نواحُ القلبِ وتتفجَّرُ تنهُّداتُ الوجدان ...
وتشدُّ على يدي ...آه لو كانت تدري لما فعلتْ ...
تسرَّبتْ روحي منِّي ذابتْ وتلاشتْ بشدَّةِ يدِها ...
تفتَّتتْ ذاتي وتمزَّقتْ ...
أحسستُ أنني لم أعد أنا ...
انحلَّ كياني واضمحلَّ وانتقلَ عبر قبضةِ يدِها
إلى كيانِها ...تسرَّبَ كياني في كيانِها ...
شعرتُ أنني انتهيتُ ...توقفتْ حركةُ الأكوان ...
انطفأتْ قناديلُ الوجودِ لفَّ الظلامُ العالمَ .....
تحرَّكت ْ شفاهي وأنا في غيبوبةٍ وانذهالٍ وقلتُ لها ...
ألا تودِّعوننا قبل الرحيل ؟
سمعتُ وكأنني في عالمٍ آخر وتمتمتْ شفتاها ...
وهل لدينا القدرةَ على وداعِكم ؟ ...
هبَّت الأعاصيرُ تفجَّرت البراكينُ
تزلزلت أركانُ الوجود ...وتحطمت أعمدةُ ذاتي ...
ويلاه ماذا فعلتْ بي وماذا فعلتُ بنفسي ؟؟؟؟
فارقتْ روحي كياني وتمرَّدتْ وأبتْ أن تغادرَها..
سأسافرُ كياناً بلا روح وجسداً بلا حياةٍ وقلب ...
ويلاه أهذا هو الحب وهل هناك من يفهم جوهرَه وكينونته ؟؟؟
أهو حقيقةً الفناءُ والاضمحلالُ والذوبانُ في المحبوب ؟؟
وهل يعي ويدركُ المحبوبُ ماذا فعل بي ؟؟؟
هل أحسَّ وشعرَ أن بشدَّةِ قبضةِ يدِهِ على يدي
عصرَ قلبي ورشفَ عصيره ؟ وخطفَ روحي وأبقاني جماداً بلا حياة ؟
أيها المحبوبُ ليتك تعرفُ ماذا فعلتَ بي ...
بشدِّك على يدي قتلتني ...أنتَ روحي فكيف أعيشُ بعيداً عنك ؟
أنت حياتي فكيف أُحسُّ بالوجودِ بدونك؟
آه من الزمن وقسوة الأقدار ...
ليس لي من أملٍ ورجاءٍ إلاَّ برب السماء
أن يمنَّ علينا بالعودة واللقاء ..
لعلَّ روحي تعودُ إليَّ وينبضُ قلبي من جديد
فتُطلُّ لحاظُكِ وتمنُّ عليَّ بترياقِ الشفاء ....
حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق