الجمعة، 25 أغسطس 2017

نحن والموساد بقلم الرائع دكتور محمد البكري



نحن والموساد والصراع السري فى الحرب والسلام - إقرأ وشير للأهمية -
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! 
المقال 2 
+++++
*** قد يكون من المفيد أن نلقى نظرة على المخابرات الإسرائيلية ، لنعرف كيف يفكرون على الجانب الآخر ، ووسائلهم لاختراق التجمعات العرقية والدينية والعلمية والاعلامية والسياسية ، وأخيرا الثورية .
---------------------------------------------------
* تطور جهاز إسرائيل من ( الهاجاناه ) .. وهو تنظيم يهودى كان يعمل تحت الأرض ، ثم اصبح الفرع المسئول عن المخابرات السياسية بعد انتهاء الانتداب البريطانى على فلسطين سنة 1948 ، واعلان دولة إسرائيل .
* كانت المخابرات الإسرائيلية تعيش حالة فوضى عند قيام الدولة ، وكانت اجهزة الأمن المعروفة باسم ( شيرون ) ثم ( شاى ) تضم خمسة قطاعات متنافرة .. 
(( * قسم التجسس السياسى * الامن الداخلى * مكافحة التجسس * المخابرات العسكرية * المخابرات البحرية )) 
* وفى ابريل سنة 1951 كلف رئيس الوزراء ( دافيد بن جوريون ) المدعو ( ريهون شيلوا ) ليشكل أجهزة الأمن والمخابرات ، وهنا كانت البداية .
-----------------------------------------------------
* ( ريهون شيلوا ) .. ولد سنة 1905 بالقدس ، عمل مدرسا ، ثم انتقل للعراق ليعمل محررا بجريدة " نشرة فلسطين " - 4 سنوات - ، بعدها اصبح ضابط اتصال للسلطات البريطانية ، لحساب الوكالة اليهودية ، انتقل الى القاهرة ليشرف على عمليات تجنيد المتطوعين اليهود لصالح الحلفاء ، وبعد الحرب العالمية التانية سافر الى امريكا للحصول على الدعم المالى وعقد صفقات سلاح لحساب يهود فلسطين ، وقد لقى مصرعة فيما بعد فى حادث سيارة سنة 1959 _ هذا هو مؤسس جهاز إسرائيل الاستخباراتى _ 
-----------------------------------------------------
* أحد الصفات التى ينفرد بها الموساد هى تلك العلاقة الوثيقة بينه وبين رجال السلك الدبلوماسى الإسرائيلى ، ونسبة كبيرة من السياسيين الإسرائيليين خدموا فى الاستخبارات الإسرائيلية ، مثل ( اسحاق شامير ) الذى خدم 10 سنوات فى الموساد ، و ( الياهو بن اليسار ) اول سفير إسرائيلى فى القاهرة من اشهر ضباط الموساد .
* والموساد عضو فى مجموعة ( كيلودات ) .. التى تشكل أقسام مكافحة الإرهاب فى أجهزة المخابرات الأوربية ، وإسرائيل هى الوحيدة العضو من الدول غير الأوربية . وسهل لها هذا تفجير إحدى قطع المفاعل النووى الذى كان مقررا ارساله للعراق فى ابريل سنة 1979 ، وقتل الدكتور يحى المشد العالم المصرى فى البرنامج النووى العراقى بباريس فى يوليو من نفس العام .
------------------------------------------------------
* كثيرا ما تم اختراق إسرائيل من قبل المصريين ودول أخرى .. فمثلا :
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
# البروفيسور ( سير سابنت ) تجسس لحساب المخابرات التشيكية وحين اكتشف عوقب ب 5 سنوات سجن . 
# ( هارون كوهين ) عضو حزب - المابام - والخبير فى شئون الشرق الأوسط .. تجسس 14 عاما لصالح السوفيت ، ثم اكتشف وعوقب ب 5 سنوات .
# ( د / بيير ) نائب رئيس المخابرات العسكرية - أمان - ومستشار شئون الأمن لرئيس الوزراء - بن جوريون - تجسس لصالح المخابرات المصرية ، ومدنا بكل الوثائق التى تضمنت تنظيم وزارة الدفاع ، وخطة تسليح الجيش ، وعدد الألوية المدرعة والوحدات الملحقة بها ، ومخزون الذخائر ، والخطط الخاصة بتنظيم التعاون بين القوات البرية والجوية ، واسماء كبار الضباط والقادة ومقر اقاماتهم . واكتشف وسجن 10 سنوات الا أنه مات فى السجن فى الشهر الثانى من سجنه. .( بالطبع إغتاله الموساد من فرط حسرته وغله وإحساسة بالمرارة من الكف المروع الذى طال قفا ، كل أجهزة الأمن فى إسرائيل ، هدية منا لغرور الأغبياء ومدعوا الذكاء فى أوساط الإخوة الأعداء والأصدقاء الألداء 
------------------------------------------------------
* أحدث تقسيم للمخابرات الإسرائيلية :
========================
1 ) ) المعهد المركزى للمخابرات الإسرائيلية والأمن _ يرأس كل الفروع ويخطط وينسق لها ، وهو مسئول مباشرة أمام رئيس الوزراء .
2 ) ) جهاز خدمات الأمن العام _ مهمته التجسس المضاد ،وكشف الخلايا الفلسطينية .
3 ) ) المخابرات العسكرية - لجمع المعلومات العسكرية من أى مكان -
( 4 ) ادارة أبحاث المخابرات فى وزارة الخارجية _ جمع المعلومات من الأوساط الدبلوماسية .. يتبعها ( المركز الأكاديمى الإسرائيلى فى القاهرة ) ويختص بجمع المعلومات عن المجتمع المصرى .
5 ) ) ادارة التحريات الخاصة بالشرطة - يختص بالشأن الداخلى -
-------------------------------------------------------
# فى تمام الساعة 4 مساء كل اربعاء يجتمع 5 رجال ( رئيس الموساد ، رئيس أمان ، رئيس ال شين بيت ، رئيس مخابرات أبحاث وزارة الخارجية ، مدير الشرطة ) فى أحد المكاتب على طرف مدينة تل أبيب الشمالى ، لا يوجد ما يدل على أن المبنى هو المركز الرئيسى للمخابرات ، ففى هذا المبنى فروع لشركات استثمارية كبيرة ، ومكاتب تأمين ، ومكاتب محاماه ، وشركة استيراد وتصدير بالطابق العلوى ، والدخول للمقر من خلال مدخل خاص من الجراش ، وليس له مدخل على السلم العادى ، ويعمل به نحو 100 شخص . وحين يأتى الرؤساء الخمس فى اللقاء الأسبوعى لا يأتون معا ، وسياراتهم من طراز فولفو ، مجهزة بزجاج ضد الرصاص ، ومصفحة ضد القنابل ، وأرقام السيارات تتغير باستمرار .
=================================
*** السلام .. من اسماء الله ، وشعب مصر عاشق للسلام ، وإن كان هذا لا يمنع أن نتحدث عن سفارة ليست ككل السفارات .. إنها السفارة الإسرائيلية ، تشكل مع المركز الأكاديمى الإسرائيلى بالقاهرة ، محورا حقيقيا للتخابر والتجسس والتجنيد .. والمطلوب أن نعرف فقط لنشر الوعى ، والاحتياط واجب !
-----------------------------------------------
* منذ أشهر - وقبل رحيل البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية عائدة لتل أبيب - وفى الساعة 30: 9 صباحا تصل 4 سيارات مرسيدس مصفحة تحمل لوحات هيئة دبلوماسية .. كل يوم عدا الجمعة والسبت ، السيارة الأولى تقف بجوار سوق السمك فى مصر القديمة ، والثانية تتوجه الى منطقة المعادى لتقف متربصة متوجسة ، والباقيتان تحومان حول المبنى المطل على كوبرى الجامعة .. السيارات تمسح المنطقة ، وعبر أجهزة اللاسلكى تنطلق اشارة أمان الطريق . وفى ال 10 صباحا تصل سيارة السفير الإسرائيلى الى ( 6 شارع بن مالك ، المبنى المطل على كوبرى الجامعة ) حيث يستقر علم إسرائيل أعلاه .
------------------------------------------------
* اقدام سريعة مدربة تهبط من السيارات ، نظرات تحدق فى المكان ، ثم يهبط السفير ، يدلف الى مدخل العمارة ، يستقل المصعد الثانى ليتجه الى الدور - ال 18 - وإن كان المصعد مخصص ايضا ليقف فى الدور الرابع حيث شقة بها مكتب السياحة ، ومكتب التجارة ، وآخر لمحامى السفارة . وسطح العمارة مخصص للسفارة ايضا ، به هوائيات التجسس ، واجهزة الكترونية ، وطبق كبير للبث ، وجندى حراسة .
-------------------------------------------------
* السفارة تحتل مساحة 3 شقق ، بمجرد دخولك من الباب تجد أمامك غرفة زجاجية مضادة للرصاص ، داخلها مكتب الأمن ، وعلى اليسار غرفة مماثلة ، أمامها صالة منح التأشيرات وهى ايضا كيان زجاجى مقاوم للرصاص ، ومنها الى غرفة البوفيه ، ثم الصاله المطلة على كوبرى الجامعة ،وهناك يقف أحد ضباط المخابرات وهو المسئول عن دخول أى شخص لإسرائيل ومنح التأشيرة ، بجواره مكتب سكرتيرة السفير الخاصة ، ثم عدة مكاتب لزوجات رجال الأمن والملحقين العسكريين ، ويعملن سكرتيرات فى السفارة ، وما يزيد عن الحاجة يرسل للمركز الأكاديمى الإسرائيلى ، وهو ليس ببعيد .. ويحتل الدور الثانى من برج مطل على النيل ايضا .. وهكذا يبدو النمط العائلى للعاملين بالسفارة كوسيلة من وسائل التأمين والسرية وإحكام قبضة اليد عليهم .
---------------------------------------------------
* عادة ما يكون السفير من أصول مصرية أو عربية بدءا بالياهو بن اليسار _ أول سفير لإسرائيل - وكذلك موسى شاسون ، وشمعون شامير ، وديفيد بن سلطان .. ليكون ملما بعادات وتقاليد وحياة المصريين . وبعد مكتب السفير الملاصق بطبيعة الحال لمكتب سكرتيرته ، يوجد مكتب الملحق السياسى ، ومعه سكرتيرته، وغالبا ما تكون زوجته ، ثم مكتب الملحق الثقافى وكان أخطرهم ( مائير كوهين ).. هذا الذى خلف (ديفيد سجيب ).. الملحق الثقافى الأول ، وكلاهما من ضباط الموساد .
-----------------------------------------------------
* سكان المعادى _ بميدان دجلة _ اعتادو أن يشاهدو فى تمام ال 5:30 فجرا ، خمس عشرة رجلا بملابسهم الرياضية ، يمارسون تدريبات لياقة وجرى واعداد بدنى .. إنهم الفرقة الأمنية المكلفة بإيصال السفير ، كل منهم يحمل مسدسا سريع الطلقات وجهاز لاسلكى تحت ملابسة ، وتتغير تلك الفرقة آليا كل شهرين .
يلفت نظرك فى مكاتب السفارة الأجهزة الكثيرة .. تليفون ، وفاكس ، وكومبيوتر ، وأجيال متطورة من أجهزة اللاسلكى تبدو غريبة على غير المتخصصين ، وهى بالطبع تكمل دائرة الأجهزة الالكترونية العديدة على سطح السفارة الخاضع للحراسة دائما ، وطبعا لا يسمح لسكان العمارة بالولوج اليه .
-------------------------------------------------------
* السفارة الاسرائيلية بالقاهرة ليست أكثر شهرة من المركز الأكاديمى الإسرائيلى ، والذى ولد بموجب الاتفاقية الثقافية بين مصر وإسرائيل فى الثامن من مايو سنة 1980 ، ورفضت مصر اقامة مركز ثقافى ، ووافقت على انشاء مركز أكاديمى تابع للجمعية الشرقية الإسرائيلية ، التابعة للجمعية الإسرائيلية للعلوم ، ذات التموين الضخم ، مما يؤكد أنها جزء من من الموساد . ورغم أن المركز غير مصرح له بالاتصال بالسفارة عمليا الا أن مدير المركز يتردد يوميا على السفارة يقدم تقارير ويتلقى تعليمات ، وللمركز خاتمان أحدهما أسود ويوقع المدير أسفله ، والآخر أزرق يختم به خطابات السرى جدا ، ولا يوقع تحته أحد ، وهو نفس الخاتم الذى أعلن عن فقده منذ سنوات ، واختفت معه مستندات هامة 
ومن الجدير بالذكر أن المركز قام بتجنيد بعض المصريين وبعض اعضائه هرب الى اسرائيل ولم يعد .. وأجهزة مخابراتنا تعرف الكثير عما يدور بهذا المكان .
===============================
*** للصهيونية تاريخ أسود ، ومن معرفتنا به سندرك ما يدور الآن على أرض مصر فى تلك المرحلة الفارقة والخطيرة ، والتى ينشط فيها الموساد على كل المحاور مادا يده لكل الفصائل الثورية ،ورجال الفكر والصحافة والاعلام .. من خلال رجال أعمال تم تجنيدهم فى عهد مبارك ، ومن خلال اختراقات قام بها لجهاز الشرطة ، سيدركها ابناءنا الضباط بأنفسم ، وعليهم القيام بما يمليه عليهم ضميرهم الوطنى لتطهير أنفسهم !
.....................................................
* قبل انتصار الثورة البلشفية فى روسيا سنة 1917 ، كان اليهود الروس يحتكرون سوق الربا ، وتجارة الأغنام ، فقام الحكم القيصرى بالتضييق عليهم بضغط من أصحاب رأس المال المسيحى فى روسيا القيصرية .
* ومع بداية الثورة البلشفية ركب عدد كبير من اليهود الموجة ، وشهدت فترة ما قبل انتصار الثورة وجود 15 حزبا فى روسيا ، وكانت الأحزاب الثلاثة الرئيسية ( البلاشفة ، المناشفة ، الإشتراكيون الثوريون ) .. الحزبان الأوليان كان بهما .. (يمين ، ووسط ، ويسار ) ، أما الإشتراكيون الثوريون فقد انقسموا الى 3 أحزاب ( معتدلة ، وليبرالية ، وراديكالية ) ، وكان البلاشفة الذين قدر لهم الانتصار فى النهاية يمثلون اليسار المتطرف فى كل تلك الأحزاب .
===================================
*** وهنا وقفة .. فبعد انتصار الثورة ، تحسن وضع اليهود وتغلغلوا فى جميع الأحزاب ، وشكلوا فيما بينهم تيارا نظريا متطرفا ضد اليسار .. لإعاقة تنفيذ سياسة الحزب والدولة ، وتحديد ضد سياسة " لينين " و " استالين " ، بحجة أن هذه السياسة ، لا تتفق مع نظرية كارل ماركس .
----------------------------------------------
*** وهنا اتخذ لينين قرار ا فى أحد الاجتماعات ، بطردهم من اللجنة المركزية ، وبعد هذا القرار وبأموال الربا التى اكتنزوها فى عهد القيصر ، بدءوا فى تشكيل تيار معرض لسياسة الحزب ، فاتخذت عدة قرارات أخرى ، لمنع تطورهم ووصولهم الى مواقع قيادية ، وأصبح اليهود أعدء تقليديين للحزب الشيوعى السوفيتى ، وحاول الحزب استغلال طاقاتهم لبناء البلد ، ودمجهم فى المجتمع واشعارهم بالأمان ، ولكنهم أخذوا ينشقون ويهربون الى أوروبا الغربية ، والولايات المتحدة ، فزج بهم فى معسكرات العمل الرهيبة فى سيبريا .
--------------------------------------------
* وقد حاول " ستالين " التوصل الى اتفاق مع اليهود ، من خلال طرح اليهودية "كدين "، لا " كقومية عرقية " ولكنهم رفضوا هذا الطرح .. فسحقهم ، ثم كان "بريجنيف " أكثر تطرفا فسمح لليهود المحكوم عليهم فى قضايا جنائية وأخلاقية ، من غير العلماء ، بالهجرة الى أمريكا التى أخذت تتذمر من هذه النوعية التى زادت مآسى المجتمع الأمريكى .
* وهنا بدء اليهود يعملون بدون جبهة معلنة ، يمكن ضربها .. فتخفوا وراء كل التيارات ، ولبسوا عباءة الجميع ، لينخروا مثل السوس فى عظام المجتمع ، وبكل الحقد المطبوعون عليه فى تركيبتهم الجينية ، حددوا هدفا واحدا وضعوه نصب أعينهم لتدمير المجتمع والدولة بأيد أبناءها من غير اليهود ، حتى كان لهم فى النهاية ما أرادوا وانهار الاتحاد السوفيتى .
------------------------------------------------
*** والسؤال الآن .. هل سيتمكن الإسلام كعقيدة روحية ووجدانية ، وفكر سياسى واقتصادى واجتماعى وانسانى ، اختبرنا نجاحه لتأسيس امبراطورية عظيمة من قبل .. هل سيتمكن هذا الدين وتلك العقيدة على أرض مصر ، من تحقيق ما لم يقدر عليه الفكر الماركسى على الأراضى الروسية .. خصوصا وأننا نواجه وبشكل أعنف ما واجهه الاتحاد السوفييتى لتمزيق الدولة ، ولدينا من صهيونيي الداخل الذين تم اعدادهم بشكل جيد ، الكثير .... وعلى حدودنا الشرقية ثعبان أرقط لاينام ولا يهدأ ويعمل جاهدا على تمزيق الدولة بيد أبنائها ليلتهمها جزءا وراء الآخر ونحن للآن مغيبون !!!!!!
( عملية الموساد بالقاهرة تكشف كيف تفكر إسرائيل! ) ================================
*** تمت محاولة قتل عميل المخابرات الامريكية من قبل الموساد ، ولكنه تمكن من قتل واحد من الاثنين المكلفين بقتله ، وسلم الثانى مصابا للمخابرات المصرية . إنه " جيل ريفرز " المرتزق البريطانى والذى يعمل لصالح الأمريكان ، وفى اللقاء الذى تم معه قال :
* تهتم وكالة ال ( c.i .a ) بمنطقة الشرق الأوسط من قديم ، ويشمل نشاطها كل الدول تقريبا وبالأخص ( الجزائر ، وتونس ، والسودان ، ومصر ، والاردن ، والكويت ، والسعودية )
يتركز العمل فى القاهرة ، ويبدو هذا واضحا من حجم الانفاق داخل مصر ، ولا يوجد فارق بين العمل فى ظل نظام صديق كنظام السادات ، ومن بعده مبارك ، أو فى ظل نظام معاد كنظام _ ناصر. وقد بدء العمل فى فرع القاهرة برئاسة ( مورانا تيربوف ) سنة 1979 ، ومعه مساعده ( تشارلز أنغهارت )
....................................................................
* يتحدث العميل عن عملية قديمة تكشف اسلوب عمل الموساد ، ومدى رعب الدولة العبرية من أى سلاح يصل الى مصر ، أو أى تطور أو نجاح عربى فى مجال تصنيع الأسلحة .
* يقول : تم تكليفى من قبل تاجر خليجى وهو فى حقيقته ضابط برتبة كبيرة فى المخابرات العربية الخليجية ، بنقل معدات ومستندات الى مصر تتعلق بالتدريب على استعمال وقيادة طائرات الميراج الفرنسية . وقد وقع الاختيار على لكونى طيار قديم فى السلاح الجوى البريطانى ، ومدربا على الطيران الحربى والمدنى ، وكان على ايضا ان ألم بأكبر قدر من المعلومات من طيارى الاختبار بشركة ( داسو ) الفرنسية التى تنتج تلك الطائرة ، لأتولى شرحة للطيارين الحربيين المصريين .
* سافرت للقاهرة لدراسة الموضوع على الطبيعة وهناك التقيت بالعميد ( خالد المسوتى ) ، وكان قد تقاعد عن العمل ، ولكن القيادة السياسية كرمته برخصة لشركة استيراد سيارات مما جعله مليونيرا فى بضع سنوات ، وكان يكلف ببعض الأشياء رغم تقاعده .
------------------------------------------------------
* غادرت القاهرة الى فرنسا ، والتحقت بمركز تدريب الطائرات الميراج ( إيستر ) شرق مرسيليا ، لتجميع كل المعلومات المطلوبة ، وفوجئت باتصال زملاء قدامى بى لتحذيرى من الموساد الذى يعرف بتفاصيل زيارتى للقاهرة ، وانهم منزعجون للغاية من تعاونى مع مصر ، وأنه يتعين على أن أكون حريصا للغاية ، وأن أحد اليهود السويسريين يتحرى عن مصدر الأموال التى أودعت باسمى فى أحد البنوك ، وأن هذا اليهودى يعمل لحساب الموساد .
----------------------------------------------------
* سافرت لندن لمقابلة التاجر الخليجى ليطلعنى على حقيقة الأمر ، فأخبرنى بوضوح أن فرنسا عقدت اتفاقا مع مصر من خلال ( السادات وكارديستان رئيس وزراء فرنسا آنذاك ) على تسليم مصر طائرات ميراج لتعويضها عما فقدت فى حرب العبور ، وأن التسليم سيتم على مراحل فى اطار مباحثات السلام التى يلعب الدور الاول فيها كيسنجر ( اليهودى الامريكى ووزير خارجية امريكا ) وأن الصفقة قيمتها 2 مليار و 320 مليون دولار ستدفعها دول الخليج أسهاما منها بالمجهود الحربى المصرى ( ملحوظة : كان ذلك قبل توقيع اتفاقية كامب دبفيد ) .. وأن دول الخليج عرضت على ليبيا شراء طائراتها الميراج لصالح مصر وحتى اتمام الصفقة الفرنسية .. وهذا يسبب رعبا لإسرائيل !
-----------------------------------------------------
* عدت الى فرنسا بعد طلبى مضاعفة الأجر لخطورة العملية ، وهناك فى أول طلعة تدريب على على الطائرة ( ميراج 2000 ) مع الطيار "ديسار " لاختبار صواريخ - ماترا 520 - التى تطلق من أسفل الجناح لتدمير الدبابات ، انطلقت جميعها الا واحدا علق ولم يخرج وعرفنا انه سينفجر بالطائرة فقفز كلانا بالكرسى الطائر وكنا فوق مياه البحر الأبيض بالقرب من جزيرة كريت ، قفزنا بعد انفجار الصاروخ بالفعل والذى كاد أن يودى بحياتنا ، وشككنا أن عميلا للموساد قد عبث بالطائرة قبل رحلتها .
--------------------------------------------------
* عدت للقاهرة بعد هذا الموقف لالتقى بالضابط المصرى وصاحب توكيل السيارات ، والذى قدمنى بدوره لقائد السلاح الجوى المصرى ( حسنى مبارك الذى صار رئيسا للدولة المصرية فيما بعد ، وكان لدى القاهرة معلومات عن التحقيقات التى اجريت فى فرنسا حول سقوط الطائرة ، واكدت نتيجة التحقيقات أن الموساد كان وراءها ، كما توقعت . )
وفى القاهرة تعثرت الصفقة مع ليبيا بسبب السمسرات المفضوحة لبعض الضباط من حاشية الرئيس ، ودور " عصمت السادات " شقيق الرئيس الراحل فيها ، وكل ما قمت به فى القاهرة كان تلبية دعوات للولائم وارتياد الملاهى المشهورة ، ومرافقة النساء .. واكتشفت أن المصريين يحاولون إلهائى عن مهمتى المخابراتية ، التى مولها التاجر الخليجى ، للاختلاف فيما بينهم على تقسيم العمولات .. وشاءت المتناقضات أن يكونوا متعاونين مع المخابرات الاسرائيلية من حيث لا يدرون .
--------------------------------------------
* كنت أشعر أننى متابع طوال فترة وجودى فى مصر ، ولفت انتباهى شخصين ظهرا اكثر من مرة على مقربة منى ، الى أن بدءا يلاحقانى فى ليلة ، وحتى داخل شارع صغير ، لينصبا لى كمينا .. فراوغتهما وفجأة أطلقت النيران عليهما فمات أحدهما وأصيب الآخر ، وتسلمته المخابرات المصرية ، التى اكتشفت أنه يهودى فرنسى مثل زميله ، وأنهما عميلين للموساد فرع باريس .
-------------------------------------------
# ترى ماذا نستنتج مما رواه العميل ترى هل سنستفيد من تلك المعلومات ، أم أننا عباقرة فى تكرار الخطآ مائة مرة حتى نتعلم .. فالمؤمن عندنا قد يلدغ من الجحر الف مرة !
____________________________________________
( منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان 
المركز القومى للدراسات الإستراتيجية والأمنية والسياسية -- د / محمد البكرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق