الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

أوفي لذمتك عهودي بقلم الرائع عيسى نجيب حداد


اوفي لذمتك عهودي
سرق السرج والسيف والسندان تناسى لي القلم
فما خمن الناقص انها تبنى بحروف حواضر امم
والبنيان ليس بعمارات من ست طوابق بل بعلم 
لا تحزن يا ابتي عهد الله عادتهك سأشخذ بهمم
فانني تركت الامور عن عمد ليروم حوماتنا قزم
يحسب في سرقاته منا غفلة ولكنه لا يبتلي ندم
فلم اتناساه كيف كان يتجاوز على حقولنا القدم 
ليسأل الايام بينه وبين نفسه اكم ساقه منها الم
واين اسكنته العلل بعاتيات فتوارث بعدها سقم
ليسأل الايام ايتها الاكبر الان العمارة ام الحجم
كوكب في سماء مجدي يشتعل وهجا كان لنجم 
اني صانع تاريخ مجدك يا ابتي باسمك كبر حلم
فطب نفسا قرير عين قبرك خلفك لا اعرف وهم 
تعلمت درس لقرارة نفسي ان من يحترم يحترم
ان الجمر اذ تعاظم كبره يمسي بسقيا الماء فحم
واني اليوم يا ابتي اوفيك من عهودي كل الذمم 
وبقي حصاني الأبجر البراق يصهل باعالي القمم
فارسه صبور ان غاص على فريس كعقاب ينتقم
ليغرز المخالب في القلوب والاكباد ويملأ بها الفم
يعلم فراخه حافها ظيمه بالايام كيف يرمي طعم
الم تعلم ايها العجوز الخرف كم يسال للسروج دم
لما كلت بمكاييل اطماعك كيلك وغرزت فينا سهم
حروف منتقاة القول الجزول حرفها فهل من فهم
فما بهذه المكاييل الجائرة تكتال لنا بكيلك يا عم
اوتعرف كم زرعت بالجفاء في الاحواض كم وكم
عشر اعوام نقحت علي فعلتك ما نالك منها الا ذم
املأ توابيت وداعك الان محملا بخزيك يوم بيوم
واملأ الاكف براحتيك بها تثاقلك من تحتك القدم
عساها تحت ترابها في غابر الازمان يتثاخنها ورم
رسالة صاغها الناظم بحرفيته وفاض عليها بالكرم
وقع كل نواقص سارقها وتناساه العيب ذكر الاسم
لكنه اسلمها للتاريخ وديعة وامهرها بتوقيع وختم
فعرجت على حروفي وهي سلاح فتاك كانه اللغم
تذكر باننا ما احتسبناك لذات الايام يا هذا الخصم
ولكن يتذكر من زرع في ثناياه من المجرم الجرم
اذكر بانه حق اصحاب تطلبه وبسداد الامر يستقم

الشاعر
بروفيسور عيسى نجيب حداد
رحلة العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق