الأحد، 28 أبريل 2019

الشهيد عمر أبو ليلى بقلم الرائع كمال يوسف

الشهيد
(عُمَر أبو ليلى)

قَسَمًا بِمَن رفَعَ السَّماءَ بِلا عَمَد
ماكـانَ قِدّيسـًا ولا شَيـخَ البلَـد

ما طابقَ العِشرينَ عامـًا حُلمُـهُ
لمَّـا دَنا من حَتفِـهِ حينَ اجتَهَد

في جُمعةِ الإسلامِ خَطَّ وَصِيَّةً
فَتصاعَدَت زَغرودَةٌ يَومَ الأحد

لم يعرِفِ الذُّلَّ المَقيتَ طريقُـهُ
يوما وما لاقى حَماسًا مِن أحد

لكنَّــه عــاشَ احـتِــلالا بـائِسـًا،
لا مِـن مُغيثٍ يَـعرُبِـيٍ ، لا سَنَـد

فاستَلَّ سِكِّينَ الخُضارِ مُدجَّجًا
بعزيمةِ الأحرارِ والجَمـرُ اتَّـقَــد

وانهالَ طَعنـًا بالجنود فلم تَزل
طَعناتُـهُ للعُربِ درسـًا يُـعـتَـمَـد

إنَّ الهروبَ إلى الأمامِ شجاعَةٌ
وَضَـراوَةُ الأبطالِ دنيا تُـزدَهَـد

أشفى غليلَ القلبِ في إقدامِـهِ
فَاستنفَرَ العادِين بِالسَّبتِ العُدَد

لم يُفلِحـوا في القتلِ إلا غِيـلَـةً
طبعُ اليهودِ الغاشِمينَ كمـا وَرَد

أوصى أبـوهُ وأمُّـه أن يرتَضُـوا
مُستَمسِكًا بالعُروَةِ الوثقى وَلَـد

قالَ اذكروني بالمَسَاويْ راجِيًا
أن يَغفِرَ اللهُ الذُّنوبَ، إذا قَصَد

نَيلُ الشَّهادةِ غايَتـي لاتحزنـوا
بل هلِّلـوا فأنـا شهيـدُ المُعتَقَـد

عُـمَـرٌ أبـو ليلـى: إليـكَ تَـحيَّــةٌ
وشهادةٌ من واحِـدٍ فَـردٍ صَمَـد.

(بحر الكامل) 
بقلمي ـ كمال يوسف ـ دمشق. 
الأحد في ٢٠١٩/٣/١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق