السبت، 13 أبريل 2019

همزة القوافي بقلم الرائع محمد خالد الأمين

هَمْـــــزَةُ القَوَافِي
**************
رسمْت خواطري قُــزحَ السَّماءِ
........ وَصَار الأُلْفُ نجـــــمًا بالبَهاءِ
تَبارَك مَنْ يُعــــــــــانِقُها وسامًا
........ كعِقدٍ زانَــــــــــــهُ مَاسُ الوَلاءِ
تَهيمُ بِعِـــــــشْقِه الحسناءُ وَجْدًا
......... وَما فتِئَتْ تُــــــــراوِدُ بِالعَراءِ
وَكـــمْ من وَالـــهٍ يسْري جُنونًا
........ جَفاهُ الحُــــبُّ في كَنفِ الخَلاءِ
ألِفْـتُ الهَمْسَ مِـن عَينٍ وَرمْشٍ
........ فزادَ شراهَــتي شَـــغَفَ اللّقاءِ
وَكَـــــمْ أَنَّ الفُـــؤادُ أنِيـــنَ دَاءٍ
......... وَكَـــانَ الفَيْضُ بَنْدًا بِالقضاءِ
رَكبْتُ غَرامَــها وَأسِرْتُ صَبْوًا
.......... وَسِجْنُ الوَجْدِ حُكْـمٌ بالفنـاءِ
وَفيكِ مِـــــنَ الدَّلالِ بَريق حُسْنٍ
........... كَــفَجْرٍ نَجْمُهُ قُرْص النَّقاءِ
فسُبْحانَ الذِي أبْهــــــــاك حُسنًا
........ وِسَام زُمـــــــرُّدٍ لَمْع الصَّفاءِ
فكَمْ هَجْرٍ غَزَلْــــــتُ بِهِ ليالٍ
........ ومَا غُبْنٌ غَدَا نــــورَ الضِّياءِ
جِراحِي نَزْفُها بالغدْر فارَتْ
........... نَجِيـــــــعًا لوْنُهُ لا كَالدِّماءِ
كَأنِّي بِالــــــغَرامِ سألْتُ قلبي
........ وَفاحَ عُزوفَ نَـــبْضٍ بِالعَيَاءِ
وَدمْعُ العيْن جُرْحٌ منْ وَريدٍ
........ عَلى خَـــــــــدٍّ يُداوي بالبُكاءِ
ولَوْ كَانَ الغَــرامُ سَعيرَ عُمْري
.......... فَمَا أهْمَـــلتُ أُنْسًا بالسَّخاءِ
لأنِّي قدْ عَرفْـــــتُ خِدَاعَ نَاسٍ
........ وجُلُّ الخَلقِ أغْـــرَاسُ البَلاءِ
وَكمْ مِنْ مُقْلــــةٍ نزَفتْ سديمًا
......... وَصَار غُروبُهَا مَسَّ الهُذاءِ
رَجَوْتُ مِنَ الحَبيبِ بهاءَ سَقْيٍ
........ وَلا سَكنَ الـهَوى بعْدَ الرُّواءِ
وَكُنْ وَرْدًا يَشِـــفُّ العِطرُ منْهُ
........ كَعِبقٍ فَائِـــــــح رُوح الدُّعَاءِ
أَبِيتُ سُــــــهادَ أحْلامٍ وَدَائِي
.......... يُنَـاشِدُ مَصْلَ عينٍ كَالدَّواءِ
تُلاطِفُها وَشَـــوق العِشقِ زاهٍ
......... يَفِيـــضُ بَريقُهُ بدْر الفَضاءِ
سِهـــــام ُالعَيْنِ جَارحَة ٌبِكُحْلٍ
.......... تزيدُ لهِيــبَ وَجْــدٍ بِالوَلاءِ
رَكبتُ عُبابَ دَهْرٍ فِي ليَالٍ
........ وبَاءَ شِراعُــــهُ فَتْلَ الكسَاءِ
إذَا الليْلُ البـــهيمُ سَجَا رمَادًا
....... فقَدْ كانَ الهَوى حَطبَ البَغاءِ
وَما زَاغَ الفُـــــؤادُ سَبيل دَاعٍ
....... وَلا مُـــحِيَ المُسَطَّرُ بِالجَلاءِ
إذَا كَشَف الصَّدى عَفنًا وَرِجْسًا
.......... يُغَــطِّيها أنـــاسٌ بِـالحَياءِ
شِعارُ الحُـــــــبِّ أذْكـــارٌ وَنُبْلٌ
......... كَرُوحٍ عِبْقهُ كَنَــف الإخاءِ
سَقَاني الغَدْرُ بِالجُرعَاتِ حَتَّى
....... ظمِئْتُ وَجَفَّ حَلقِي بِالجَفاءِ
أدَارِي الحُبَّ مِنْ قَـــلبٍ سَقيمٍ
...... وَنَارُ الوَصْبِ عَدْوَى بِالعَناءِ
********

محمد خالد الأمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق