الأحد، 18 أغسطس 2019

وطني الأكبر بقلم الرائع محمد القاضي



وطني الأكبر
========
( النص الكامل )
رفقا يا وطني بشعوب
سحقت باسم حماة الشعب
طمعوا في وطن يسمعهم 
فالتهمتهم نار الحرب
ما عادت تحكي ملامحهم
قد طمست من هول الخطب
لا تنظر فيهم من بعد
أقبل لتراهم عن قرب
قد كانوا بالأمس شبابا
حالك عاجلهم بالشيب
إن لم يأتلفوا في وطن
ما ينفع شرق أو غرب
ما تجدي في الأرض دروب
إن تاهت في وطني الدرب
يا قومي يكفيكم هرج
وصراع يخلع في القلب
إن الدم الدافق فينا
من ذات المنبع والأب
كيف يعود الإخوة يوما
كي يلقوا يوسف بالجب
-----------------------------
كيف نقرر وبأنفسنا
للموت الأسود نذهب
لهلاك ندفع أوطانا
بدماء بنيها تخضب
هل طمست فينا بصائرنا
ذاك هو الخطب الأصعب
من يسأل عن حرب سحقت
أطفالا كانت تلعب
وعجائز في العتمة تاهوا
لم يجدوا لهم المهرب
ما انفكت تعصف بلوانا
من دمنا المهدر تشرب
تهدر ثروات وكنوزا
تحرق في الأرض وتنهب
أين متاريس مدينتنا
أين الحرس المتأهب
الكل انهزموا وانخذلوا
والموت إليهم أقرب
يا لحماقات تدفعنا
لزمان أحمق أجدب
-----------------------
قد غادر من بلدي سلام
واستوطن برباها الرعب
ما عادت تحنو ببنيها
ما عادت تضحك للصحب
هل ضاقت ببنيها ذرعا
أم قد غضب عليها الرب
ماذا قد حملت أنفسنا
ماذا قد كسبت من ذنب
لنعاند حتى أنفسنا
لناقسي في زمن صعب
شيء ما حل بساحتنا
شيء ما فسد ولا ريب
شيء ما أفسد دولتنا
ضيق فيها الوطن الرحب
ما عادت تبكي لبكانا
أو تحزن لما نتعب
ما عادت تغضب لهوان
فوق رؤوس بنيها يصب
إن لم تغضب أرض بلادي
من أجلي فلمن تغضب
إن يغضبك جحود فينا
لدمانا الغضبة أوجب
كل بلاد الأرض تراها
تزأر لبنيها وتصخب
إلا أرضي قذفت سهما
فأصاب المقتل واللب
هل ترجو من أحد عونا
كي تطلب للداء للطب
من لعروبتنا يا وطني
قد ينهض أو يتعصب
--------------------------
تهنا إذ تاهت أنفسنا
وتفرق بالليل الركب
وحمانا كشفت ساقيها
يرتع فيها من يرغب
حتى أغنام حظيرتنا
سلمها الراعي للذئب
ما كانت تلك طبائعنا
عيب هل تدرون العيب
هل ترجع يا وطني يوما
وطنا يتنفس بالحب
وطنا يجمعنا يسمعنا
ينعم فيه جميع العرب
عل الله يدبر أمرا 
من يدري ماذا بالغيب
---------------------------
وطني الأكبر
كلمات بقلم 
محمد القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق