قصة قصيرة ،، الحمصي المتارك ،،،
بعد عناء و كد و اجتهاد و سهد و أرق ، على مدى حول رصد أيامه الهاربة منه كهروب النهار من الليل . و قبل موعد لا يشبه كل المواعيد . فتش في أوراقه التي بليت بعد جدة عن حوصلة حروف ، نزفتها ذائقته التي بات التعب يرافقها ، كما ظله الذي شحب هو الآخر في عين المحيط القريب . حروفا رسمها بمناقير العصافير المقيمة و المهاجرة . و حتى البعيدة عن روضته المكسوة بزهرات البنفسج .
بقلقه الميتافيزيقي و حساسيته المفرطة المنبعثة من عيون أحياء البحر بنهم شره . كانت عيناه تلتهم الحروف بسرعة فرس دمول بين السطور . علها تجد محطة وقوف سانحة تشبع سغب انتشاء . عاد الفارس خائبا إلى برج ذائقته يستلطفها . قابعا أمام ينابيعها ، علها تجود بما يرتضيه في يوم عيد ميلاده . و مشاركته فرحته .
وصله الصدى بالقول : - أرهقتني يا هذا . ما بالك لو تُحْضر مخيالك و تأتي .
بوقر انهزامه أقفل السماعة . هرع مهرولا للخارج . قصد اقتناء لوازم احتفاله . كل الدروب تتشابه . و معها كل المتاجر العارضة لكراكيز نسائية صلعاء . بملابس غريبة تكسو أجسادهن النحيلة الفارغة من كل روح . حتى المارة و كأنهم أشباح كوكب من تراب شاحب . لا يلوون على مستقر . بعد العودة تحمل عناء الصعود للبيت . أدراج لا نهاية لها . المكان لم يعد نفس المكان . فراغ موحش إلا من حيطان شاحبة . و سرير مصقع يشكو فراغ الدفء ، شاخصة عيناه في سقف يشبه كثيرا غرفة الجبّانة . جلس القرفصاء أمام شمعة يتيمة ، و لفافة فقيرة . تضع عقبها على كأس فارغة فراغ وكنة قلبه . قرر الاحتفال دون بسمته المعتادة صحبة دمعتين . واحدة سقطت مرغمة من عينه . و أخرى من شمعته التي أسالتها نار فتيل الوحدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق