الجمعة، 17 أغسطس 2018

ذبيح القلب بقلم الراقي مصطفى العويني


_ذبيح القلب

تلكَ الحبيبةُ، لمْ نفتأْ نُذَكِّرها
فكم بها مِنْ جُموحِ العشقِ عِصيانُ
_
تَنسى وتُنكِرُ لمْ أفهمْ دوافِعَها
هَلْ هانَ قلبٌ أو الشّطْحاتُ نِيسانُ ؟!
_
إنّ الحبيبةَ عِشقُ الكِبرِ شِيمتُها 
كأنَّ عهدي بها صَكٌّ ونِسيانُ 
_
يا طالِبي الوَصْلَ منها، الصَّبُّ يعرِفُها 
أما لها في لهيبِ الشَّوقِ طوفانُ
_
شابَتْ ذَوائبُـنا دَهْـراً نُـحاوِرُها
واصْفَــرَّ غُصني وهذا القلبُ ظَـمآنُ

فَهلْ لنا خَبَــرٌ مِن أهْلِ جيرَتِـها
يلُـــفُّـه عَن عُيونِ النّاسِ كِـتمانُ
_
نهوى ونُخلِصُ في بِـيضٍ ضَمائرُنا
بها ابتُلينا فلا شفــعٌ وغُـفرانُ
_
يعُودها الفِكرُ للنّسيانِ جانحةً
والقلبُ ناصِيَةٌ والعَهدُ سُلطانُ
_
كطفلةٍ في بهاءِ البدرِ لو ظَهَرتْ
كأنّما هـــي ياقوتٌ ومرجانُ
_
يا ويحَ قلبِيَ ما يقْوى يُعاتِبها
أو كانَ يجرؤُ تَسْتـهويهِ أحزانُ
_
بالأَمْسِ كُـنَّا شُموعاً في مُغازَلِةٍ 
نُمسي ونصحو، كأنَّ الليلَ نشْوانُ
_
يَــزِلُّ منها رحيقٌ، ما يُمَلُّ له 
رشفٌ، وخَـدٌّ عليهِ البدرُ سهرانُ 
_
في حينِ نُلنا وُروداً مِن مَنابِعِها
كأنّها البحرُ والوُرَّادُ رُبّانُ
_
وكم عَطَفْــنا عَليها مثلَ بُـلـبُـلَـةٍ 
والغيب يشهد والأشواق كثبان
_
وماكِـثينَ بُعَيدَ الغَيْبِ نرقـُــبُها
كأنَّنا رغم طول البُعدِ جيرانُ 
_
تنسى هوانا كَــسَكْرى لا رَشادَ بِها
وسوفَ يجلو ضَلالَ السُّكْرِ إيمانُ 
_

ماذا على الدَّهرِ لو حَـنـَّت ضَمائرُها 
وحَلَّ بعدَ صُدودِ النُّـكرِ عِرفانُ 
_
هل بعد عيشي ذبيح القلب في ألمٍ
يَعيشُ في غِبطةٍ بالحُبّ أقرانُ
_
ليْتَ الرَّزِيّةَ ما تعتادُ نادِيَنا
بالصَّـفْوِ يأنَسُ طُولَ العُمرِ إنسانُ
بقلمي
مصطفى العويني
فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق