الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

الصرخة بقلم الرائع مجدي متولي إبراهيم


الصرخة
المطر يهطل بالخارج، وسلامة بجانب الباب، عيناه زائغتان وسط رأسه, وقلبه يدق يكاد أن ينخلع من جواه قد هده التعب, إرتسمت على وجهه خيوط عريضة متداخلة. متشابكة تشبه خيوط العنكبوت, جف ريقه وتشققت شفتاه كالأرض الجرداء، جيئة وذهابا وسط الدار. يحاول أن يبلل ريقه برشفة ماء, رشفة تلو الأخرى, خطواته متبلدة, متصلبة بالأرض.. يتشبث بالأمل فى انتظار شروق الشمس, وهو يردد مع نفسه: يا رب.
بينما كانت عطيات تتلفت حولها فى ذعر, وصوت لهاثها يشق السماء, ترقد على الحصيرة التى تتوسط الحجرة تعض بأسنانها الوسادة وأظافرها تنبش الأرض تتلوى من الألم, وقد أعتصرها العرق يغسلها حتى أناملها , وبطنها المتكور أمامها يجعل حركاتها بطيئة, ويشل جسدها . المطر يهطل بغزارة على رؤوس البشر, والبرق يضىء السماء بوميض أبيض , يتبعه صوت الرعد, قطرات المطر تحاول اقتحام سقف الحجرة وتنسل من بين عيدان الحطب, كل شئ ساكن فى صمت, حتى الجدران وقد بللها ماء المطر، عيدان الحطب الراقد أعلى سقف الدار لم يسلم هو الآخر, زاد الألم, وزاد المخاض, وصوت البرق خارج الدار. سلامه بجانب الباب يدرك أنها تبتعد عنه, يقتادها مصير أشد ظلاما 
: شدى حيلك يا عطيات.
بينما الست عديلة الداية تعد إناء الماء الساخن وبعض اللفائف البيضاء.
صدرت عطيات رجليها بالحائط .. انطلق صوتها يعلو , ويعلو , والست عديلة تصرخ: هه كمان.. كمان . 
انتفضت فى صرخة مكتومة, انتبه سلامه.. ذهب اصطدم بالباب المغلق. 
فى لحظة اتعصر جبين سلامه, واتغسل جسد عطيات, ولما اتسع الشرخ بالجدار خرج المولود.. ساعتها دلف سلامه من الباب.
مجدى متولى إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق