الاثنين، 1 أكتوبر 2018

ومضى على يتيم بقلم الرائع مجدي متولي ابراهيم


ومضى عام يتيم

الشمس على وشك أن تغيب ترسل أشعتها إلى الأفق تتوارى خلف الجبال العاتية, استنشق جرعة هواء فامتلأ صدرى ثم زفيرا فافرغته, وقفت انظر من شرفة المنزل اتأمل جمال الطبيعة.. فكل ما حولى يروى حكاية حياة رائعة كما اراها بعينى, فالكون أعلن عن ميلاد يوم جديد, لم يكن بخاطرى أن العالم يشاركنى فرحتى حتى الطبيعة, وضعت يدى على صدرى, وبدا على وجهى الفرح والابتهاج, نزلت مسرعا ًواثباً, اسمع ضربات قلبى وهى تقفز على الدرج.. اشتقت اليها فجأة, لست أدرى لماذا أنا مشدود اليها؟ شعور جديد تجاهها, رغبة فى التودد إليها.. أخذت قصيدتى معى كى اسعدها.. هذا يوم مختلف, إذ قدمت وفى جعبتى رغبة عارمة لإقتحام عالمها, وفك غلالة صمتها؛ التى أثارت انتباهى, والهبت فضولى, وراكمت الأسئلة فى نفسى منذ أن ودعتها آخر مرة, كانت فى عينيها شكوى رغم ابتسامتها التى لم تفارق محياها. خرجت إلى الشارع, اسير بأتجاه المبانى المتراصة بجوار بعضها البعض, فاستغربت قلة الحركة فيه, توجهت بنظرى إلى أول الطريق, عيناى ترقبان المارة, وتفكيرى شارد مع فتاتى, ربما افضى بما يجيش به قلبى, كانت الأضواء خافتة, باهتة.. حتى صادفت من سرق قلبى, وسرق فرحتى. رأيت آخر ربما سبقنى, وأخذ مكانى, للحظة كانا يقتربان, ويقبل يدها مشيت بسرعة واكملت مشي محاولاً تجاهله. حتى سمعت صوتاً : اذا سمحت لقد وقعت هذه الورقة منك. التفت وجدته ممسكاً بورقة مطوية. للحظة هززت له رأسى بالنفى. 
دسست يدى داخل سترتى, فلم أجد الورقة التى دونت بداخلها القصيدة, عرفت حينها أنها فقدت. تنهدت بإحباط وغادرت بهدوء, أريد أن أفعل شيئا لألفت نظره لكن لم استطع, غادرت المكان, وغادرنى الشوق.. إلى اللامكان.. لا اتذكر حجم الصدمة حينها, لكنى اتذكر أنها نوع مختلف من الاختناق, لم ألفه من قبل, أنا لم يعد بمقدورى أن اعيد ترتيب الأشكال فكل الخطوط المستقيمة تكسرت أمامى, ومرت الساعات بتثاقل شديد, احسست أن شخصاً ما سحب روحى من جسدى, وتركنى جسداً بلا روح . 
وتركنى صامتا أشعر بمرارة تداعب شفتى, أشعر احياناً بالشفقة على حالى, حينها ادركت أن الوقت قد تأخر, وكان الليل قد حل بالفعل؟.. نظرت للساعة كانت الواحدة صباحاً يستحيل أننى مشيت طيلة هذا الوقت, صرخت بغضب ! بعدها ادركت أننى أسير بالشارع, جسدى يتصبب عرقا كأنى سقطت فى بئر مملوءة بالماء, حاولت استيعاب الأمر, اعنى كيف سقطت؟ أشعر بالتوتر ربما لأن هذه هى المرة الأولى لى, أو لقلة خبرتى ! ذهبت إلى البيت وجدته خالياً تماماً, والأنوار غير مضاءة, وقفت برهة اتطلع حولى, فجأة أضيئت الأنوار, وهلل الجميع, ارتسمت على شفتى ابتسامة خجولة, اقترب أبى ومد يده واعطانى هديتى مبتسماً : عيد ميلاد سعيد. 
مجدى متولى إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق