الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019

إرادة الحياة ( الحلقة 39 ) بقلم الدكتور سليم أحمد حسن

إرادة الـحـيـــــــاة.. [ الحلـقـة
39 ]
د. سليم أحمـد حـسـن ـ الأردن

******************************

حلقات ثقـافـية فكـرية حيـاتـيــة. تـرسم الطـريــق إلى حيــاة كلهــا أمـل،
وحبٌ، وخير وإخـاء وسعادة،لا يأس ولا إحبـاط، ولا قلق وتوتر ومعاناة.
*********
إن المعاملة الطيبة للناس وبين الناس تكون سببا في إصلاح أحوالهم ومجتمعهم ، فهي سبيل لنشر المحبة ، والتــآلف ، وربـط الأواصر ، ونشر الــوعي ، ودواعي السرور والسعادة.
فعليك أن تراعي مشــاعــر الآخــرين وأحاسيسهم ، والتــواصل الإيجــتابي معهم ، وإظهار المحبة والتقدير لهم ، واجعل الناس يشعرون بهذا الحب ، ولكن لا تسرف في مديحهم.
وابتعد عن لوم الآخرين ، وتذكر أن المخطىء يلوم كل امرىء إلا نفسه ، وحـــين يخطر ببالك أن تلوم أحدا ، فاعلم أنك قد تُــلام كذلك . وقد تقول : إن فلانًـــا عزيز علي ، ينبغي علي تقويمه وتنبيهه إلى أخطائه، إن ذلك في مصلحته، وهذه أريحية تشكر عليها ، ولكن أليست نفسك أولى من هذا الصديق بالتقويم ؟
أتظن نفسك خاليًــــا من المآخـــذ والعـيــوب ! إذن تذكّــر مقولــــة حكيــم الصـــين " كونفوشيوس " ، " لا تتبرم بالجليد المتراكم على عتبة جارك ، قبل أن تزيل ما تراكم منه على عتبة منزلك أولا " .
إن الناس هم عاطفة أولا ، وهم أصحاب منطق وعقول في الدرجة الثانية ، وإن لنا نفوسا ذات مشاعر وأهواء ، ومــلآى بالغرور والكبرياء ، ونريد من الآخـــرين أن يحترموها كما هي ، فلماذا ننكر عليهم هـــــذا الحق مع علمنا أن نفوسنا جميعا من نفس الطينة . والنقد مر المذاق ، ثقيل على النفس البشرية ، ولذلك فإن علينا تفهم الآخرين ، وإيجاد الأعذار لهم حين تقصيرهم ، فهذا أمتع من اللوم ، كما أنه أقرب إلى الإنصاف وأجدر بالرجال المحترمين .
إن الله سبحانه وتعالى لا يحاسب العصاة من عباده في التّــو واللحظة ، بل يؤجِّـــل ذلك أجلا طويلا ، وعليه فلا يجب أن نعجل في محاسبة الناس .

************************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق