لا تخيّرني ....
لا تخيّرني بين الجنّة و لهيب النّار
فقربك جنان وبعدك أنواء
لا تخبرني عن الغرق في الأسحار
شتّان بين الموتى والأحياء
متى ستفهم أنّك في القلب و للقلب فنار
يضيء عتمة سهدي من البلاء
ألم تدرك أنّك الظّل وفيك كلّ الأخيار
فهات من عندك العتق والأصداء
يا ملكا على عرشي سبح ضدّ التّيّار
رسمت معالمك و زدتها الكبرياء
أحببتك كفراشة تعشق النّور والنّوار
فأضاءت بحسنها حدود الصفاء
اعتليت صهوة الحروف مع الأفكار
لأنقش على الجدران معنى الوفاء
زلزلت فيّ النّبض الأسير والأسرار
وكلّما أخفيتك تصدّرت الأرجاء
يا عبير الرّوح ارتجّت القلوب والآثار
فعشقي لك فاق الزّمن و الأنباء
بعثت بشذرات حرفي مع الأطيار
علّها توصل الهمس و الشّفاء
أيّها القابع في جدران الحشا و المدار
أهديتك قلبي وحمّلته الرّجاء
لا تترك النّبض يئنّ و منك يحتار
فأميرة البيد شوقها بلغ السّماء
منية علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق