الاثنين، 26 أغسطس 2019

كفكفي أجفان المساء بقلم الرائعة مريم فضي


قصيدة بعنوان : 
كفكفي أجفان المساء 
*****************
كفكفي أجفان المساء 
واستقبلي ناشئة الليل 
ببسمات بها الحلم يستضاء
فقد مضى العمر أسفا بينعه
يسعى نوره بين طي جفنه 
والمنى إذ تشرق الشمس فيه رجاء ...
كفكفي الجفن فقد زل به الويل
وحلت فيه رحلة الخريف والشتاء 
متى ما وقف يصلي لغيظه
مبارك نسله آن الانتشاء 
بأجفانه كفر يوم التحف الرجاء
يفلت الدمع غضبا كالسيل
تغسل الأقدار انكساره بسخاء
فيجد سكرة الوجد من فيضه ...
ألا فلتكفكفي كل دمعة من وعثاء 
فالحزن شاخ، استوطن الدعاء وشاء
يعفر طقوسه تحت نبض صبره
لكل وحي بالأمل مثقل
سماؤه فيض من كرم وعطاء ...
حنانيك فقد اعتمر الحزن في المقل
وأوهن الدمع الكبد واستفحل 
يتماهى منيفا والروح له وعاء 
كصرح ممرد من قوارير وجده
به يتشفع عند اكتمال وصله
بخشوع العبرات ما وسعه التوسل ...
كفكفي الدمع فالصلاة معراجها السماء
محملة بشوق سبق المشيئة رضاء
يجتبي النور من طلاسم سهده 
صفا بعهدٍ موثقه ذمة ووفاء
تجلو طاعة به النفس وابلا وطل 
وما الدمع بالذي يقرب زلفى إليه 
فالعين سغبى إذ يسلو بها الغزل
قطب انبهارها مزامير إغواء
بسرمدية العشق يلوذ وينأى الأمل
من أجفان الدجى يورد ترياقا للشفاء 
تتكحل العين بسر محبته
نوره يسعى بين جفنه وعبرته ...
كفكفي أجفان الروح قبيل الرحيل
وانظري للنجم كيف يزين الفضاء
فلا الليل أخفى سناه وما أوهنه
ولا بحادثات الليالي سبح الشقاء 
فرب زمن لست تلقى محاسنه 
ورب محاسن منه تورث البلاء ... 
( مريم فضي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق