الأحد، 31 ديسمبر 2017

قصة فتاة بقلم الرائع شاعر دمشق أحمد علي بيطار


قصّة فتاة
صدق من قال أنّ الظلم ظلمات
فالظلم يقتل الأحياء يحيي الأموات
الظلم يمزق ثوب السماوات
يقتل البشر يغتصب كل العبارات
يحزن الأرض يبكي الجبال الراسيات
في يوم قاسي البرد غائم شات
رأيت فتاة تبكي بأحدى الطرقات
اقتربت منها وسألتها ما المعاناة
ما يبكيك؟ فانهارت منها الدمعات
قالت أبي اختفى منذ خمس سنوات
ولا ندري أهو حيّ أو أنّه بين الأموات
وانهار منزلنا مثل كومة من النفايات
وأمي مرضت ثم أمست من الوفيات
وأنا ابحث عن عمل عن قوت فتات
أسند جوعي وجوع أخواتي الصغيرات
فوقفت أمامها مخنوق العبارات
كيف أواسيها وأضمّد لها الجراحات
فقلت اصبري أختاه إنّ الفرج آت
وسنّة الله الابتلاء كما جاءت به الديانات
فنظرت إليّ وهي تقول الفرج آت
وهل يحيى أبي معه و يوقظ أمي من بين الأموات
أو سيبني دارنا ويلمّ شمل الشتات
أنتظر انتصار الخير كما في القصص والحكايات
خدعونا بها فالخير لا ينتصر في النهايات
الظلم انتصر والحزن قتل الأحلام البريئات
وأمسى النّور بزمننا من وحي الظلمات
ولا ينجينا منه سوى رحلة إلى السّماوات
فالعدل في السماء ولا عدل بأرض النبوءات
فقلت لها صدقت وتكلمت عمّا يسكن الذات
وجلست إلى جانبها أبكي على أرصفة الطرقات
بقلم أحمد بيطار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق