الخميس، 14 نوفمبر 2019

إرادة الحياة ( الحلقة 35 ) بقلم الدكتور سليم أحمد حسن

إرادة الـحـيـــــــاة.. [ الحلـقـة
35 ]
د. سليم أحمـد حـسـن ـ الأردن

******************************

حلقات ثقـافـية فكـرية حيـاتـيــة. تـرسم الطـريــق إلى حيــاة كلهــا أمـل،
وحبٌ، وخير وإخـاء وسعادة،لا يأس ولا إحبـاط، ولا قلق وتوتر ومعاناة.
*****
الدفء والرعاية والتوجيه والحفز وكل مثل هذه الأشياء التي كانت توفرها علاقات الكبار بالشباب أصبحت من الذكريات ، فمشاغل الحـياة لم تترك الفرصة لمثل هــذه الأشياء ، وكان من الطبيعي أن لا يظل الشباب أسرى الامتنان العميق لمن سبقوهم فما نقلوه لهم من القيم والمعتقدات والمعارف والأفكار أصبحوا هم غير قانعين بها أو بقيمتها .
وهكذا تطلع الكثير من الشباب إلى الاستقلال ، وإلى دور نشط في الحياة ، يحققون به ذواتهم من جهة ، وينفذون من خـلاله المشروعات التي حلمـوا بها طويـــلا من جهة أخرى ، ولكنهم يواجهون مجتمعا يُـنكـــر الاعـــتراف بهذا الحــق ، ويفـــرض المسارات والقوالب التي يحددها الكبار ، وهذا يدفع الشباب إلى اليأس القاتل بسبب الشعور بالعجز وإلى التمرد الرافض، بسبب فقـــــدان الثقــة في جيــل الكبـــار الذي يعتبرونه مسؤولا عن آلآمهم ومتاعبهم ويصل اليأس وفقدان الثقة إلى حدود بعيدة
هناك محاولات للتحديث والتطوير في بلادنا العربية ، ولكنها محاولات مخنوقة وعاجزة ، يقول أحد الشباب : " ما زلنا مجتمعات فقيرة ، عاجزة عن مواجهة المجتمعات المتقدمة التي تمد ذراعًـا فولاذيــــة تطول بها القمر ، وتمد ذراعًـــا استعمارية تغرس كفها في ارضنا ، وتدفع أصابعها لتدخل في أعناقنا وتأخذ برقابنا وهذا التخلف بالنسبة لنا يعني المــوت بكل ما في الكلمة من معنى " ومصدر الألــم واليأس هو أن الصفوة المسؤولة عن تحديث العالم العربي ، تكسب كثيرا دون تعب يذكر، وتتجه إلى الاستهلاك والاستمتاع دون أن تأبه بمسؤولياتها التاريخية والاجتماعية ،
وما زالت صورة المجتمع الذي تصبح فيه المصلحة الاجتماعية هي مصلحة الناس حلما بعيد المنال . وهذا ما ينعكس بوجدان الشباب تمزقا وانفصالا عن الأحلام ، وخوفا وقلقا قد يقضي على الشباب في أية لحظة طيش .

*******************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق