الليل في مدينتي
من حجب الشمس عن مدينتي
من أجبر أشعتها على التوقف
من الذي داس سنابلها
ولوى تحت قدمه أعناقها
من أطلق الغرانيق الغريبة
تنعق في سماء مدينتي
وأخرس أصوات بلابلها
من أطفأ حلمها الغض
ومنع خيولها من الرّكض
أرى أرصفة مدينتي كئيبة
تمشي فيها وجوه غريبة
تحاورها بلغة أجنبية
في رطانة عجيبة
أرى الرّكح يملأه الحزن
حين غُيّب فارسه كأن لم يكن
كأنّ أقدامه لم تطأ الخشبة
كأنه يجهل أسرار الحلبة
آه يا مدينتي كم أتأسف عليك
حين يصلب فارسك أمام عينيك
حينما يجهزون على كل ما تبقى لديك
أين فرسانك أين الخيول
أين أبطالك حين يدقون الطبول
فهل مات الشعر بمنازلنا
وهل ملّ المسرح وجوهنا
وهل علا الغبار أشرطتنا
وهل غادر الغناء حناجرنا
من قال إن سلعتنا رخيصة
لاتصلح للعرض
من أعطى لنفسه الحق
أن يتكلم باسم الأرض
من حاول قلع نخيلنا
وزرع الأفق بالبُغض
من أطلق الرصاص على حمامنا
وجعله يغادر عشه ويَنفَض
من أطفأ أنوار مدينتنا
وجعلها في ظلام مكتئب
من فرض على ثقافتنا أن تحتجب
أم أن مطرب الحي لايطرب
محمد أبورزق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق