السبت، 19 أغسطس 2017

سنين العمر تسرقني بقلم الرائع حامد حفيظ


قصيدة "الوطن المُضاع" :
سنين العمر تسرقني
وللمجـهـولِ تُنـفِقُنِي..

فلا جـُرحٌ ترفـّق بي
ولا لله أعـتـقـنـي..
وأعـلـم أنّ لـي ربــاً
سيرزقني سيرزقني..
فرزقي مثلما أجـلي
يلاحقني يلاحقني..
وأمـلي مـثـلـما ألمي
يرافـقني يرافـقني..
ولي وطن نفيت بـه
فأعـشقه ويعشقني..
يودعني على مضضٍ
وفمهُ يكاد ينطقني..
بكى قيصومهُ رَهـواً
فأرهفني وأشـهقني..
وشجر السرو ودّعني
وواسـاني وعـانقني..
وأَركَضَني الحنين لهُ
فـأعجزني وأرهـقني..
وشيء فيه يجمعني
وأشــيـاءٌ تفـرّقـني..
كريمٌ فيهِ يُكرِمُـني
وعربيـدٌ ينـافـقني..
ولي في الحب غانية
أسـابقـهـا وتسبقني..
أخاف عليها أن تعـلم
بأنّ الآه تخـنـقـنـي..
وتحت غياهبي وجعٌ
شـظـايـاهُ تؤرّقـنـي..
بخوفٍ جِئْتُ أُطـفِئُهُ
وقود الخوفِ أحرقني..
فأخبرتُ الطبيبَ بِهِ
وكانَ الصمتُ يُقلِقُنِي..
فأرسلني إلى الخـارج
ومَزْنُ العين يُغرقني..
فـنـادوا لـي بِجَــرّاحٍ
فَـخـَدّرني وَمـزّقـني..
وشـقّ القلبَ مـُعتَصِراً
فَلَم يَلقَىٰ سِوَى وطني...!!!
بقلم: الشاعر حامد حفيظ/ ليبيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق