الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

لم تعد تعرف بقلم الرائعة ايمان عبد الخالق


لم تعد تعرف هل مازالت كل الاوراق موجودة .. وكل أدوات الرسم هناك .. هل كل الاصباغ مازالت على ألوانها ؟
هل تصلح للرسم مرة أخرى ؟
تلك هى غرفتها القديمة .. 
زينتها بحبات من اللؤلؤ .. 
وشجرة ياسمين تدلى منها الزهر الأبيض ..
وتلك هى فيروزيات صباحها ترسل لها أنغاما ..
تشربها قبل ان تذهب للإفطار .. 
وهدوء من قبل النهار فجرها الصاحي يسعى لان تنشر كل ألوانها على تلك اللوحات ..
لوحات بيضاء يشكل ألوانها الفجر .. 
غرفتها القديمة بها أسرار كونية لا متناهية ..
مازال حلم ليلة في منتصف الصيف ..
و شكسبير ينتظر العفاريت ..
والنمره الشرسة روضها بكل ما لديه من احتمال ..
وذلك هاملت يرقد على فراش الغرفة القديم ..
يحمل سيفه الحاقد يحمل جنونه بين كفيه .. 
والغرفة لا تحتمل .. الغرفة قديمة .. 
لا تتسع حتى تصبح ساحة للقتال ..
ولكنها تتأمل كل ما كان من أنواع شكسبير .. 
وان داهمها النعاس تصحو على أصواتهم. . 
فهؤلاء ينثرون أشعارهم الثائرة على اذان الجدران..
جوته .. زولا .. لوركا .. 
والغرفة قديمة لا تخلو ربما من الجرذان ..
تخشاها وترعبها ولكن لا شيء يقف أمام احتمال اكتمال اللوحات .. 
وتنسيق الكلمات المنثورة على الجدران ..
ولازالت فيروز تنشد للقمر .. الذي يخبو اذا ما طلع النهار ..
لابد من النوم ولو لحظات قبل الشروق .. 
ولكن تلك هى غرفتها القديمة المبعثرة ..
كل الكواكب تنتشر على أرضها حتى الشمس والقمر .. تستدعيهما ولا ينطفئان ..
على النور يظلان .. فلا الشمس تغرب ولا القمر يذهب ..
ذلك الليل مع ذاك النهار ...
الا اذا قررت آلافراج عنهما من تلك الغرفة القديمة ..
الكون كله بها .. 
وقد تنام وتتركهم جميعا في اليقظة ..
يباركون نومتها الهادئة بل غفوتها التي لا تزيد عن بضع من اللحظات ..
صحوة من قبل صحوة .. 
ولا زالت غرفتها القديمة موجودة ..
لكنها تبعد قليلا.. واليوم قدمها ليست بخير .. البرد يؤلمها
لا تستطيع السير حتى تذهب لغرفتها القديمة ..
كيف تكتمل اللوحات وتلملم الكواكب والالوان الملقاة على أرض الحجرة ..
هل تنتظر ان تشفى قدمها العاجزة عن الحركة ام تجرها حيث تذهب لغرفتها القديمة ؟

قصة بعنوان ( غرفتها القديمة )
ايمان عبد الخالق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق