السبت، 17 أغسطس 2019

خبريني يا منيتي بقلم الرائع أسامه سالم شكل


. خبريني يا منيتي إلي متي
بقلمي --- أسامه سالم شكل 
جمه
ورية مصر العربية

قال
متي يجمعنا اللقاء يا منيتي 
قد مللت الإنتظار علي شاطئ الأماني 
وجع خيالي أشد علي نفسي من واقع يطهو فؤادي 
شئ عظيم يشدني إليك لا أدري ماهو منتهاه 
يوما أري فيه نهايتي ويوما أري فيه الحياه

قالت 
إذن ستقضي عمرك تحرس الأبواب
كي لا يمر الحنين بقلبك وتعيش فيه سكرة وعذاب 
سأكون لك إذا ما قلبك أصلحَ التوبه عن بعادي وأنابْ 
يا من تهواني إطرح الأسباب
وخبرني بربك لما يتفرق الأحباب ؟! 
البعاد مثلما فيه إثابة يحمل بطياته عقاب 
ألم تتعانق أرواحنا في الغدو آملة بالإياب 
لا ترسم الحب قبلة وتعلقها علي الباب

قلت لها 
يا منيتي سأكون حيثما تكونين 
مادمتي بداخلي تسكنين وبعيوني تنامين 
إعذريني فأنا رأيت بريقا يطل من عينيك فاتنا 
وفي جفنيك شلال ورد زاهرا
ولقد سمعت صمتك يهمس بالليل لقلبي مناجيا
ونسيم حبك يفوح علي جوانب روحي معطرا
خبريني بربك ماذا أفعل حيال تلك العينان 
تالله إنهما لؤلؤتان سحرهما فتان 
سألت نفسي أتكون لحور حسان هبطت من أعالي الجنان 
بأحداقها شلال منهمر إنتشيت منه وصرت في حالة توهان
ويفيض بنشوة على خدودك بعطر الياسمين 
حتي تقاتل علي عسل شفتيك نحل البساتين ؟!
إني أشتم رائحة مسك لا أدري أمن نحرك أم من القرابين 
فرشاتي لم تصادف إمرأة بوصفها لترسمها لوحة من البشر 
يا منيتي أنتي الأنثي التي بأعماقها الجوهر
وأنا الغواص الذي ظللت باحثا عن الدر والياقوت والمرمر 
وها قد وجدتك في ثوب أمك حواء كاملة الأوصاف 
فإن عجزت أناملي عن وصفك بالسطور وبالصحاف
فهذا إقرار بضعفي وإعتراف

قالت 
بعد أن سمعتك سألت عقلي فأجاب ونطق بما أريد 
قال إصغي لنبض قلبك هذا دليلك الوحيد 
صورتك أمام عيني لا تغيب وشوقي لرؤياك كل يوم بيزيد 
وقد كان عقلي عنيد واليوم قلبي بدون نبض قلبك وحيد 
وما دامت أبجدياتك لم تعد قادرة علي وصف الإشتتياق 
رغم أنها حملت بين سطورها ألف نبض وألف إشتياق 
عاهدني إذن علي الحب والوفاء مهما يطول بنا أمد الإنتظار
يا عاشقي إن لم تكن من جملة الأقدار فأنت نعم الإختيار

قلت لها
بعد الآن لن أظل قابعا بدائرة صمتي ؟!
حان الوقت ليحل واقعي محل خيالي وحلمي ووهمي
بقلبي ظل حبك مشطور ما بين مرغوب وممنوع
ولم أكن أعرف له موضع بين الضلوع 
اليوم لا تحرميني رؤيتك حتي لا يصبح القلب موجوع 
مذ عرفتك وأنا علي العهد أصون ما أصابني أبدا غرور 
وكيف يخون وهو مذ أحبك في هناء وسرور 
حتي أصبحت عيونك دليلي وتحمل بطياتها مشاعل النور 
منيتي يا من أعدتي إبتسامتي 
من فرط حبك أتخيلك وأتحسسك وكأنك أمامي 
فدعيني أشتم عطرك وأسمع تنهداتك بين أحضاني 
قد آن الأوان يا منيني لأخبرك بما يحمله قلبي وحنيني
إهمالك الدائم لرسائلي كان يحزننى
وصمتك يحيرني وحزنك يعذبني ونظرة عتاب تشقيني خبريني لما نتوارى خلف خيوط شمس ونختبئ وراء الضباب
أنخرج من دائرة الصمت لندخل دائرة العذاب !!

قالت 
بهدأة الليل والسكون تحسس دقات قلبي علي الباب
يا من جعلت بسمتي تختلط بدمعتي بعد رحلة غياب
سأسرع لأزيل عنك وعني الوحدة والآنين يا أعز الأحباب 
ولكن لي رجاء الحب مع الغيرة قد يخالطه السراب

قلت لها
وكيف لمثلك يا منيتي من غزل الشعراء لا أغار ؟!
تالله إني أكاد أغار من معانقة الخمار 
أغار إن يمس الشال شعرك وأصعق حين تحتضنك الأزرار 
وإن يمس شفاهك قليل ماء تضرم ويشب بحشاي نار
العبير والمسك إن لمس خدك أقاتله وكأنه ثأر 
وإذا ما خط القلم إسمك أو الفرشاة رسمك أغار

قالت 
صورتك تمثل ما وددته من عالم الحب والصفاء
وبداخلها عالم من الطهر والعفة والنقاء 
إن تك أنوثتي طاغية لكنها ممزوجه بكل معاني الحياء 
ستكون سلاح ضد من تحاول زعزعة حبنا من بنات حواء 
فأنت ستصبح لي وحدي دون سائر النساء

قلت لها 
دعينا ندعوا الأحباب ونخرج من دائرة الصمت للبوح والنداء
نوثق عهدنا بكتاب الله والشهود فالحب لا يعيش مع الخفاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق