الجمعة، 10 أغسطس 2018

أنا لست بخير بقلم الرائع عدنان رجب ريشه


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، (( أنا . . لست بخير ))
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قبل أن تنتظر الفرح 
تأكد ،، أنك ما زلت 
على قيد الحياة

تأكد ،، أن سعادة يومك 
المقتولة ، بخنجر هموم الأمس 
لم تزل ،، تنتفض حد الموت 
وحد النجاة

قبل أن تنتظر ،، رغيف خبزك 
من كفي أمك 
التي أخذها الموت 
الى البعيد البعيد 
تأكد ،، إن كنت 
قد أضعت من قدميك 
طريق الأمنيات 
تأكد إن كنت ،، قد أصبحت 
صدى الحكايات

* * *
أنا ،، لست بخير يا صديقي 
أنا لست بخير 
حين تهرم الروح ،، على سرير العجز 
ويصير زمانك كهلا 
فأنت ،، لست بخير

حين تغرق بالصمت 
وداخلك يضج بالكلام 
والريح ،، تستدرج سحاب الشوق 
الى البراري العطشى 
في أحلام لم تكتمل ،، 
فأنت ،، لست بخير

حين تقتل الآمال ،، 
على أرصفة العمر 
ويصير حديث الروح ،، 
شجن 
فأنت ،، لست بخير

* * *
حين تدرك يا صديقي 
أن الدموع التي في العيون 
قد مزجت من قهر 
وصبر 
وأنك في حنين 
لمن ،، لا عودة لهم 
لمن رحلوا ،، من غير وداع 
فأنت ،، لست بخير

حين تدرك يا صديقي 
أن الذاكره ،، احتفظت في خزائنها 
بكل الحكايات المحزنه 
وبكى الوجع ،، سوء الحظ 
فأنت ،، لست بخير

حين تدرك ،، أن الليل 
لم يلملم أطرافه ، على نهار 
ولم يتنفس الصبح ، من خد الفجر 
فأنت ،، لست بخير

* * *
آه يا صديقي ،، 
كم حلمنا ،، عندما كان الزمان 
طفلا 
وأودعناه ،، أجمل ما يودع 
كم سهرنا في ليال مقمرات 
كم تمنينا

هنا ،، نرى قمرا مضرجا بالشوق 
يضيء لنا 
وهناك ،، نجم يشع 
ويسطع

كم أعرنا الأيام ،، بحثا ومعرفة 
وأوليناها اهتماما 
وسعينا 
كنا نظن ،، وخاب الظن 
فيما يضاف ويجمع

آه يا صديقي ،، كم قضينا العمر 
بين ذاك الذي يمنح 
وذاك الذي يصد 
ويمنع

* * *
آه يا صديقي ،، 
نحن نتظاهر بأننا احياء 
وخلف أقنعة الفرح 
والوجوه المبتسمه 
أرواح تتوجع

يا صديقي ،، الأحزان تلتهمنا كالنار 
ورياح الفراق التي تعصف بنا 
تحمل إلينا اشتياقا حزينا 
من هوله ،، العقل يسرى به 
حد الجنون 
ومع الجنون ،، لا طبا يستطب به 
فينفع

آه يا صديقي 
كم باك ،، في بكائه زيف 
وكم من ضاحك ،، 
قلبه يتقطع

* * *
آه يا صديقي ،، 
الأماكن ،، تضيق بنا حد الاختناق 
لا روحا ،، تشبه روحك 
ولا هما ،، يشبه همك

حين تجبرك الحياة ،، 
أن تكون شخصا آخرا 
تجعلك تدرك ،، 
أن هناك أشياء تعذبنا 
لا تريد أن تنتهي 
لا تريد أن ترحل

آه يا صديقي ،، 
الجراح التي نحملها في الروح 
والقلب 
وعلى الجسد 
تجعلك ،، كطفل يتيم 
أضاع في الصباح ،، 
لعبة العيد

* * *
آه يا صديقي ،، 
كنا نحسب ،، أن العمر يمضي 
الى أن أدركنا 
أننا الماضون

الشجرة ،، في حرب دائمة 
مع العواصف والزوابع 
تقاوم ،، تقاوم 
إلى أن تسقط أوراقها 
وثمارها 
حينها ،، تهجرها الطيور 
ويصير المكان ،، موحشا

يا صديقي ،، 
ما بين عدالة القاضي 
والقانون الظالم 
هناك ألف حكاية ،، 
وحكايه

* * *
آه يا صديقي ،، 
حين تدرك ،، أنك أفنيت عمرك 
في إنتظار ما لا يأتي 
وكان حبل الصبر 
طويلا ،، 
طويلا

الشمس التي أغمضت عينيها 
أوقدت نارا في أضلعي 
جعلت المرايا ،، لا تراني في الظلام 
ولا تتسع لحزني

يا صديقي ،، إن إخفاء الوجع 
وجع أكبر 
وإخفاء الشوق ،، 
شوق أكثر 
وإن خلف كل ابتسامه 
هناك ،، ألف غصة وغصه

* * *
آه يا صديقي ،، 
إننا نعيش مع أناس ،، 
لا قلوبهم نقيه 
ولا أرواحهم طاهره 
ولا أبدانهم على وضوء

الألم ،، يأتي على قدر الوفاء 
وإن جودة الملح ،، 
لا تحسن من الطعام الفاسد

يا صديقي ،، 
إن اللذين رجموا الشيطان 
بالحصى والحجاره 
على مدى قرون 
قد رحلوا 
والشيطان ،، لم يزل باق 
لم يمت ،، ولم يرحل

* * *
آه يا صديقي ،، 
بعض الحكايات ،، تبقى ترسم الأحلام 
في ذاكرة النسيان

تبقى ،، مدفونة تحت الرماد 
ترشح حزنا 
وعشقا 
وخمرا ،، من دنان

تختبئ خلف جدار الأيام 
ك ريح غاضبة 
تطل علينا 
كل حين ،، وكل آوان 
توقظ أوجاعنا 
تقض مضاجعنا 
وتأخذنا ،، إلى أماكن 
بلا عنوان

* * *
يا صديقي ،، 
البحر أغرق ، بعض من ركبوا 
ونحن ،، البر أغرقنا

يا صديقي ،، الحب والموت 
يغيرا كل شيء 
في لحظه 
فلا تستعجل الخطى 
ولا تريق ماء الوجه

يا صديقي ،، أن تبتلي شيء 
وأن تعرف ذلك 
شيء آخر

يا صديقي ،، إن قل الكرام 
في أرض 
وكثر اللئام 
فما علينا ،، إلا الرحيل

* * * 
بقلمي / عدنان رجب ريشه /

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق