الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

قصة الشقي و الكواد بقلم الرائع احمد العبودي


قصة وعبرة .... 
الشقي والكواد ... (الفتوة والسمسير) 
المحتوى الفارغ لشخصية الإنسان 
يتردد أحد الأشقياء (الفتوات) على الملاهي الليلية والبارات في بغداد وهو معروف ومشهور في حينها ، يتجنب الناس شره كونه قوي جداً ، ومن هذا الباب وخوفا منه ومشاكله خصصت له طاولة في جميع الملاهي والبارات لايجلس عليها احد غيره ، وحين يدخل في أحد هذه الملاهي الليلية والبارات يتم استقباله بطريقة تختلف عن باقي الزبائن وحسابه واصل على حساب صاحب المحل كونه يمنح المكان الأمان والسلطة ، وذات يوم كان جالس في أحد الملاهي الليلية دخل رجل أنيق جدا يرتدي بدلة انيقة غالية الثمن استقبله صاحب وعمال الملهى بالترتيب يقولون له : اهلا وسهلا استاذ ويصفقون ويهللون بقدومه وهو يرش الأموال عليهم ، ولهذا السبب يكون الاهتمام به غير عادي كأنه ملك إن دخل عليهم كونه يغدق عليهم بالاموال .... 
اغاض هذا السلوك الشقي (الفتوة) الذي نهض وذهب إلى طاولة هذا الرجل الأنيق صاحب البدلة الأنيقة وبدون مقدمات صرخ الشقي (الفتوة) وقال : انت (( كواد )) سمسير 
رد صاحب البدلة الأنيقة على الفتوة وقال : احترم نفسك أخي لا اعرفك ولاتعرفني لماذا تنعتني بال (( كواد )) سمسير 
صرخ الشقي (الفتوة) بصوت عالي وقال مرة أخرى : انت (( كواد )) سمسير وساثبت لك هذا نادى على صاحب الملهى بأعلى صوته وقال له : تعال لك روح جيب لي طبشورة وفعلا ذهب صاحب اللملهى الليلي واحضر طبشورة واعطاها للشقي (الفتوة) أخذها منه وقام ليعطيها إلى الأنيق ، 
وقال له بعنف : اكتب كلمة (( كواد )) سمسير على الطاولة التي تجلس عليها ايها الأنيق يا ابو بدلة ، وفعلا قام الأنيق وكتب (كواد) سمسير على طول الطاولة وهي مايريد الشقي (الفتوة) ، بعدها طلب الشقي (الفتوة) من الانيق أن يخرج أمواله ويغطي بها كلمة (( كواد )) التي كتبها على الطاولة وفعلا قام الأنيق بإخراج أمواله ورشها فوق كلمة (الكواد) سمسير وفعلا غطت بالاموال الكلمة ، وبعد الاحراج الذي سبب للانيق والخوف الذي أصابه من هذا الشقي (الفتوة) اعترف صاحب البدلة الأنيقة انه فعلاً (( كواد )) سمسير لكثير من بنات الهوى ويسمسر لرجالات السياسة ... 
رباط السالفة كم ((كواد )) سمسير ارتدى بدلة انيقة وتخفى بها وكم فاسد وحرامي وقاتل ارتدى بدلة ويعيش بغطائها ملك في المجتمع ، والخلل ليس فيهم كونهم مهما تخفوا لابد من فضحهم في يوم من الأيام لكن المحتوى الفارغ في شخصية الإنسان هو الذي يجعل هؤلاء يتكاثرون ويعتاشون على دماء الناس على حساب الإنسانية . أما الشقي فإنه نموذج لغياب العدالة وضعف القانون والتنفيذ وينتهي في زمن ويظهر هذه المرة بصورة أخرى هي أحزاب سياسية خصص له في كل وزارة أو مؤسسة طاولة يجلس عليها والحساب واصل على الشعب وإضافة إلى ذلك له نسبة من الإيرادات والأرباح ..
احمد العبودي .... العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق