الاثنين، 19 أغسطس 2019

سيرورة بقلم الرائع حامد حفيظ


نص بعنوان : " سـيـرورة "
° ° ° ° ° ° ° ° °
هَـلْ تَجهَلِينَ الفَتَىٰ فِي هَـذِهِ الـصُــورَةْ
هَــذَا لَـهُ فِي خِـضَـمِّ الـجُـرحِ سَـيرُورَةْ

كَمْ كَـانَ فِي صَـفِّـهِ المُكتَضِّ مُـستَـحِياً
حَـتَّىٰ وُقُـوفَـاً عَـلَى أَعـتَـابِ صـبُّـــورَةْ

مِـنْ جَـهْـلِـهِ النَحْـوَ وَالإِعـرَابَ يرْفَـعُـهَـا
حِـينَـاً وَيَضْـمِمُ مَـنْ جَـائَتْـهُ مَـكْـسُـورَةْ

يَطْوِي قُـروحـاً عَـوَتْ جَـوْرًا وَيَقْـبِضُهَـا
قَبْضَ الـصَـغِيرِ عَـلَى أَطْرَافِ طَـبْـشُورَةْ

كَـمْ مِـنْ جِـرَاحٍ صَلَى لَا تَقْتَضِي أَسَـفَـاً
مَــغــفُــورَة يُـرتَجَـىٰ ، إلَّا ومَــغْــفُــورَةْ

هَـلْ ذنـبُــهُ الـعَـقْـلُ أَمْ نُـبْـلٌ بِـسـيـرتـه ؟
أَمْ لَـمْ تـرَى عـينـهُ فِيـمَـنْ رَأَى عَـــورَةْ ؟!

دُنْيَـاهُ تَخْـتَـالُ عـُـهْـراً فَـوقَ بـســمَــتِــهِ
إِنْ غَـرَّدَتْ بـسْــمَـةٌ تُـغــتَـالُ مَـغْـــدُورَةْ

خَـمْـسُونَ قَـهْـرًا مَضَتْ مَا لَامَ صَرْخَتهَا
فَالـرُوحُ مَـعْــذُورةٌ وَالـنَـفْـسُ مَـعـذُورَةْ

صَـافَىٰ فَخَانُوا جَـمِيـعًـا فِي صَدَاقَتِهِمْ
مــا مِـنْ صـديقٍ وَفِيٍّ غَـيـر دَيـجُـــورهْ

لَــمْ يَلْـعَــنِ الـدَهــْـــرَ وَالآلامُ تَـمـْـــــلَأهُ
وَالسَـهْمُ مُحرَنْجِمٌ فِي عُمْقِ خَـيْـصُورَهْ

يَــــدرِي يَـقِـــيـنًـــا بِــأَنَّ اللهَ قَـــدَّرَهَــا
أنَّ الـمَـنَـايَـا بِـقَـبْـضِ الـنَـاسِ مَـأْمـُـورَةْ

إن كُـنتَ تَجْـهَـلَـهُ فَاحـْـذَرْ مـن بَـرَاءَتِــهٍ
مَـا تَـحـتـهَـا عَـوسَجٌ مَا تَـحـتـهَـا ثَــورَةْ

لَا كُـلَّ حـُـزْنٍ بَــدَا بِالوَجْــهِ مِـنْ حَــزَنٍ
أُو أَيَّـمَـا بَـسْــــمَـةٍ تَبــــدُو بِـمَــســرُورَةْ

كَـمْ مِـنْ بَـلَايَـا بَـدَتْ فِي ثَـوبِ عَـافِيـةٍ
أو أَنْـعـُــمٍ هَـدْهَـدَتْ بِالـشَـرِّ مَـضْـمُـورَةْ

كَـمْ مِنْ دِيَـارٍ خَـوَتْ وَالنَـاسُ تَسْـكُـنُـهَـا
فِـيــمَـا دِيَــــارٌ مَــلِـيـئَـاتٌ وَمَـهْـجُـــورَةْ

يَسْتَـهْـزِئُـونَ بِـــهِ إِنْ هَـمْـهَـمَـتْ شَــفَـةٌ
لَـمْ يَـعـْلَـمُـوا أنَّـهُ يَتْـلـُو بِـهَـا "سُــــورَةْ" !

هـَلْ تَجـهـَلِـينَ الـذي مـَاتت عـَواطـِفَـهُ ؟
مَـغْــرُورَةٌ أَنْتِ ، وا كَـمْ أَنْـتِ مَـغْــرُورَةْ

° ° ° ° ° ° ° ° °
بقـلـم / حامد حفيظ / ليبيا 🇱🇾

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق