الأحد، 31 ديسمبر 2017

الليل في مدينتي بقلم الرائع محمد أبو رزق


الليل في مدينتي
من حجب الشمس عن مدينتي
من أجبر أشعتها على التوقف
من الذي داس سنابلها
ولوى تحت قدمه أعناقها
من أطلق الغرانيق الغريبة
تنعق في سماء مدينتي
وأخرس أصوات بلابلها
من أطفأ حلمها الغض
ومنع خيولها من الرّكض
أرى أرصفة مدينتي كئيبة
تمشي فيها وجوه غريبة
تحاورها بلغة أجنبية
في رطانة عجيبة
أرى الرّكح يملأه الحزن
حين غُيّب فارسه كأن لم يكن
كأنّ أقدامه لم تطأ الخشبة
كأنه يجهل أسرار الحلبة
آه يا مدينتي كم أتأسف عليك
حين يصلب فارسك أمام عينيك
حينما يجهزون على كل ما تبقى لديك
أين فرسانك أين الخيول
أين أبطالك حين يدقون الطبول
فهل مات الشعر بمنازلنا
وهل ملّ المسرح وجوهنا
وهل علا الغبار أشرطتنا
وهل غادر الغناء حناجرنا
من قال إن سلعتنا رخيصة
لاتصلح للعرض
من أعطى لنفسه الحق
أن يتكلم باسم الأرض
من حاول قلع نخيلنا
وزرع الأفق بالبُغض
من أطلق الرصاص على حمامنا
وجعله يغادر عشه ويَنفَض
من أطفأ أنوار مدينتنا
وجعلها في ظلام مكتئب
من فرض على ثقافتنا أن تحتجب
أم أن مطرب الحي لايطرب
محمد أبورزق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق